مقربون منه أمام القضاء والفرنسيون يرون فيه رئيسا جيدا
شيراك ملتزم شخصياً بإنجاح باريس 3

اندريه مهاوج من باريس، الوكالات: بدأت السلطات الفرنسية بالعمل على تنظيم مؤتمر باريس 3 لدعم لبنان والذي اعلن رئيس حكومته فؤاد السنيورة انه سينعقد في العاصمة الفرنسية في 15 كانون الثاني(يناير) المقبل، فيما جاء في استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الأربعاء أن 55% من الفرنسيين يعتبرون ان الرئيس جاك شيراك هو رئيس جيد ولكن 77% منهم مقابل 19% لا يريدون ان يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في ربيع 2007 بعد 12 عاما في السلطة. على الصعيد الداخلي، بدأ أحد عشر شخصاً بينهم مقربون من شيراك بالمثول امس الثلاثاء امام محكمة في باريس بعد استئناف الاحكام التي صدرت بحقهم في قضية الاسواق العامة في المنطقة الباريسية وهي احدى اكبر الفضائح السياسية-المالية في التسعينيات.

باريس 3
وتسعى فرنسا الى حشد اكبر عدد من الدول والمؤسسات المالية والمصرفية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي . وفي هذا الاطار اعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان ـ باتيست ماتيي ان فرنسا بدأ ت بالعمل مع السلطات اللبنانية ومع المؤسسات الدولية ومع الدول المهتمة باعادة اعمار لبنان من اجل تحديد الاليات المتعلقة بتنظيم المؤتمر وباعماله وباهدافه واوضح ان الهدف هو ان يكون المؤتمر الجديد ، الذي لم يتقرر بعد من سيراسه، امتدادا لمؤتمر استوكهولم الذي عقد في 31 اب اغسطس والذي كان يهدف الى جمع المساعدات لمعالجة الوضع الانساني الطارئ الناجم عن الحرب الاخيرة بينما يشكل مؤتمر باريس 3 مناسبة لتعبير المجتمع الدولي عن تضامنه مع لبنان كما يشكل خطوة جديدة على طريق اعادة اطلاق اقتصاد لبنان واعادة بناء البلد ككل على المديين المتوسط والبعيد وبالتالي الى تامين الاستقرار وفرض الامن في لبنان.

واكد الناطق ان المشرفين على المؤتمر سيتابعون بدقة طريقة صرف الاموال التي ستمنح لبنان للتاكد من عدم حصول عمليات هدر او تبذير او اختلاس للمساعدات التي ستخصص للبنان من اجل تجنب كل ما قيل عن فضائح من هذا النوع بعد باريس 2 الذي جمع اكثر من 4 مليار دولار للبنان ولكن احدا لم يعرف كيف تم صرف هذه الاموال . واكد الناطق الفرنسي ان هناك الية ستوضع من اجل تحديد المشاريع التي ستصرف على انجازها الاموال في اطار من الشفافية التامة مؤكدة ان حكومة السنيورة مهتمة بكل هذه الجوانب الاتقنية من اجل تامين نجاح المؤتمر .

الناطق الفرنسي شدد على وجود رابط قوي بين الشقين السياسي والاقتصادي موضحا ان للمؤتمر المنوي عقده فوائد اقتصادية ولكن ايضا سياسية اذ انه سيكون مناسبة للمجموعة الدولية لكي تعبر عن تضامنها مع لبنان وهذا امر مهم بحد ذاته بغض النظرعن قيمة المبالغ المالية التي سيتم جمعها كما انه لا بد من تثبيت وقف العمليات العدائية والانتقال الى مرحلة اعلان وقف دائم للنار من اجل تامين الاستقرار وبالتالي التوصل الى حل سياسي دائم لان مسيرة اعادة الاعمار تستدعي ايضا تحقيق كل هذه الامور.

وقال الناطق باسم الخارجية ان الرئيس الفرنسي سيهتم شخصيا بتامين ظروف نجاح المؤتمر كذلك فان وزير الخارجية سيتابع هو الاخر مسالة تنظيم المؤتمر ومستوى الحضور .

استطلاع
على صعيد آخر، جاء في استطلاع للرأي أن 55% من الفرنسيين يعتبرون ان الرئيس جاك شيراك هو رئيس جيد ولكن 77% منهم مقابل 19% لا يريدون ان يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في ربيع 2007 بعد 12 عاما في السلطة.

واظهر الاستطلاع الذي نشرته اليوم الاربعاء مجلة quot;في اس ديquot; ان 39% من الفرنسيين يعتبرون بالمقابل ان شيراك هو رئيس سيء. واعتبر 80% من انصار حزب quot;الاتحاد من اجل حركة شعبيةquot; الحاكم ان شيراك رئيس جيد مقابل 18% ولكن 82% منهم لا يريدون ان يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة في حين ايد ترشيحه 17%.

واعتبرت اغلبية الفرنسيين انه حتى في ظل ازمة وطنية او دولية او في حال واجه وزير الداخلية نيكولا سركوزي صعوبات في حملته الرئاسية فان هذه الامور لا تبرر على الاطلاق ترشح جاك شيراك عام 2007. وترجح استطلاعات الرأي في صفوف اليمين ترشيح سركوزي رئيس حزب quot;الاتحاد من اجل حركة شعبيةquot; للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكان شيراك (73 عاما) انتخب رئيسا لفرنسا عام 1995 واعيد انتخابه عام 2002. واوضح انه سيعلن في الفصل الاول من العام 2007 ما اذا كان سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة ام لا.

مقربون من شيراك أمام القضاء في قضية فساد
وفيما يتعلق بقضية الفساد، ابرز الشخصيات التي مثلت امام المحكمة هو ميشال روسان (67 عاما) الذي كان من ابرز مساعدي شيراك بين 1989 و1993 عندما كان شيراك رئيسا لبلدية باريس. وكان حكم على روسان في هذه القضية في تشرين الاول/اكتوبر 2005 بالسجن اربع سنوات مع دفع تعويض بقيمة خمسين الف يورو. وسوف يمثل احد عشر شخصا وحسب الحالات بتهم الفساد واخفاء الاشياء المسروقة واستغلال الممتلكات الاجتماعية او المشاركة في عملية فساد جماعية.