أسامة مهدي من لندن : حذرت المرجعية الشيعية في العراق من مخاطر الولاءات السياسية داخل اجهزة الامن مؤكدة ان المحاصصة فيها تقود الى الفوضى وخسران ارواح المواطنين ودعت الى سيطرة الدولة على السلاح وحل المليشيات .
وشدد الشيخ احمد الصافي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني اليوم في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 جنوب بغداد) على ضرورة الفصل بين العمل السياسي وبين أجهزة الشرطة أوأجهزة الدفاع وان يكون ولاء الشرطة منتسبين أو ضباط إلى البلد وقال quot; أما رغبة الجهة الفلانية السياسية أو الجهة الأخرى فيجب أن لا تجعلني اتخذ موقفا مضاد للقانون فهذا غير صحيحquot;. واكد إن أجهزة الشرطة والدولة والدفاع لا يحق لها دستوريا أن تدخل في المحاصصات السياسية . وحذر قائلا quot; وإذا تم هذا فسوف تعم الفوضى ولا يحصل التوازن ويشتبه كل من يعتقد أن هذه الطريقة تحفظ التوازن إنما هي تولد الفوضىquot;.
واشار الى إن أجهزة الشرطة يجب أن تكون في منأى عن الصراعات السياسية وقال quot;إذا تحول الصراع إلى أجهزة الشرطة فقد يتحول إلى صراع سياسي عنيف يذهب ضحية المواطنون . ودعا قادة ومنتسبي الشرطة الى العمل على تقوية الدولة واخذ الأوامر منها ومحاولة توفير الامن للمواطنين . وقال انه لابد أن ترتبط الأجهزة الأمنية الرسمية بكل شرائحها بالدولة حصرا وتكون بعيدة عن كل المحاصصات والصراعات السياسية quot;وبهذا اعتقد بأننا سنوفر جوا مريحا للمواطن وجوا واضحا وواسعا لمن يريد أن يدخل للسياسة من جوانبها المشروعةquot;.
وعن توقيع القادة السياسيين الاثنين ميثاقا لوقف نزيف الدم العراقي اشار الشيخ الصافي في خطبة الجمعة التي نشرها موقع quot;نونquot; الشيعي على الانترنيت الى ان المهم هو الالتزام به وليس توقيعه والاعتراف بان الدم العراقي دم معصوم محقون لا يجوز
هدره بأي حال من الأحوال . واضاف quot;انه اذا ما اختلفت المذاهب والقوميات والرؤى والتصورات فهناك ميدان واضح لاستعراض العضلات فيها هو الميدان السياسي ومن خلاله يمكن لأي احد أن يثبت انه أفضل وإذا كان كذلك فنحن معه أيضا لأنه سيخدم البلاد
أما اللجوء بمجرد الاختلاف للانتقال إلى التصفية الجسدية فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاquot; . . واوضح ان الميثاق شيء مبارك ومرحب فيه ولكن يحتاج إلى مجموعة مقومات من أهمها quot;أن نكون صادقين ومخلصين ومقتنعين بأن هذا الاتفاق ملزم لي ولك أما أن أوقع وفي ذهني أني سأحنث بالاتفاق أو أوقع في النهار واحنث في الليل فلا قيمة لهذا التوقيع .. ولا شك أن الذي يمارس القتل بهذه الصفة جهة إرهابية بعثية تكفيرية صدامية quot; .
ودعا الموقعين على الميثاق quot;الى الالتزام بما وقعوا عليه ولا يحنثون وأن يبينوا بشكل
واضح إلى الناس من هو الذي احنث لان الناس كما سمعت بالاتفاق تريد أن تسمع
أيضا أن هناك جهات لم تلتزم أما أن تنام ورقة الاتفاق على الرفوف والدم العراقي وفي هذا الشهر المبارك لا زال يسفك فان الأمر يستدعي الريبة والمساءلةquot; .
وحول المليشيات قال ان المرجعية مع تقوية الدولة وفرض سلطة القانون وإبقاء والحفاظ على هيبة الدولة والتي من جملتها أن تكون هي مالكة زمام الأمور بالنحو الذي يحقق
إمساكها لجميع السلاح بالبلاد . واضاف quot;ولكننا مع لابدية أن يشعر المواطن في أية بقعة
من بقاع العراق وأن من أولى مهمات الدولة أن يأمن الإنسان فيها وان يحفظ للمواطن احترامه وتوفير جميع ما يمكن من خدمته . واشار الى ان نظرية الحزب الواحد قد ذهبت إلى غير رجعة لكنه حذر قائلا quot; أما إذا بقيت الأمور متشنجة إلى هذا الحد فإننا لا نرضى بذلك حفاظا على هذا البلد الذي قدم من الشهداء ما لا يحصى والى الآن من قوافل الشهداء وحفاظا على هذا البلد وهذه الدماء وحفاظا على أن لا تسفك دماء أخرى لابد من الالتزام بالقانون وتطبيقه .
وفي مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) وصف صدر الدين القبانجي امام الجمعة في الحسينية الفاطمية وثيقة quot;التعهدquot; بانها quot;تقدم مهم فاليوم اتضحت حقيقة المعركة حين تصدت عشائر الانبار ضد الارهابquot;.
وانتقد القبانجي quot;ازمة الخطاب العربي الذي ضاعت عليه الحقيقة في معرفة الحالة العراقية فمن دولة عربية مجاورة دخل علينا اكثر من سبعة الاف ارهابي بحجة مقاومة الاحتلال ولم يذهب منهم واحد لتحرير فلسطينquot;. وتساءل قائلا quot;العرب يعطون شرعية لحكومة فلسطين فلماذا لا يعطونها لحكومة العراق؟ من الغريب ان يطالعنا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وهو يتحدث عن العراق ليقل ان الدكتاتورية هي افضل من الديمقراطية وبكل منتهى الصلافةquot;.
واشاد القبانجي بquot;بعض الدول العربية التي تحتضن مبادرات لمساعدة العراق مثل السعودية والاردنquot; وحذر من quot;جر المعركة من فلسطين الى العراق فهذا يصب في صالح اسرائيل على الدول العربية ان تنتبه الى خطر مشاغلة العالم العربي والاسلامي بقضية اسموها القضية العراقية ونسيان القضية الفلسطينيةquot;.
التعليقات