إقرأ أيضا

جنبلاط يُخّون المقاومة ..ولبنان ينتظر اجتماع

ريما زهار من بيروت: ما الذي جرى ليعود حبل الحوار الذي انقطع لفترة طويلة بين النائب الجنرال ميشال عون ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط؟ الغزل بدأ ينسج بين الطرفين بعد قطيعة فرضتها الانتخابات النيابية في لبنان، فبعد دعوة جنبلاط إلى عون للالتحاق بقوى 14 آذار (مارس) رد العماد عون في حديث الى اذاعة quot;صوت لبنانquot;، ايجابا على كلام النائب جنبلاط ، مؤكدا quot;السعي من خلال الحوار الوطني الى حل المشاكل وابعاد المواجهة عن لبنانquot;، معتبرا انه quot;لن يوفر وسيلة للوصول الى حلquot; وعما اذا كان موقف جنبلاط الاخير يجعله اكثر قربا من قوى الرابع عشر من اذار، قال: quot;ان القرب والبعد يقاسان بالقرب والبعد عن الاهداف السياسية خصوصًا وان مواقف البعض ادت الى الخربطة حالياquot;.

واضاف quot;اذا خلطنا بين القضايا الوطنية والقضايا الاقليمية والمكاسب على مستوى الشارع فالعوض بالسلامة ولن نصل الى مكان بعيدquot;.

وقال: quot;ليس طبيعيا العودة الى اجواء السبعينيات وان يفكر الناس بالاسلحة والمواجهة والا نتعلم معنى السيادة والاستقلال والا تكون هناك ابعاد لبنانية في الخارج وابعاد خارجية في لبنان. وليس المهم من معه حق بل المهم هو خلاص الوطن وبعدها نرى من معه حقquot;.

الأجواء اذًا ملائمة للقاء قريب بين جنبلاط وعون يمهد لها لقاء اليوم بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي.اما السؤال الذي يطرح ما هو السبب الحقيقي لهذا التقارب المفاجىء؟

يقول المحلل السياسي الدكتور جورج سرحال لquot;إيلافquot;ان احاديث نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام اعادت خلط الاوراق السياسية على الساحة الداخلية، ودفعت بأكثر من طرف الى اعادة قراءة مواقفه استنادًا الى تداعيات ما قاله المسؤول السوري، وما يمكن ان يتركه من انعكاسات على الاوضاع السياسية اللبنانية.

وامام خطورة ما تحدث عنه خدام وما كشفه من اسرار، ثمة مستجدات داخلية فرضت نفسها على الواقع الراهن، وجعلت القوى السياسية تعيد النظر بخطة تحركاتها في ضوء ما اشار اليه نائب الرئيس السوري السابق في حديثه.
الى اي مدى اثر حديث خدام على اللقاء الذي كان منتظرًا بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون؟ يقول مصدر مقرب من الحزب الاشتراكي لquot;إيلافquot;:quot;ان اللقاء بين النائب جنبلاط والعماد عون لا يزال مطروحًا، وليس لهذا الامر علاقة بما قاله نائب الرئيس السوري السابق، فالموعد لم يتحدد بعد لأسباب أمنية، اذ ان العامل الامني وحده الذي يحول دون عقد هذا اللقاء، ويلفت الى ان الاتصالات غير المباشرة مستمرة بين الزعيمين، وفور تهيئته الاجواء الامنية المناسبة، فإن اللقاء سيعقد وسيتم طرح الامور من مختلف الاتجاهات، وليس هناك اي تأثير لمواقف النائبين جنبلاط وعون من كلام خدام على اللقاء المزمع بينهما، وان كان كل منهما نظر الى هذا الكلام من زاوية مختلفة.

ويعرب عن اعتقاده بأن ما قاله نائب الرئيس السوري السابق يجب ان يضع الجميع امام مسؤولياتهم، لأنه كشف بما لا يدع مجالًا للشك بأن النظام المخابراتي اللبناني - السوري هو الذي يتحمل مسؤولية الجريمة التي اودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وقبلها محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وما تلاها من جرائم اخرى وانتهاء بجريمة اغتيال النائب جبران تويني.

بدوره يعتبر مصدر مقرب من التيار العوني لquot;إيلافquot; ان اللقاء بين جنبلاط وعون لم ينسفه كلام عبد الحليم خدام، بالنظر الى موقف الرجلين منه، وبالتالي فإن عقد هذا اللقاء ما زال واردًا، واذا ما تأجل فإن الاوضاع الداخلية التي شهدها الملف الحكومي هي التي دفعت بهذا التأجيل، بعد الخلافات التي نشبت بين ما يسمى بالتحالف الرباعي المشارك في هذه الحكومة، الامر الذي سحب نفسه على كل اللقاءات والاجتماعات التي كانت مقررة بين القوى السياسية من مختلف الاتجاهات، وهناك الآن عملية خلط اوراق على الصعيد الداخلي لتحديد الخيارات السياسية التي يجب اللجوء اليها للتعامل مع مستجدات الوضع الراهن بعد النتائج التي افرزتها التطورات الاخيرة.

واضاف :quot;المطلوب كشف كل الجرائم التي حصلت ومن هي الجهات التي تقف وراءها لمحاسبة كل المتورطين بها، وإحقاق الحق، وهذا يفترض بالسلطة اللبنانية وبالحكومة ان تعملا على تفعيل الاجهزة الامنية والقضائية لتعقب الجناة وسوقهم الى العدالةquot;