انتقادات تلاحق أولمرت إلى موسكو
أحمد عبدالعزيز من موسكو -وكالات : أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاستعداد لتنفيذ المهمة التي كان قد طرحها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريل شارون لمضاعفة التبادل التجاري بين البلدين لتصل إلى 4 مليار دولار. وقال بوتين في المؤتمر الصحافي عقب اختتام المباحثات مع رئيس وزراء إسرائيل الحالي إيهود أولميرت إن شارون قد تحدث في وقت من الأوقات عن ضرورة مضاعفة التبادل التجاري وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك.
وحسب رأى بوتين فإن روسيا وإسرائيل لديهما إمكانيات لتطوير التعاون في مجال التكنولوجيا المتطورة، بما في ذلك ارتياد الفضاء. إضافة إلى إمكانية رفع وتيرة التعاون الاقتصادي وتعزيز الأساس التعاهدي- القانوني، وفي مجال الطاقة وتطوير البنية التحتية. ووعد بوتين ببذل كافة الجهود الممكنة لتسهيل نظام تنقل مواطني البلدين.
وأعرب إيهود أولميرت عن قناعته بأن تطوير العلاقات مع روسيا يعتبر نافعا ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل وبالنسبة إلى الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط أيضا. وقال في نفس المؤتمر الصحافي إن التعاون خلال 15 عاما من إقامة العلاقات الدبلوماسية تطور في اتجاهات عديدة على المحاور السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية، بل وحتى في مجال الرياضة. واتفق أولميرت مع رأى الرئيس الروسي بإمكانية مضاعفة حجم التبادل التجاري بين موسكو وتل أبيب خلال فترة قصيرة.
عو التطورات في الشرق الاوسطوأكد بوتين على أن الوسيلة الوحيدة للخروج من دائرة العنف في الشرق الأوسط تتمثل في التوقف عن تبادل الاتهامات والإفراج عن الرهائن وإجراء المحادثات وشدد على أن التسوية التي يمكن لها أن تكون مضمونة وطويلة الأمد لا بد أن تكون عادلة وشاملة ومقبولة من قبل جميع شعوب المنطقة.
ووصف الرئيس بوتين الوضع في منطقة الشرق الأوسط بأنه معقد ويتطلب من جميع الأطراف المعنية قدرا عاليا من المسؤولية وضبط النفس. وقال الرئيس الروسي إن موسكو تعتزم دعم استقرار الوضع في هذه المنطقة واستئناف المباحثات بأسرع ما يمكن.
ومن جانبه أبدى اولمرت رغبة في لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أسرع وقت. وأشار إلى وجود اتصالات مستمرة بين ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين. وأكد أولمرت على أن إسرائيل لا تنوي تجميد عملية التسوية الإسرائيلية الفلسطينية، بل تعتزم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه. وذكر أن اعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل ووقف النشاط الإرهابي يعتبران شرطين رئيسيين للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية. وأضاف أن مفتاح التسوية يتمثل في تنفيذ شروط لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة التي تتضمن الاعتراف الواضح والذي لا يقبل التأويل بإسرائيل، ووقف النشاط الإرهابي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن روسيا باعتبارها أحد أطراف لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة للتسوية في الشرق الأوسط تستطيع لعب دور رئيسي في هذا المجال.
إسرائيل وحزب الله
وعلى صعيد آخر صرح اولمرت بأن إسرائيل تصر على تنفيذ البند المتعلق بحظر تصدير الأسلحة إلى لبنان في قرار مجلس الأمن الدولي بشأن النزاع الإسرائيلي اللبناني، وتدعو إلى تكاتف القوى اللبنانية لمنع تزايد نشاط حزب الله. ودعا اولمرت في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس فلاديمير بوتين اليوم إلى دعم الحكومة اللبنانية انطلاقا من quot; قيام حزب الله بتصرفات استفزازية داخل لبنان، وسوريا خارجهاquot;.
ويذكر أن روسيا أرسلت في أوائل هذا الشهر كتيبة هندسة عسكرية إلى لبنان إسهاما منها في تعمير منشآت البنى التحتية التي دمرت في أثناء الحرب الأخير. ويواصل الخبراء والمهندسون العسكريون الروس حاليا عملهم في مجال تعمير 6 جسور وعدد من قطاعات طرق السيارات في لبنان.
العلاقات الروسية الإسرائيلية تتطور بشكل إيجابي
أشاد الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بالطابع الإيجابي لتطور العلاقات الثنائية بين روسيا وإسرائيل. وقال اولمرت بهذا الصدد: quot;لقد تطورت العلاقات الروسية الإسرائيلية في الـ15 عاما الأخيرة في جميع المجالات، بما فيها السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا العالية والرياضةquot;.
ومن جانبه أكد الرئيس بوتين على أن العلاقات الثنائية المتينة لا تستجيب لمصالح روسيا وإسرائيل فحسب، بل أن تعزيزها يساعد على ضمان الأمن الإقليمي والدولي. وقال إن ما يجمع البلدين هو السعي لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين كالإرهاب والتطرف والتعصب القومي والنزاعات المحلية. روسيا ستتمسك بسياستها المدروسة والمتحفظة في علاقاتها مع بلدان الشرق الأوسط
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف في المؤتمر الذي أقيم في موسكو في السابع عشر من هذا الشهر بمناسبة الذكرى السنوية الـ15 لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أن روسيا ستتمسك بسياستها المدروسة والمتحفظة في علاقاتها مع بلدان الشرق الأوسط. وقال سلطانوف: quot;سننتهج سياسة مدروسة ومتوازنة ومتقاربة تماما من شركائنا العرب والإسرائيليين في الشرق الأوسطquot;.
وأضاف أن روسيا باعتبارها أحد أطراف لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة للتسوية في الشرق الأوسط (مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وهيئة الأمم المتحدة) ستبذل أقصى الجهود من أجل إيجاد السبل الكفيلة بتذليل الأزمة. وأكد سلطانوف على أن روسيا بلد صديق سواء لإسرائيل أو العالم العربي. أشار إلى أن هذه السياسة المتوازنة ستتيح لروسيا المساهمة في حل هذه القضية المعقدة.
التعليقات