نبيل شرف الدين من القاهرة: استؤنفت اليوم أمام محكمة quot;أولدبيليquot; في العاصمة البريطانية لندن، محاكمة الأصولي المتشدد مصطفى كامل الشهير بلقب أبو حمزة المصري، والذي يواجه 16 تهمة منسوبة إليه، يتصدرها التحريض على العنف والإرهاب فضلا عن ستة اتهامات أخرى تتعلق باستخدام التهديد والتحريض، وممارسة سلوكيات وصفت بأنها تحرض على الكراهية الطائفية، وهي التهم التي عقوبات بالسجن مدى الحياة في حال إدانته في الإتهامات المنسوبة إليه .وبينما لا تبدي القاهرة حماسا لاستلام أبو حمزة، فإن كلاً من واشنطن وصنعاء تسعيان بإلحاح إلى استلامه لمحاكمته بعدة تهم، تتعلق بالتحريض على الإرهاب.

ويشار إلى أن أبو حمزة جرد من جنسيته البريطانية إثر اتهامه بدعم الإرهاب في خطب ألقاها بمسجد فنسبري بارك، الذي أغلقته شرطة إسكوتلنديارد بعد حملة مداهمات بالتنسيق مع المخابرات البريطانية في يناير (كانون الثاني) عام 2003، كما أعلن تأييده لأسامة بن لادن وهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما اتهمته أيضاً بتحريض المسلمين على عدم احترام القوانين الغربية ودفع الضرائب لأنها توجه، بزعمه، للإنفاق العسكري في العدوان على الدول الإسلامية .

واشنطن والقاهرة

وعلمت (إيلاف) من مصادر مطلعة في القاهرة أن السلطات المصرية لم تتقدم بطلب رسمي لتسليم أبو حمزة، وألمحت ذات المصادر إلى أن مصر ليست متحمسة لاستلامه، إذ أنها لا ترى في ذلك الأمر ما قد يفيدها بالنظر إلى أنه شخصياً أو جماعته التي تسمى quot;جماعة أنصار الشريعةquot;، لا وجود لها على الساحة المصرية، بل ربما يشكل استلامه عبئاً إضافياً تعتبر القاهرة أنها في غنى عنه .

ومقابل عدم الحماس المصري لاستلام مواطنها الذي تعتبره quot;عنصراً إرهابياًquot; غير مرغوب به حتى لو لم توجه إليه اتهامات قضائية أو يرد اسمه في أي قضايا، فإن الولايات المتحدة واليمن تسعيان إلى الحصول على موافقة السلطات البريطانية لاستلام أبو حمزة المصري للتحقيق معه بشأن عدة اتهامات تتعلق بممارسة الإرهاب والتحريض عليه، غير أن السلطات البريطانية قررت تأجيل النظر بشأن إمكانية ترحيله لحين الانتهاء من محاكمته في ما هو منسوب إليه من اتهامات سبقت الإشارة إليها .

كما طالب اليمن مراراً بتسلمه، على خلفية اتهامه بالضلوع في دعم جماعة quot;جيش عدن ـ أبينquot; الأصولية المسلحة وعمليات خطف السياح الأجانب المتكررة هناك منذ العام 1998، غير أن بريطانيا رفضت تسليمه لصنعاء .

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة توجه 11 اتهاما إلى أبو حمزة المصري، تتصدرها محاولة تأسيس معسكر للتدريب تابع لتنظيم القاعدة في ولاية أوريغون الأميركية في الفترة بين تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1999 حتى مستهل العام 2000 ، فضلاً عن الدعم والتحريض على عملية خطف رهائن في اليمن في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1998 .

سيرة ذاتية

وفي السيرة الذاتية للمواطن المصري الأصل المدعو مصطفى كامل، الشهير بأبي حمزة نعرف أنه من مدينة الاسكندرية ويعيش في بريطانيا منذ نهاية السبعينات التي يقول إنه درس فيها الهندسة المدنية وحصل على شهادة في تخصصه من جامعة في برايتون جنوب لندن .

وشارك في الحرب الأفغانية ضد القوات السوفييتية، وفي العام 1990 هاجر أبو حمزة مع عدد من أفراد عائلته إلى أفغانستان، وانفجرت بيده قنبلة أدت إلى بتر يديه، واصابته بجروح خطيرة في وجهه وفقد احدى عينيه عام 1993، وتزامن الحادث مع حملة اعتقالات قامت بها قوات الأمن الباكستانية في صفوف quot;الأفغان العربquot; وكان هو من ضمن المعتقلين، لكن جهود السلطات البريطانية حالت في النهاية دون تسليمه الى مصر حينئذ كما حدث مع غيره من نشطاء تلك التنظيمات، وهكذا عاد quot;أبو حمزةquot; في نهاية عام 1993 الى بريطانيا حيث خضع للعلاج وربما كان ذلك سببا في ابتعاده عن الأضواء خلال العام 1994، لكن غياب quot;أبو حمزةquot; لم يطل اذ عاد بقوة الى ساحة الأصولية عام 1996، وبرز ذلك في النصف الثاني منذ ذلك العام من خلال اعلان دعمه تنظيم الجيا أو quot;الجماعة الاسلامية المسلحةquot; في الجزائر .

ومنعت السلطات البريطانية أبا حمزة المصري من إمامة مسجد quot;فينسبيريquot; الكائن في شمال لندن، حيث اتهم بأنه يستغل موقعه كإمام للمسجد في التحريض على اعتناق فكر تنظيم القاعدة الذي يدعو إلى استخدام العنف والإرهاب، وهنا يذكر أيضاً أنه كان قد صدر بحقه قبل ذلك قرار أميركي بتجميد أمواله وأرصدته في كل البنوك الأميركية، وذلك بعد وضع اسمه على لائحة وزارة الخزانة الاميركية.