إغلاق نصف المحافظات العراقية وتباين من التقرير الدولي
quot;مرامquot; متذمرة والائتلاف وواشنطن يرحبان
أسامة مهدي من لندن : يسود توتر المحافظات العراقية التي اغلقت السلطات حوالي نصفها قبيل اعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية اليوم فيما تدرس القوى المعترضة عليها حاليا اتخاذ موقف من تقرير لجنة التحقيق الدولية في هذه النتائج الذي رحب به الائتلاف العراقي الشيعي الموحد المتوقع فوزه فيها كما اشادت به الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية داعيتين الى تشكيل حكومة وحدة وطنية . وابلغ مصدر في مؤتمر القوى الرافضة لنتائج الانتخابات (مرام) ايلاف صباح اليوم غي اتصال هاتفي من بغداد ان ممثلين عن هذه القوى التي يبلغ عددها خمسين كيانا سياسيا يعقدون مشاورات حالية لاتخاذ موقف من تقرير الللجنة الذي اقر بحصول عمليات تزوير وخروقات في الانتخابات التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الماضي موضحا ان بيانا سيصدر اليوم لتحديد موقف رسمي موحد لهذه القوى من التقرير ومن الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة . لكن المصدر ابدى عدم رضاه على التقرير الذي لم ياخذ بنظر الاعتبار التوصل الى مائتي خرقا احمر كان من المفترض اعادة الانتخابات التي حصلت فيها الخروقات والتزوير وقال ان عمل اللجنة لم يكن شفافا . وحول موقف القوى المعترضة على النتائج من تشكيل الحكومة اشار الى ان هذا مثار بحث الان وسيتم الاعلان عن الموقف منها في وقت لاحق .
اما الائتلاف العراقي الشيعي فقد اعتبر التقرير متوازنا وقال عباس البياتي عضو قيادته في تصريح اليوم إن النتائج التي تضمنها التقرير النهائي سترضي جميع الأطراف ومن ضمنها التي طالبت بحضور البعثة الدولية والتي أعلنت تمسكها بالنتائج التي تصدرها واضاف ان الوضع الحالي يجعلنا ننظر إلى الانتخابات بأنها ماضي ويجب أن نعمل ألان على بناء بلدنا وتشكيل الحكومة . وأشار البياتي إلى إن التقرير حدد بعض الجوانب السلبية والايجابية التي حدثت في الانتخابات بنحو متوازن ومنطقي كما انه أشاد بدور الشعب العراقي وإصراره على الديمقراطية من خلال مشاركته في ثلاثة انتخابات في سنة واحدة وقال:quot;نحن ننتظر نتائج الانتخابات التي ستعلنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكي نبدأ العمل بتشكيل الحكومة المقبلة.quot; .
ومن جهتها رحبت الامم المتحدة والولايات المتحدة اليوم الجمعة بتقرير البعثة الدولية ودعتا الاطراف الى قبول نتائجه والانصراف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكان التقرير الذي صدر امس قد اشار الى حدوث عمليات تزوير لم يتمكن من تحديد حجمها من دون ان يشكك بالنتائج النهائية التي ستعلنها المفوضية العليا المستقلة بعد ظهر اليوم الجمعة. كما نوها بموقف المفوضية التي اعتبرت هذا التقرير quot;ايجابيا جداquot; وان الثغرات التي عددها هي نفسها التي ذكرتها خصوصا فيما يتعلق باعمال العنف وتدريب الكادرات.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أشرف قاضي في بيان quot;مع صدور الحكم النهائي للتقرير نشجع كافة الأطراف على التطلع نحو تشكيل حكومة تمثل كل الأطرافquot; مذكرا ان التقرير جاء quot;استجابة للقلق الذي عبر عنه عدد من الأحزاب حول نتائج الانتخابات الاخيرة .
من ناحيته قال السفير الاميركي زلماي خليل زاد في بيان له quot;نترقب اعلان المفوضية النتائج النهائية وتوزيع المقاعد التعويضية. هذه محطة اخرى على طريق العملية الانتخابية وصولا الى التصديق على النتائج وتشكيل حكومة وحدة وطنيةquot; واشاد بتقرير البعثة الدولية وبردة فعل المفوضية. وقال ان خبرة العراق في العادات الديموقراطية تزداد ولكل العراقيين ان يفتخروا بانهم قاموا بثلاث عمليات انتخاب في السنة الماضية .
واضاف ان المفوضية اقرت بوجود امور يجب تحسينها لكن على الجميع الان ان يركزوا انتباههم على المستقبلquot;. وقال quot;الحكومة المقبلة يجب ان تعمل لخدمة كل العراقيين بغض النظر عن مذهبهم او عرقهم او جنسهم واعرب عن امله بان تنظر الحكومة المقبلة والبرلمان بهدوء في التوصيات التي وردت لتكون الانتخابات المقبلة افضل .
