بشار دراغمه من رام الله: تحول الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل فوق أراضي الضفة الغربية إلى لوحة إعلانية ومكان بارز لممارسة الدعاية الانتخابية ، لمرشحي المجلس التشريعي الفلسطيني ، في الانتخابات المزمع إجراءها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري ، وقد غطت صور عشرات المرشحين ، مساحات واسعة من الجدار . وفي بعض المناطق تغير لون هذا الجدار الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من عشرة أمتار، وطلي بألوان صور المرشحين.
وأثارت هذه الخطوة حالة من الاستغراب لدى الجيش الإسرائيلي ، بسبب قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الجدار وتعليق صور المرشحين هناك ، وليس ذلك فحسب بل تمكن عدد من المرشحين من استعمال الريشة والفحم والألوان المائية في رسم لوحات وجداريات كاملة على هذا الجدار بواسطة فنانين فلسطينيين.

وبرزت صور مرشحي حركة فتح على مقاطع واسعة من الجدار، والتي ظهر فيها مروان البرغوثي ، الذي يتزعم قائمة الحركة في الانتخابات القادمة ، والذي يقبع حاليا في السجون الإسرائيلية . كما ظهرت صور آخرى لقائمة البديل وقائمة الحرية والعدالة الاجتماعية وعدد من المرشحين المستقلين ، وتركزت تلك الصور في منطقة أبو ديس قرب مدينة القدس، والتي ينتمي إليها رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع.

حنني : سنرفع صوتنا في كل مكان

من جهته أكد مناضل حنني،عضو اللجنة المركزية في جبهة النضال الشعبي ، التي تخوض الانتخابات في قائمة الحرية والعدالة الاجتماعية بالتحالف مع حزبي كفى والخضر، أكد على أن الشعب الفلسطيني قادر على الوصول إلى كل مكان من اجل ممارسة الدعاية الانتخابية ، معتبرا أن من حق الفلسطيني ممارسة حقه فوق أرضه في أي نوع من الدعاية الذي يختاره ما دامت الدعاية الانتخابية في اطار القانون بالرغم من منع رئيس القائمة د. احمد مجدلاني من دخول القدس واعتقال اثنين من اعضاء الجبهة في القدس. ودعا حنني كافة المرشحين ، إلى ممارسة حقهم في الدعاية في أي مكان فلسطيني يرونه مناسبا،دون تمييز بين مكان وآخر، معتبرا ان الجدار الفاصل أقيم فوق أرض فلسطينية وبالتالي من حق أي فلسطيني الوصول إلى تلك المنطقة .

علاونة : الجدار ملك للفلسطينيين

واعتبر ياسر علاونة، من الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن، والحاصل على العضوية الدولية للمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، أن ممارسة الدعاية الانتخابية على الجدار الفاصل هو إجماع من قبل المرشحين والناخب الفلسطيني على رفض هذا الجدار، وتأكيدا على أن هذه المنطقة هي فلسطينية كاملة ولا يمكن التنازل عنها ، وأضاف:quot; المرشح للانتخابات يعبر عن رغبة المواطنين في عدم استمرار الجدار وبالتالي جاءت الدعاية الانتخابية على الجدار وكأنها إرادة مشتركة بين الناخب والمرشح وكرفض لهذا الجدار . واعتبر علاونة أن هذا نوع من التعبير عن الحياة وتحويل كل مظاهر الحصار إلى مظاهر حياة ورفض الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية ، وكنوع وسند قانوني على أن الأراضي الفلسطينية متكاملة وهي حق قانوني للفلسطينيين.