اديس ابابا : تفتتح قمة الاتحاد الافريقي الاثنين المقبل في الخرطوم وسط جدل حول الملف الشائك المتعلق بالدكتاتور التشادي السابق حسين حبري واختيار الرئيس المقبل للاتحاد اذ يثير ترشيح السودان تحفظات عدة. وينتظر ان تكون الاوضاع في ساحل العاج كذلك على جدول الاعمال بعد عودة التوتر المفاجئة في هذا البلد حيث تظاهر انصار النظام بعنف مطالبين برحيل القوات الدولية.ودعت اطراف عدة الى تطبيق العقوبات الدولية على ساحل العاج ولكن الاتحاد الافريقي ربما يكون مدعوا للادلاء برايه في هذا الموضوع. ويتعين على قادة الدول الافريقية ان يختاروا مرشحا جديدا لرئاسة الاتحاد الافريقي خلفا للرئيس النيجيري اولوسيغن اوباسانجو.

وتقدم الرئيس السوداني عمر بشير الذي تستضيف بلاده القمة بترشيحه وهو ما يثير غضب منظمات لحقوق الانسان والمعارضين السودانيين لنظامه المتهم بارتكاب جرائم ابادة جماعية في دارفور.وكان اختيار الخرطوم لعد القمة اثار انتقادات دولية للسبب نفسه.وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جندايي فرازر مطلع هذا الاسبوع quot;ان تولي السودان لرئاسة الاتحاد الافريقي في الوقت الذي تقوم فيه هذه المنظمة بمهمة لحفظ السلام في دارفور يثير بلا شك قدرا من التضارب في المصالحquot;. وتواجه القوات الحكومية السودانية وميليشيا الجنجويد الموالية لها اتهامات بارتكاب تجاوزات بحق سكان دارفور حيث حملت حركات التمرد السلاح منذ العام 2003 للمطالبة بنصيب اوفر من السلطة والثروة في السودان. واسفر النزاع عن مقتل ما يقرب من 300 الف شخص ونزوح قرابة مليونين اخرين. وقال ديبلوماسي يعمل في اديس ابابا طلب عدم ذكر اسمه ان quot;الرهان الرئيسي في هذه القمة هو تجنب حصول السودان على الرئاسة لان ذلك من شانه ان يلحق ضررا كبيرا بمصداقية الاتحاد الافريقيquot;.

واعتبر ديبلوماسي افريقي ان quot;بعض دول شرق افريقيا ستجد نفسها في موقف صعب اذ حتى لو لم تكن تعتقد ان اختيار السودان هو الخيار الامثل فانها تؤيد ترشيح البشير لان اعتراضها عليه سيكون محفوفا بالمخاطرquot;. ولكن ديبلوماسيا اوروبيا يقول ان quot;رؤساء الاتحاد الافريقي كان يتم اختيارهم حتى الان بالاجماع وهو ما لن يتحقق في قمة الخرطوم لان تشاد سوف تعترض على ترشيح السودانquot;.واذا استبعد ترشيح السودان فان رئاسة الاتحاد قد تذهب الى احدى دول وسط افريقيا وستترشح في هذه الحالة الكونغو برازافيل او الغابون. والاحتمال الاخير هو تمديد رئاسة اوباسانجو الذي تم اختياره في تموز/يوليو 2005. اما الموضوع الاخر الحساس فهو احتمال تسليم دكتاتور تشاد السابق حسين حبري اذ طلبت السنغال من الاتحاد الافريقي ان يحسم هذا الامر. وقال مسؤول رفيع في الاتحاد الافريقي طالبا عدم ذكر اسمه ان quot;ملف حبري سيطرح من دون شك في القمة ولكني لا اتوقع ان يؤيد القادة الافارقة تسليمهquot;. وكانت مذكرة توقيف دولية صدرت بحق حبري بناء على طلب بلجيكا بسبب الفظاعات التي ارتكبت ابان توليه السلطة في تشاد ما بين عامي 1982 و1990. وسمح له بالبقاء في السنغال حيث لجأ بانتظار قرار يحدد مصيره. واضاف المسؤول في الاتحاد الافريقي انه quot;من الناحية القانونية لا يحق للاتحاد الافريقي ان يدلي برايه في تسليم حبري ومن الناحية السياسية لن يكون من الملائم ان تتحدث المنظمة الافريقية في مثل هذه الموضوعاتquot;.
ويتعين على القادة الافارقة كذلك اقرار موازنة 2006 وبحث تقرير عن اصلاح الامم المتحدة واتخاذ موقف مشترك من مسالة الهجرة وهو ما تطالب به الجزائر.