أحمد نجيم من الدار البيضاء: قربت أشعار الشاعر الإسباني الكبير غارسيا لوركا بصوت مغنية الفلامينكو الكبيرة كارمن ليناريس وراقص الفلامينكو جواكين كريلو بين الحداثيين والأصوليين المغاربة، ففي حفل المهرجان الأول للمسرح والثقافات الذي اختتم مساء أمس في الدار البيضاء، فاجأ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأصولي سعد الدين العثماني رفقة، رشيد لمدور، أحد كوادر الحزب الإسلامي في مدينة الدار البيضاء وعضو أمانتها العامة، حضوره لحدث فني من تنظيم أحد قيادات مجموعة quot;الديموقراطية والحداثةquot; نور الدين عيوش.

وكان الأصوليون المغاربة، خاصة حركة quot;الإصلاح والتوحيدquot; المقربة من الحزب الأصولي خاضت حروبا كثيرة ضد المهرجانات، خاصة مهرجان كناوة للموسيقى بمدينة الصويرة، معتبرين فقراته عربدة وسكر، وتعاطي المخدرات، وحضور جماعة عبدة الشيطان، وإهدار المال العام و التحرش الجنسي بالنساءquot;.

ويقول أنس مزور، الصحافي المتخصص في الجماعات الأصولية في المغرب إن الإسلاميين الذين كانوا يصدرون بيانات انطلاقا لما قد يعتبرونه مخالفا للقيم والأخلاق الإسلامية، قد غيروا طريقة تواصلهم وقدموا جوابا عمليا من خلال مشاركة قيادة الحزب في مهرجان فني موسيقي quot;أظن أن الحضور كان جوابا عمليا لتلك البياناتquot;.

وبخصوص علاقة أحد الوجوه الحداثية عيوش مع أصوليي المغرب قال مزور quot;لقد كانت لعيوش في الفترة الأخيرة علاقات جيدة مع حزب العدالة والتنمية.واعتبر هذا التقارب وضعا سليما الذي ينبغي أن يسود في المغرب، فالظرف الحالي quot;يفرض تعاون في القضايا الأهم التي يواجهها المجتمع عوض الدخول في مشاداة إعلامية لا طائل منهاquot;.

الأصوليون الذين حضروا حفل الفلامينكو اعتبروه نموذجا من الفن quot;الرصينquot;، وقد صفقوا كثيرا لإبداعات الراقص وجمال صوت المغنية.وسبق لقياديين في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي اندمج مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبل أيام، أن غازلوا الأصوليين المغاربة، وقدموا تصريحات تشيد بهم.