عراقيون في المهجر يدعون لتشكيل حكومة وحدة وطنية
كردستان تنتخب نجيرفان بارزاني رئيسا لحكومتها

نجيرفان البارزاني
أسامة مهدي من لندن: أعلن مصدر كردي عراقي اليوم ان برلمان كردستان سيختار غدا نجيرفان بارزاني رئيسا لحكومة الاقليم الموحدة بعد التصديق على توحيد حكومتي اربيل والسليمانية الذي قرره الحزبان الكرديان الرئيسيان مؤخرا في وقت دعا عراقيون في المهجر ضمن لجنة دعم الديمقراطية في العراق الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في اعقاب اعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية اليوم .

وقال طارق سارممي مستشار رئيس برلمان اقليم كردستان ان البرلمان سيعقد الساعة الثانية عشر من ظهر يوم غد السبت جلسة استثنائية لبحث موضوع اتفاقية توحيد الحكومتين الكرديتين في اربيل (220 كم شمال بغداد) التي يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وحكومة السليمانية (330 كم شمال بغداد) بقيادة الاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني الرئيس العراقي الحالي وهو اتفاق قرره المكتبان السياسيان للحزبيين في السابع عشر من الشهر الماضي في اجتماع لهما بمنتجع صلاح الدين (360 كم شمال بغداد). واضاف سار ممي في تصريح نقله اعلام الاتحاد الوطني ان البرلمان سيسمي رئيسا لحكومة اقليم كوردستان ونائبه في هذه الجلسة تمهيدا لتكليفهما من قبل مسعود بارزاني رئيس الاقليم بتشكيل الحكومة الموحدة التي ينتظر ان يعلن عنها خلال ثلاثة اسابيع ستعرض على البرلمان للحصول على موافقته عليها . ومن جهته اشار مصدر كردي مطلع الى ان التوقعات تسير الى انه سيتم ترشيح نيجيرفان بارزاني (ابن شقيق مسعود بارزاني) رئيس حكومة اربيل الحالي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني كرئيس لحكومة الاقليم والدكتور ارسلان بايز عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني نائبا له .

وكان البرلمان الكردي قد انتخب في وقت سابق الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيسا لاقليم كردستان الذي يرتبط مع العاصمة بفيدرالية اقرها الدستور العراقي الجديد لمدة اربع سنوات .

وعلى صعيد قضية اللاجئين الاكراد في شمال العراق اكد مسؤول كردي ان السلطات الكردية تعارض ارغام اللاجئين الاكراد المقيمين في الدول الاوروبية على العودة الى كردستان.
وقال كمال كركوكي نائب رئيس البرلمان الكردي في مؤتمر صحافي مع موفد من وزارة الداخلية الفرنسية ان السلطات الكردية تعارض اعادة الاكراد الموجودين في الخارج بصورة اجبارية . واضاف ان برلمان كردستان مع المحافظة على حقوق الانسان وعدم انتهاك حقوق الاكراد ومنحهم الحرية في العودة او عدم العودة . وقال quot;نحن لسنا مع اعادة مواطنينا بشكل اجباري في اي مكان من العالمquot;. من جانبه قال ديفيد ماتيفو المستشار في وزارة الداخلية الفرنسية quot;تعمل حكومتي لتأمين اعادة اللاجئين الاكراد في فرنسا بالتنسيق مع وزارة الداخلية في الحكومة المحلية الكردية في اربيل لمنع الهجرات غير الشرعية الى اوروبا وبالاخص فرنساquot;. وأوضح ان البحث تركز خصوصا على منع جماعات المافيا التي تنظم رحلات غير شرعية ومخالفة للقانون لتنقل المواطنين بشكل غير شرعي الى الدول الاوروبية وبالاخص فرنسا. واضاف ان فرنسا تسعى لتهيئة الاجواء لاعادة الاكراد ليواصلوا حياتهم في اقليم كردستان مؤكدا على ان فرنسا لن تظهر نفسها ضعيفة امام هؤلاء الذين يخالفون القوانين .

