إيلاف ndash; مسقط : أعرب سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد في خطاب ألقاه اليوم في الانعقاد السنوي لمجلس عمان عن ارتياحه للخطوات الجادة التي اتخذتها الدوائر الحكومية والقطاع الخاص خلال الاعوام القريبة الماضية في مجال التعمين وتدريب وتوظيف الاجيال الجديدة. وأكد في الخطاب السنوي امام المجلس الحرص على المزيد من التقدم والرقي والازدهار في ظل تنمية شاملة متكاملة تسعى الى تطوير الموارد البشرية والطبيعية وإقامة البنى التحتية بما يؤدي الى استمرار النمو الاقتصادي وتثبيت أركان البنيان الاجتماعي وترسيخ قواعد الدولة العصرية .
وقال انه في مثل هذا الشهر من عام 1981 افتتحنا المجلس الاستشاري للدولة كخطوة اولى في سبيل تحقيق سياساتنا الرامية الى إتاحة قدر أكبر لإشراك المواطنين في الجهود التي تبذلها الحكومة تنفيذا لخططها الاقتصادية والاجتماعية ،أعقبتها خطوة أخرى بافتتاح مجلس الشورى عام 1991 وقد كان هذا المجلس تجربة رائدة ولبنة قوية ثابتة في بناء دولة المؤسسات التي نسعى الى تثبيت دعائمها بدون تفريط في الاسس الراسخة للمجتمع العماني مع الاخذ بما هو مفيد من أساليب العصر وأدواته،وقد توجت هاتان الخطوتان بإنشاء مجلس عمان الذي يضم مجلس الدولة الى جانب مجلس الشورى حتى يعمل المجلسان معا على إثراء مسيرة التطور والبناء وذلك بإبداء الآراء والأفكار التي تخدم الصالح العام وتسهم في توفير مزيد من أسباب التقدم والحياة الكريمة لكافة المواطنين من خلال التوصيات المختلفة والتي توليها حكومتنا جل اهتمامها وكذلك من خلال الحوار المعلن بين اعضاء المجلس ووزراء في الحكومة.
وأضاف انه تأكدت خلال الأعوام المنصرمة ثوابت سياستنا الداخلية من خلال الخطط والبرامج الهادفة الى بناء الإنسان ونشر العمران وتوطيد الأمن والأمان وهي غايات تطلعنا إليها منذ بزوغ فجر عمان الحديثة واكدنا العزم على مواصلة الجهد والعمل في سبيل انجازها . وقال السلطان قابوس انتم تعلمون مدى اهتمامنا بتطوير الموارد البشرية وتحقيق فرص افضل واكثر لأبنائنا الشباب وبناتنا الشابات في التعليم والتدريب والتوظيف بحيث يكاد يكون هذا بندا ثابتا في كل خطاب نتوجه به اليكم ومن خلالكم الى جميع أهل عمان، ولا غرو في ذلك فالإنسان هو قاعدة البناء الحضاري وأصله الاصيل وبدونه لا تقوم حضارة يرجى لها التطور والاستمرار ، لذلك فإننا نجدد تأكيدنا على هذا الجانب المهم من جوانب تطوير المجتمع وتحديثه . ومن هذا المنطلق يسرنا ان نعرب عن ارتياحنا للخطوات الجادة التي اتخذتها الدوائر الحكومية والقطاع الخاص خلال الاعوام القريبة الماضية في مجال التعمين وتدريب وتوظيف الاجيال الجديدة .
وأكد ارتياحه ايضا لأن يرى إقبالا متزايدا على الانخراط في مجالات العمل المختلفة وقال إننا نأمل ان يكون ذلك مؤشرا يدل على وعي متنام لدى جميع افراد المجتمع بأهمية العمل مهما كان نوعه . ووجه تحية الى كل من يعمل بجد واجتهاد وصبر في أي مجال من المجالات التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع . كما أعرب عن سعادته لما تم في مجال نشر مظلة التعليم العالي في مناطق متعددة وذلك من خلال إنشاء الجامعات الخاصة التي تضم كليات مختلفة تقدم علوما وفنونا متنوعة .
وأعلن السطان قابوس عن ترحيبه بإنشاء جامعات خاصة جديدة في المناطق الأخرى التي تحتاج الى مؤسسات تعمل في مضمار التعليم العالي شريطة ان تثبت الدراسات الموضوعية جدوى إنشائها وان يكون ما تقدمه من برامج على مستوى من الجودة يؤهل خريجيها للحياة العملية ويضمن لها الاعتراف بشهاداتها وطنيا ودوليا . وقال انه الى جانب القدرة على استيعاب اكبر عدد ممكن من الراغبين في التعليم العالي وهو امر نشجعه ونحث عليه فإنه يجب أن تحقق هذه المؤسسات التعليمية النوعية الجيدة لمخرجاتها فلا فائدة من الكم الكبير الا اذا كان يمتاز بمواصفات ترفع من قدراته العلمية والفنية ومهاراته العملية والتطبيقية.
التعليقات