مظاهرات معادية تهز عملية السلام
مجلس الأمن يتشاور حول ساحل العاج

نيويورك (الامم المتحدة)، أبيدجان: اجرى مجلس الامن الدولي مشاورات لم تكن مقررة مسبقا حول ساحل العاج بعد توتر الوضع في البلاد وتعريض عملية السلام للخطر بعد هجوم شنه مؤيدي الحكومة في ساحل العاج على قواعد ومركبات للأمم المتحدة في موجة من الاحتجاجاتالعنيفة اعتبرها الامين العام للمنظمة الدوليةكوفي أنانتهدد عملية السلام الهشة في البلاد المنقسمة.

وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة جان ماري غيهينو بعد هذه المشاورات أمس quot;ان الوضع مقلق جدا في ساحل العاجquot;.وقد اطلع غيهينو اعضاء مجلس الامن خلال هذه المشاورات المغلقة على اخر التطورات الحاصلة على الارض. واضاف ان quot;مجلس الامن اخذ علما بخطورة الوضعquot; مشيرا الى ان المجلس سيعقد جلسة على مستوى الخبراء اليوم الاربعاء وهو على استعداد لعقد جلسة بكامل اعضائه في اي وقت. وكان من المقرر حسب الجدول الزمني لمجلس الامن ان تعقد جلسة مشاورات حول عملية الامم المتحدة في ساحل العاج غدا الخميس.

واوضح غيهينو quot;رأينا خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية اعمال عنف منظمة، اقول منظمة لان اعمال العنف عندما تندلع في عدة اماكن في نفس الوقت تكون منظمةquot;. وقال ايضا quot;هذا الامر يخلق جوا من التهديد لجميع طواقم الامم المتحدة المتواجدين في ساحل العاج من اجل المساعدة وهذا امر غير مقبولquot;.واشار الى ان بيار شوري، الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان في ساحل العاج طلب امس الثلاثاء من الرئيس لوران غباغبو العمل من اجل وقف اعمال العنف هذه.

وكان 200 الى 300 من انصار رئيس ساحل العاج لوران غباغبو حاولوا ظهر امس الثلاثاء الدخول الى مقر عمليات المنظمة الدولية في ساحل العاج ما حمل الجنود الدوليين على اطلاق النار في الهواء تحذيرا.وافاد مصدر عسكري في الامم المتحدة ان المئات من انصار رئيس ساحل العاج لوران غباغبو حاولوا مجددا الدخول الى هذا المقر واطلق الجنود الدوليون الاردنيون الذين يحرسون المبنى النار في الهواء تحذيرا.

وقال المصدر ان المتظاهرين quot;اخترقوا الاسلاك الشائكة وحاولوا هدم الجدار المحيط بالمبنى، وتم صدهم من خلال اطلاق القنابل المسيلة للدموع واطلاق النار في الهواء تحذيراquot; بالرصاص الحي.واشار الى ان بعض quot;المهاجمينquot; اطلق الرصاص quot;من اسلحة ناريةquot; ورموا خرقا اشعلوها بالوقود على الجدار المحيط بالمبنى.

أنان يندد
وندد الامين العام الامم المتحدة كوفي انان بـquot;اعمال العنف المدبرةquot; ضد الامم المتحدة في ساحل العاج داعيا الى وقفها quot;فوراquot;، على ما اعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.واعلن المتحدث في بيان ان quot;الامين العام يعبر عن قلقه الكبير لمواصلة الاضطرابات في ساحل العاج ويدين اعمال العنف المدبرة ضد الامم المتحدة والسكان وتقاعس بعض السلطات الوطنية حيال هذا الوضعquot;.وتابع البيان ان انان quot;يطالب بالوقف الفوري لهذه الهجمات التي تخالف قانون ساحل العاج وتعرض للخطر عملية السلام التي صممها الاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدوليquot;.وقال المتحدث ان انان quot;يذكر جميع قادة ساحل العاج بمسؤولياتهم الفردية عندما يرتكب انصارهم اعمال عنف وبواجبهم في الحفاظ على سير عملية السلامquot;.وختم ان انان quot;يدعو جميع الاطراف في ساحل العاج الى التعاون بشكل تام مع رئيس الوزراء ورئيس بعثة الامم المتحدة والاسرة الدولية لتنفيذ خارطة الطريق من اجل وضع حد للازمةquot; في هذا البلدquot;.

مظاهرات معادية
ولليوم الثاني على التوالي خرج مؤيدون للرئيس لوران جباجبو الى شوارع العاصمة الاقتصادية ابيدجان ومدن اخرى احتجاجا على توصية وسطاء اجانب بحل البرلمان.

وتعرقل احداث الشغب المعادية للامم المتحدة الجهود الدولية لتوحيد اكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم بصورة سلمية. وساحل العاج منقسمة الى شمال يسيطر عليه المتمردون وجنوب تحت سيطرة الحكومة منذ حرب أهلية في عام 2002.

وأقام المتظاهرون متاريس في الشوارع وحاصروا مقر قيادة بعثة الامم المتحدة في ابيدجان حيث حاول البعض هدم الجدران مما دفع قوات الامم المتحدة الى اطلاق طلقات تحذيرية والغازات المسيلة للدموع. والقى المتظاهرون قنابل حارقة على مقر الامم المتحدة.

وقال مصدر عسكري بالامم المتحدة ان من المعتقد أن متظاهرا واحدا على الاقل اصيب بجروح.

والقيت الحجارة على قافلة مركبات للامم المتحدة في جويجلو في غرب ساحل العاج كما دخل مئات من مؤيدي جباجبو الى قاعدة عسكرية أميركية داعين الى انسحاب قوات حفظ السلام الدولية.

وأدان عنان ما وصفه بانه quot;عنف مدبر موجه ضد الامم المتحدةquot; في ابيدجان ودالوا وسان بيدرو وجويجلو ومناطق اخرى.

وقال ستيفاني ديورايش المتحدث باسم عنان انه انتقد ايضا تقاعس بعض السلطات في البلاد في وجه الهجمات.

واضاف قائلا quot;الامين العام يطالب بانهاء فوري لهذه الهجمات التي تخالف القانون في ساحل العاج وتعرض للخطر عملية السلام التي طرحها الاتحاد الافريقي ومجلس الامن.quot;

وتسعى الامم المتحدة ووسطاء دوليون لتطبيق خطة سلام تأجلت طويلا تنص على اجراء انتخابات رئاسية بحلول نهاية اكتوبر تشرين الاول بعد عملية لنزع السلاح.

وفي ضربة للجهود المدعومة من الامم المتحدة أعلن حزب الجبهة الشعبية التابع لجباجبو الانسحاب من عملية السلام. ودعا الى انسحاب اكثر من سبعة الاف من جنود وشرطة الامم المتحدة وانسحاب اربعة الاف جندي فرنسي يحاولون الحفاظ على سلام هش في البلاد.

كما تظاهر محتجون خارج قاعدة فرنسية في ابيدجان.

والتقى جباجبو برئيس بعثة الامم المتحدة بيير سكوري لمناقشة الموقف.

واندلعت المظاهرات المعادية للامم المتحدة في ابيدجان والمدن الاخرى بعد ان أوصت لجنة عمل دولية مكلفة بالاشراف على عملية السلام يوم الاحد بحل البرلمان الذي انتهت ولايته في الشهر الماضي.

واتهم الموالون لجباجبو الذين يهيمنون على البرلمان الوسطاء الدوليين والامم المتحدة بتجاوز سلطاتهما ومحاولة تجاهل المؤسسات ذات السيادة.