مجلس الأمن يحذر من التجربة وبيونغ يانغ قد تجريها غدا
واشنطن: حذر خبراء من ان اجراء كوريا الشمالية تجربة نووية من شأنه ان يتسبب بسلسلة ردود فعل في آسيا وقد يؤدي الى عرقلة الجهود الهادفة الى ايجاد حل للملف النووي الايراني. واعلنت كوريا الشمالية الثلاثاء انها ستجري تجربة نووية من دون ان تحدد موعدها، وذلك من اجل تدعيم قدراتها الرادعة في مواجهة التهديد المتزايد للولايات المتحدة كما تفيد.
وجاء هذا الاعلان في وقت تناقش الدول الست الكبرى مبدأ فرض عقوبات على ايران بعد رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم بحلول 31 آب/اغسطس، بموجب قرار من مجلس الامن الدولي. وترفض طهران منذ اشهر تعليق تخصيب اليورانيوم، رغم قرار مجلس الامن الصادر في تموز/يوليو. ويخشى الغربيون ان يتم استخدام اليورانيوم المخصب لغايات عسكرية. وتعتبر واشنطن ان فرض عقوبات ولو محددة على ايران، سيكون له تأثير رمزي كبير على طهران.
وقال خبراء انه حتى لو نفذت كوريا الشمالية تهديدها، فان عقوبات محتملة على ايران ستفقد من اهميتها. وتوقعت اليابان ان تجري بيونغ يانغ التجربة في نهاية هذا الاسبوع. وقال جوزف تشيرينتشوني، الخبير في السياسة الخارجية في quot;سنتر فور اميركان بروغرسquot; في واشنطن، ان quot;ايران ستراقب الوضع مع كوريا الشمالية بانتباه شديدquot;. واضاف quot;اذا لم يتم ثني كوريا الشمالية او معاقبتها، فسيشجع ذلك ايران على تسريع جهودها النووية الخاصةquot;. وتابع ان تجربة نووية ستقود الى quot;سلسلة ردود فعل نووية في آسياquot; يمكن ان تشجع السباق على التسلح في كوريا الجنوبية وتايوان واليابان والهند وباكستان وايران.
وحذر من ان quot;معاهدة منع انتشار السلاح النووي ستتمزق ارباquot;. وحتى لو تم اقناع كوريا الشمالية بعدم المضي قدما، فان الجهد الدبلوماسي الذي سيبذل من اجل التوصل الى ذلك، سيجعل بكين وموسكو اللتين يمكن ان تستمع اليهما بيونغ يانغ، اكثر ترددا في التحرك ضد ايران، بحسب ما يقول جورج بركوفيتش، الخبير في مسائل منع الانتشار النووي في مركز كارنيغي. وقال بركوفيتش ان quot;الصينيين مترددون في استخدام مجلس الامن وغير مستعدين لخوض معركة من اجل قضية منع الانتشار. وبالتالي، اذا كانت هناك رغبة بان يتحركوا ضد كوريا الشمالية، فهذا سيجعلهم مترددين بالقيام باي مبادرة تجاه ايرانquot;.
واذا فشلت محاولات اقناع كوريا الشمالية، فلا احد يعلم الى اي حد بكين وموسكو مستعدتان للذهاب من اجل وقف او تخفيض تقديماتهما المالية والنفطية الى كوريا الشمالية. ويقول تشيرينتشوني quot;انهما تخشيان كوريا الشمالية النووية، لكنهما تخشيان اكثر كوريا الشمالية غير المستقرةquot;.
ويرى الكثير من الخبراء ان عقوبات مشددة ستتسبب بانهيار نظام كيم جونغ ايل، وتؤدي الى تدفق ملايين اللاجئين لا سيما في اتجاه كوريا الجنوبية. ويقول بعض المحللين ان الحل يمر بمحادثات ثنائية مباشرة بين واشنطن وبيونغ يانغ وبين واشنطن وطهران. الا ان المتشددين في الادارة الاميركية يرفضون حاليا بشدة هذا الحل، وعلى رأسهم نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اللذان يعتبران ان مثل هذا التنازل يعني مكافأة quot;الدول المارقةquot;.
وبين مؤيدي المحادثات الثنائية، وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. ويذكر هؤلاء بان المفاوضات السرية اوصلت قبل ثلاث سنوات الى تخلي ليبيا عن الارهاب وعن التزود باسلحة الدمار الشامل.
التعليقات