عمان: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم حرصه على quot;حل الخلافات بالحوارquot; بين لبنان وسوريا، مؤكدا أهمية تعاون جميع الأطراف quot;أصحاب العلاقةquot; مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري وصولا الى quot;الحقيقة الكاملةquot;. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) ان الملك شدد خلال لقائه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على quot;اهمية وحدة لبنان وضرورة نبذ الخلافات بين الاطراف المختلفة هناكquot;، مضيفة ان السنيورة quot;عرض وجهة نظر بلاده ازاء العلاقات السورية اللبنانية والتطورات الداخلية في لبنانquot;.

ونفى السنيورة امام الصحافيين وجود وساطة اردنية بين سوريا ولبنان. وقال ردا على سؤال حول تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد امس السبت حول مزارع شبعا، quot;هذا مطلب لبناني ومطلب عربي ونحن نعتقد اعتقادا جازما بان عملية ترسيم الحدود ستؤدي عمليا وبطريقة او باخرى الى تحرير هذه المنطقة التي تحتلها اسرائيلquot;. واضاف quot;بالتالي، فان عملية ترسيم الحدود هي عملية وطنية وقومية وان كل شبر من الاراضي العربية التي يتم تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي هو مكسب عربي ومكسب لبنانيquot;.

وتابع السنيورة quot;المطلب ليس اسرائيليا واختلف مع الاسد على ذلك فترسيم الحدود ليس دعوة للافتراق بل الى التلاقي وازالة التوترquot;. واجاب ردا على سؤال quot;اعتقد بان مزارع شبعا لبنانية (..) يجب ان نتعاون على ترسيمها وفقا للقانون الدولي لكي يستطيع لبنان الطلب من اسرائيل الانسحاب (...) والقول ان هناك صعوبة في الترسيم في ظل الاحتلال حجة لا مدلول لهاquot;.وكان الاسد اعتبر في خطاب القاه امام مؤتمر اتحاد المحامين العرب في دمشق ان مطالبة الحكومة اللبنانية بترسيم الحدود في مزارع شبعا في جنوب لبنان هي quot;طلب اسرائيليquot;.

وتساءل الاسد عن quot;المستفيد من الترسيم حالياquot;، مضيفا quot;ان المستفيد الاكبر هو اسرائيل وطلب الترسيم هو طلب اسرائيليquot;. واعتبر ان المطالبة بالترسيم quot;عمل موجه ضد المقاومة ويفيد اسرائيلquot;. الى ذلك، اوضح السنيورة ان لبنان quot;لا يمكن ان يرفض اي مبادرة عربية لكن مصلحة اللبنانيين يجب ان تكون واضحة في اي مبادرة (...) نحن مع اي فكرة يمكن ان تقدم حلا. نسعى الى علاقات صحيحة مع سوريا مبنية على سيادة لبنان واستقلالهquot;. وقال السنيورة للصحافيين ان quot;لبنان لا يحكم ضد سورية كما انه لا يحكم من سورياquot;. وختم قائلا quot;على السوريين ان يعتادوا فكرة ان لبنان بلد مستقل (...) لا مصلحة للبنان في معاداة سورياquot;.

من جهته، قال رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ان quot;سوريا بالنسبة لنا جار عزيز ودولة شقيقة وما يؤذيها يؤذينا لكن موقفنا واضح وهو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية اذ لا يمكن ان نطالب بالالتزام بالقرار رقم 242 ولا نلتزم بقرارات اخرى. هذا هو موقفنا ولا نخجل منهquot;. وقد وصل السنيورة الى عمان صباح اليوم في زيارة تستمر يوما واحدا يلتقي خلالها كبار المسؤولين الاردنيين. وقالت quot;بتراquot; ان محادثات الملك عبدالله مع السنيورة تركزت ايضا على quot;سبل تعزيز العلاقات بين البلدين خصوصا في المجالات السياسية والاقتصاديةquot;.

وترأس السنيورة مع نظيره الاردني معروف البخيت اجتماعات اللجنة العليا الاردنية اللبنانية المشتركة في دورتها الخامسة حيث تم توقيع اربع اتفاقيات حول التعليم والاستثمارات. وكان البخيت على راس مستقبلي السنيورة والوفد الوزاري المرافق في مطار ماركا العسكري قرب عمان حيث عزفت الفرقة الموسيقية النشيدين الملكي الاردني والجمهوري اللبناني كما استعرض السنيورة حرس الشرف. وشارك في الاستقبال عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الاردنيين. ويرافق السنيورة وفد يضم خمسة وزراء.