بوش يدعمسآكاشفيلي
تطرق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، من جملة أمور أخرى، إلى التوتر في العلاقات الروسية الجورجية والذي خفف حدته قيام الجانب الجورجي بالإفراج عن الضباط الروس الذين اعتقلتهم السلطات الجورجية زاعمة أنهم قاموا بالتجسس.
وأجرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عددا من الاتصالات الهاتفية مع الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي في الأيام القليلة الماضية. وحسب أقوال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فإن الولايات المتحدة تناشد البلدين المتجاورين حل الخلافات بطريقة سلمية.
ويؤكد كل ذلك دور الولايات المتحدة في ما يجري بين جورجيا وروسيا. وغالب الظن ان الأميركيين كان لديهم علم بأن تبليسي بصدد القيام بخطوات استفزازية. والسؤال المطروح هو لماذا لم يحذر الأميركيون الجورجيين من مغبة الإقدام على هذه الخطوات؟
وجدير بالذكر ان نائب وزيرة الخارجية الأميركية دانييل فريد صرح بأنه حان الوقت لبدء العمل على حل مشاكل تكمن في أساس النزاع في كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. ولدى واشنطن حسب قوله أفكار لتسوية هذه المشاكل وإنها مستعدة لتكثيف جهودها في هذه المنطقة.
وخفف إخلاء سبيل الضباط الروس الموقوفين حدة الأزمة لبعض الوقت، ولكن روسيا بدأت تتخذ إجراءات عقابية ضد تبليسي. وغالب الظن ان السلطات الجورجية ستطلب من واشنطن ان تدفع فاتورة الأضرار التي يمكن ان تلحقها بها الإجراءات الروسية.
ومما يجدر ذكره أيضا ان الحرب الباردة بدأت بعد ان قرر الرئيس الأميركي ترومان في عام 1947 تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية مكثفة إلى اليونان التي اندلعت فيها حرب أهلية وتركيا التي شاب التوتر علاقاتها مع موسكو. وبكلمة أخرى فإن المواجهة بين القوتين الأعظمين بدأت بسبب بلدان صغيرة.
ولا يستبعد أيضا ان تضر الأزمة بين موسكو وواشنطن بالتعاون الدولي وتعرقل، مثلا، التفاهم بين موسكو وواشنطن حول بعض القضايا الإقليمية. ومما له دلالته ان الاتصال الهاتفي بين بوش وبوتين تناول الشأن الإيراني والشأن الجورجي في آن واحد.. وألا يمكن ان يؤثر سوء التفاهم حول ما يجري في جنوب القوقاز، مثلا، على التعاون بينهما في حل قضية أخرى؟
سآكاشفيلي يستغل الشعب الجورجي لمقاصده
يرى مدير جهاز أمن روسيا الاتحادية quot;نيقولاي باتروشيفquot; أن رئيس جمهورية جورجيا ميخائيل سآكاشفيلي يعمل على خلق التوتر في العلاقات بين جورجيا وروسيا في محاولة لحل ما يواجهه من مشاكل سياسية في الخارج والداخل. يذكر ان عملية انضمام جورجيا إلى روسيا بدأت في القرن الـ18 عندما وقعت روسيا وجورجيا معاهدة في عام 1783 بناء على مبادرة من قبل القيصر الجورجي إيراكلي الثاني الذي كان يدرك ان الأمة الجورجية لن تستطيع حماية نفسها من الإبادة على يد جيرانها الشرقيين إلا عندما يقف معها حليف قوي.
ويقول مدير جهاز الأمن الروسي إن القيادة الجورجية تتعمد الآن خلق التوتر في العلاقات مع روسيا في محاولة لإعفاء سآكاشفيلي وأنصاره من المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الداخلية وعملية فك ارتباط ما بين الحكومة المركزية الجورجية وعدد من المناطق. ويشير إلى إنفاق القيادة الجورجية لأموال طائلة يأتي معظمها من الخارج على الشؤون العسكرية. وإزاء تدهور ثقة الجورجيين بقيادتهم وسآكاشفيلي شخصيا أقدمت القيادة الجورجية على تقديم موعد انتخابات الحكم المحلي. ويجب ان تجري هذه الانتخابات في 5 أكتوبر 2006. ويرى باتروشيف أن التحرشات ضد الروس انصبت أيضا في إطار محاولة رفع شعبية نظام الحكم.
ويردف قائلا: في الوقت نفسه تعمل القيادة الجورجية ما يتسبب بتفاقم الوضع في منطقتي النزاع الجورجي الابخازي والنزاع الجورجي الاوسيتي الجنوبي. ويمكن ان تؤدي هذه الخطوات غير المدروسة واللامسؤولة إلى حدوث نزاع آخر مثل النزاع السابق الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص، وقوض أسس الأمن في المنطقة. ولا يرى مدير جهاز الأمن الروسي في ضوء ما تفعله حكومة تبليسي بسكان ابخازيا واوسيتيا الجنوبية مجالا للحديث عن عودة المنطقتين المذكورتين لتقعا تحت سيطرة هذه الحكومة بصورة طواعية مشيرا إلى أن القيادة الجورجية أسقطت فرصة كهذه بنفسها محاولة إعادة المنطقتين إلى نطاق سيطرة الحكومة المركزية بالقوة.
التعليقات