وكان وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي اكد منذ اسبوع ان فرنسا وبريطانيا ستساهمان في اعادة عدد من اكراد العراق بشكل طوعي في مرحلة اولى الى كردستان فيما اعلن حينها ان معاونا له سيتوجه بهذا الخصوص الى اقليم كردستان الذي يعتبر آمنا نسبيا بالمقارنة مع باقي البلاد للتفاوض في كيفية اعادة الاكراد الى منطقتهم. ومن المحتمل ان يشمل الاجراء بضع مئات من المهاجرين الاكراد غير الشرعيين الذين يتنقلون في المنطقة المحيطة بمرفأ كاليه شمال فرنسا على امل الانتقال الى بريطانيا. يذكر ان مسألة اعادة اللاجئين الاكراد قد اثيرت في الاونة الاخيرة في اكثر من دولة اوروبية وخاصة بعد استقرار الاوضاع في اقليم كردستان العراق. وقد اعادت بريطانيا خلال الفترة المنصرمة مجموعة من اللاجئين الاكراد الموجودين فيها الى اقليم كردستان العراق عبر رحلات منظمة من بريطانيا الى مطار اربيل الدولي.

ومن جهة اخرى أعلن اليوم الجمعة عن بدء حظر التجوال في محافظتي كركوك وصلاح الدين تزامنا مع إعلان النتائج النهائية للإنتخابات البرلمانية في بغداد تحسبا لوقوع اعمال عنف.

وقال مصدر مسؤول في شرطة محافظة كركوك إن قوات الجيش والشرطة سوف تباشر منذ مساء اليوم تطبيق فرض حظر التجوال في عموم المدينة من الساعة الثامنة والى السادسة صباحا والى اشعار اخر موضحا ان الحظر يستهدف تفادي اي اعمال عنف او شغب قد تحدث في المحافظات العراقية. وكانت وزارة الداخلية قد فرضت منع دخول المواطنين بين بغداد وعدد من المحافظات العراقية ومنها محافظة كركوك.

وفي محافظة صلاح الدين ايضا بدأ فرض حظر التجوال من الساعة الثامنة مساءا الى السادسة من صباح اليوم التالي وحتى اشعار اخر.

عراقيون في المهجر يدعون لحكومة وحدة وطنية
ودعا سياسيون واكاديميون عراقيون اليوم الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في بلدهم ورفض التخندق الفئوي . وقال بيان للجنة دعم الديمقراطية في العراق ارسل الى quot;ايلافquot; ان العراق يعاني منذ سقوط النظام السابق من ازمات سياسية انعكست على واقع الحياة من النواحي الاجتماعية والثقافية والتعليمية والخدماتية وكذلك في استشراء الفساد المالي والاداري مما جعل العراق ثاني بلد في العالم يعاني من هذه الناحية حيث عطلت عملية اعادة بناء الدولة العراقية .. واضاف ان كلمة الديمقراطية اصبحت على لسان الجميع ولكن تطبيقها لم ياخذ طريقه للحياة بل ازدادت الهوة بين الحاكم والمحكوم وعاد الخوف يتسرب الى نفوس المواطنين .

وناشد القيادات التي مارست سياسات الضغط والاكراه ان تعيد النظر في مواقفها هذه لأنها سوف تجلب المزيد من الدمار للعراق وتؤدي الى انهيار الدولة والى تحول العراق الى دويلات ضعيفة مؤهلة للوقوع تحت تأثير هذه الدولة أو تلك .. وطالبت بقيام حكومة وحدة وطنية لا تلجأ الى الحصص والنسب بل الى اسس الشراكة .. وفيما يلي نص البيان :

