عباس يرفض صور الديكور مع اولمرت
أبو نصار لـ(إيلاف) : الهجوم الإسرائيلي على غزة رسالة
سمية درويش من غزة : قال المحلل السياسي وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات في مقابلة مع quot;إيلافquot; ، بان الهجوم الإسرائيلي على شمال قطاع غزة ، يأتي كرسالة إلى الفلسطينيين بأن استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل لن يمر دون رد إسرائيل قاس ، موضحا في سياق آخر ، بان رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت ، ينبع من رفض الرئيس عباس صور الديكور .
وتشن إسرائيل هجوما عسكريا عنيفا على شمال قطاع غزة راح ضحيته أكثر من 40 فلسطينيا منذ فجر الأربعاء الماضي ، حيث تقول إسرائيل بان هدف عمليتها quot;غيوم الخريفquot; القضاء على البنية التحتية للإرهاب ، وردع الفصائل المسلحة عن مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية تجاه المستعمرات اليهودية.
وفي معرض تعقيبه على سؤال إن كان الهجوم الاسرائيلي العنيف على شمال قطاع غزة جاء ثمرة ضم افيغدور ليبرمان المتطرف لحكومة اولمرت ، قال أبو نصار ، بان هنالك مؤشرات بأن الهجوم الإسرائيلي تم التخطيط له بدون أية علاقة مع المفاوضات الائتلافية التي أجراها أولمرت مع ليبرمان ، مضيفا لو كان ليبرمان فعلا صاحب القرار بالنسبة للهجوم الإسرائيلي الحالي لرأينا هجوما أشرس وأوسع من ذلك.
وأوضح المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية لعدد من الحكومات الأجنبية ، أن أولمرت الذي يعاني فضائح على أكثر من صعيد (فضائح رشاوى، فضائح تعيينات سياسية، فضائح الإخفاقات في الحرب الأخيرة وفضائح انهيار خططه الأحادية الجانب في التعامل مع العرب عامة والفلسطينيين خاصة) قد يترجم إلى رغبة شرسة للاحتفاظ بكرسي رئاسة الحكومة من خلال محاولات متكررة لإرضاء اليمين المتشدد من خلال استقطاب تأييد هؤلاء بإجراءات داخلية ذات دلائل سلبية كضم ليبرمان وحزبه إلى الحكومة وإجراءات تصعيدية مع الفلسطينيين تهدف إلى توجيه رسالة لليمين الإسرائيلي خاصة وللرأي العام اليهودي عامة ، وكأن أولمرت هو quot;حامي الحمىquot; الذي يمكن أن يحمي مصالحهم ويدافع عنهم في وجه المخاطر التي تهددهم.
وحول تباين مواقف حزب العمل حول ضم ليرمان وبقائه بالحكومة ، أشار المحلل السياسي ، إلى أن التباين في مواقف حزب العمل ناتج من الصراع بين مواقف الحزب المعلنة ، لا سيما تلك التي أعلنت خلال الحملة الانتخابية الأخيرة (في شهر آذار الماضي) والمعارضة للجلوس مع أحزاب يمين متطرفة في حكومة واحدة طالما ترفض هذه الأحزاب ما يسمى quot;بموقف حزب العمل الداعم للسلامquot; ، وبين الرغبة في البقاء داخل الحكومة بحجة التأثير على صناعة القرار في الدولة وتخفيف حدة تأثير حزب ليبرمان على مجريات الأمور.
وأوضح بان خشية وزراء الحزب من الجلوس في أروقة المعارضة كمتفرجين هي التي غلبت أولئك الأيديولوجيين الذين كان موقفهم معارضا لأي عمل مشترك مع ليبرمان وأمثاله خشية ضرب صورة الحزب لدى غالبية ناخبيه. وفي ما يتعلق برفض الرئيس عباس مقابلة اولمرت ، قال أبو نصار لمراسلة quot;إيلافquot; بغزة ، من الواضح بأن لقاءا بين عباس وأولمرت هو في غاية الأهمية من أجل التوصل إلى تفاهم حول بعض النقاط العالقة بين الطرفين ، مبينا بان عباس يخشى أن يأتي أولمرت إلى مثل هذا اللقاء خالي اليدين ومن ثم فإنه قد يستغل هذا اللقاء لدعاية مجانية له ولإسرائيل لدى الرأي العام العالمي وكأن تحسنا ملموسا طرأ على العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية بفضل جهوده في حين أنه لم يقدم أي شيء ملموس للفلسطينيين. ولفت إلى إن الرئيس عباس يصر على معرفة ما قد يفضي عنه أي لقاء مع أولمرت قبل عقده كي لا يتحول مثل هذا اللقاء إلى صورة إضافية تستغلها الحكومة الإسرائيلية في دعاياتها المحلية والعالمية.
التعليقات