وتأتي هذه التطورات في وقت يسود توتر معظم انحاء العراق قبيل اعلان النتائج النهائية للانتخابات اليوم حيث اغلقت السلطات العراقية سبع محافظات ومنعت الدخول والخروج منها هي النجف والموصل والانبار وديالى وصلاح الدين وكركوك اضافة الى تسيير دوريات مكثفة في بغداد وسامراء ومراقبة الطرق بين محافظات البلاد الثمان عشرة .
واوضح مصدر امني عراقي ان قرار الاغلاق سيسري لمدة 48 ساعة ابتداء من صباح اليوم الجمعة لمنع العمليات الارهابية التي قد تتوافق مع اعلان نتائج الانتخابات التي يتوقع أن يفوز الائتلاف العراقي الموحد والذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم بأكبر مجموعة من المقاعد وأن كان من المرجح تشكيل حكومة ائتلافية. وتاتي هذه الاجراءات بعد توصل السلطات الى معلومات بان مجموعات مسلحة تستعد لاعلان عصيان مسلح في بعض المحافظات العراقية وخاصة في العاصمة فور اعلان نتائج الانتخابات تعبيرا عن رفضها لها .
وقد أصدرمراقبون دوليون امس تقريرا انتقد فيه حدوث خروقات لكنه لم يصدر حكما قاطعا فيما اذا كانت الانتخابات قد كانت حرة عادلة مؤكدا حدوث عمليات تزوير وخروقات اخرى، لكنه لم يتمكن من تحديد حجمها الفعلي بسبب الاوضاع الامنية غير المواتية في البلاد. وقال الفريق في تقريره النهائي الذي صدر امس quot;حصلت عمليات تزوير وانتهاكات اخرى وجرى توثيقها في نظام الشكاوى وتحديدها من قبل الضوابط الخاصة بالمفوضية العليا للانتخابات وربما لم يمكن رصد بعض الانتهاكات لكن على الرغم من ذلك فانه يتعذر تحديد مدى اتساع نطاق هذه الانتهاكات في ظل الظروف الحاليةquot;.
واشار الى نواقص في ادارة العملية الانتخابية منها المخاوف الامنية التي تسببت في اعتماد عدد غير ملائم من مراكز الاقتراع وتوزيع غير مثالي لها في بعض المناطق اضافة الى نقص في اوراق الاقتراع ومشكلات في سجلات الناخبين . واضاف انه بخلاف كل هذه المشاكل فان الفريق لم يتلق أدلة قاطعة تفيد حدوث تقصير مؤثر في العملية الانتخابية .
واعتبر تقرير الفريق الدولي انه لم تكن لدى المفوضية الموارد التقنية والبشرية اللازمة للتحقيق في العدد الكبير من الشكاوى وقال quot;نتيجة ذلك لم يمكن التعامل مع العديد من الشكاوى بالدقة اللازمةquot;. واضاف ان القانون الانتخابي ينص على آلية استئناف لقرارات المفوضية امام الهيئة الانتخابية الانتقالية القضائية التي تضم ثلاثة قضاة وذلك خلال يومين من نشر القرارات. يذكر ان المفوضية العليا للانتخابات اعلنت الاثنين الماضي ان التحقيق في نتائج الشكاوى عن الانتخابات ادى الى الغاء 227 صندوق اقتراع من اصل 31500 صندوق اقتراع في كل العراق أي اقل من 1% مشيرة الى ان ذلك لن يؤدي الى تغيير مهم في النتائج النهائية التي يحتمل ان تعلن اليوم.
ورأى الفريق الدولي في تقريره ان إلغاء هذه الصناديق ادى الى إبطال قسم كبير من الاصوات المزورة ولكنه ادى في الوقت نفسه الى ابطال اصوات العديد من العراقيين الذين اقترعوا بشكل صحيح . واعرب عن اسفه الشديد لالغاء نتائج صناديق الاقتراع بدون الدعوة الى اعادة الانتخابات في المناطق المعينة في ظل نظام انتخابي يعتمد على التمثيل النسبي للقوائم . وختم التقرير بالقول quot;ان نتائج هذه الانتخابات رسخت في وجدان الفريق ان هذه المرحلة من تاريخ العراق تؤكد على الحاجة الملحة لقيام وحدة وطنية حقيقية تتمثل فيها جميع مكونات الشعب العراقي بلا استثناء ولا تهميش وان تعطى هذه المكونات الفرصة الحقيقية للمشاركة في صنع القرار وخاصة في القضايا المصيرية التي تمس حاضر ومستقبل العراقquot;. ومن جهتهارحبت المفوضية العليا للانتخابات بالتقرير وقال عبد الحسين الهنداوي، عضو مجلس المفوضين ان التقرير ايجابي جدا لافتا الى ان الثغرات التي عددها وهي التي اشارت اليها المفوضية خصوصا في ما يتعلق بأعمال العنف وبتدريب الكوادر.
التعليقات