من أجل الديمقراطية وقيام حكومة وحدة وطنية
يمر وطننا منذ سقوط النظام السابق في نيسان 2003 على أيدي قوات التحالف وحتى الوقت الحاضر بازمات سياسية انعكست على واقع الحياة من النواحي الاجتماعية والثقافية والتعليمية والخدماتية وكذلك في استشراء الفساد المالي والاداري مما جعل العراق ثاني بلد في العالم يعاني من هذه الناحية حيث عطلت عملية اعادة بناء الدولة العراقية، وجاءت هذه التراكمات بسبب التركة الثقيلة لعراق مدمر خلفه النظام السابق من جهة، والصراع السياسي غير الديمقراطي بين الاطراف السياسية القائم على اساس الخندقة الفئوية، وتوزيع للمناصب على اساس الحصص والنسب بغض النظر عن الكفاءة والنزاهة والاخلاص، في الكثير من الاحيان، وضعف دور وتأثير المواطنة كمرجع واساس في التعامل مع المواطنين.
لقد اصبحت كلمة الديمقراطية على لسان الجميع ولكن تطبيقها لم ياخذ طريقه للحياة بل ازدادت الهوة بين الحاكم والمحكوم وعاد الخوف يتسرب الى نفوس المواطنين ولم تأخذ الثقافة الديمقراطية أي قسط لها بل بالعكس وخاصة في مجال التعليم.

لقد وقفت لجنتنا ndash; لجنة دعم الديمقراطية ndash; ومنذ تشكيلها موقفا واضحا وعالجت الاوضاع في الوطن من منطلق ديمقراطي أكد على الجوانب الهامة في بناء الدولة العراقية الحديثة وكان آخر بيان لها قبل الانتخابات الاخيرة حيث نبهت الى خطورة الوضع ودعت الى ضرورة توفير مستلزمات قيام انتخابات حرة ونزيهة, منها اجراء التعداد السكاني لمعرفة مجمل الكتلة التصويتية في العراق, وترشيد دور وامكانيات المفوضية العليا للانتخابات وخاصة موضوع استقلاليتها عن السلطة التنفيذية, وكذلك شددت اللجنة على منع المسلحين المدنيين من الاقتراب من مركز الانتخابات واشارت الى سلبيات قانون الانتخابات الذي جرى اقراره بشكل سريع وجاء لمصلحة بعض القوائم, وغيرها من ملاحظات التي أثبت الواقع صحة ما ذهبنا اليه بالعدد الكبير من الشكاوى الذي قدم الى المفوضية.

ان الاساليب التي لجأت اليها بعض القوائم الانتخابية من عدم احترام حرية الناخب واكراهه وحرق المقرات والاغتيالات ، وغيرها من الاساليب وعلى نطاق واسع، تدل على عدم وجود ثقافة ديمقراطية تؤمن بالتنافس الحر واحترام الآخرين, انه فكر قائم على الشمولية، والغاية تبرر الواسطة، مما يعيد الى الذاكرة الفكر الذي لجأ اليه النظام السابق، حيث وقعت بعض الأطراف، للاسف، في فخ الفكر الشمولي عن غير وعي.

اننا نحيي الشعب العراقي على شجاعته في تحدي الارهاب والذهاب الى صناديق الاقتراع، كما نحيي الذين ساهموا في العملية الديمقراطية، وما رسوا قدرا اكبر من الشفافية والنزاهة في هذه الانتخابات، ونهنؤهم ونتمنى ان يواصلوا هذا الدور الايجابي، كما نناشد القيادات التي مارست سياسات الضغط والاكراه ان تعيد النظر في مواقفها هذه لأنها سوف تجلب المزيد من الدمار للعراق وتؤدي الى انهيار الدولة، والى تحول العراق الى دويلات ضعيفة مؤهلة للوقوع تحت تأثير هذه الدولة أو تلك، كما اننا مع قيام حكومة وحدة وطنية لا تلجأ الى الحصص والنسب بل الى اسس الشراكة التي تلجأ اليها دول العالم عند تشكيل مثل هذه الحكومات .

واذ نؤكد، مرة اخرى، شجبنا للأعمال الارهابية والقتل على الهوية، فاننا نؤكد ان الحل العسكري وحده ليس بالكافي ويجب ان يرافقه عمل سياسي يعزل الارهابيين ويحرمهم من التعاطف ومن هنا ندعو كل القوى الخيرة التي تؤمن بالعراق الجديد ان تتكاتف لسد الطريق امام الارهابيين وعزمهم على توسيع نطاق الاعمال الارهابية وتحويلها الى حرب اهلية تمزق العراق، واننا متأكدون ان هذه القوى الخيرة تستطيع التصدي لمثل هذه المهمة النبيلة.

لجنة دعم الديمقراطية في العراق ndash; بريطانيا
كانون الثاني 2006