عادل درويش من برلمان وستمنستر : أعلنت الملكة اليزابث الثانية ملكة بريطانيا والكمنوولث اليوم التزام حكومة بلادها ببرنامج سياسة خارجية تسعى الى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية في إطار تأسيس دولتين مستقلتين ذات سيادة، فلسطين واسرائيل. وكانت الملكة تلقي الخطاب السنوي في افتتاح الدورة البرلمانية الحالية، وهي الدورة ال 55 منذ جلوس الملكة على العرش، حيث شهدت أكثر من عشرة رؤساء وزارات ابتداء من السير ونستون تشرشيل، وانتهاءً بتوني بلير، مرورا بشخصيات تاريخية كالمرأة الحديدية مارجريت ثاتشر، وانتوني ايدن، وهارولد ويلسون ، وادوارد هيث ، وهارولد ماكميلان.

وقد تضمن برنامج حكومة بلير، في آخر دورة برلمانية له كرئيس للوزارة، والذي اعلنته الملكة اليوم في خطاب الدولة، التزاما بتسوية قضايا الشرق الأوسط كخطوة أساسية لمكافحة الإرهاب، والعمل على حل القضية الفلسطينية. وايضا الالتزام بدعم الحكومة الديمقراطية في العراق، ودعم افغانستان ومساعدة شعوب الشرق الاوسط في مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والرفاهية. ووعدت الحكومة في برنامجها بالعمل مع الأمم المتحدة للحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل ، والعمل مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لمكافحة الفقر والتطرف وأسباب الارهاب.

وعادة ما تبدأ الملكة فقرات تقديم مشاريع القوانين بعبارة quot; حكومتي تنوي تقديم قوانين بعرض تحقيق ....quot;. و الدورة البرلمانية التي تبدأ رسميا اليوم وتنتهي في الأسبوع الثالث من تموز (يوليو) المقبل، وهي الدورة البرلمانية الأخيرة التي تشمل مشاريع قوانين من مقترحات بلير كزعيم للحزب الحاكم ورئيس وزراء اذ من المتوقع ان يستقيل من المنصب ومن زعامة الحزب في نهاية شهر أيار(مايو) المقبل.

وافتتاح الدولة الرسمي للبرلمان تقليد يعود الى مئات السنين، وتاريخه هو تاريخ البرلمان نفسه، والخطاب الذي يلقيه لابس التاج يحدد خطة عمل الحكومة المنتخبة للدورة البرلمانية. وتبدأ المراسم بجلوس اللوردات في مجلسهم، المجلس الأعلى، واللوردات، او الشيوخ في المجلس بالوراثة والاقدمية وايضا بتعيين القصر لهم، بترشيح من رئيس الوزراء. وبعكس أعضاء مجلس العموم المنتخبين، يعتبر اللوردات حكماء الأمة ويمثلون الضابط الأخلاقي والمنطقي العقلاني حيث يصوتون على مشاريع القوانين، بعد موافقة مجلس العموم عليها، وفق المصلحة القومية وليس وفق السياسات الحزبية. ولذا لا تذهب الملكة الى مجلس العموم وانما تتم دعوة نواب العموم الى الاستماع إلى خطاب الملكة في مجلس اللوردات.

وقبل وصول الملكة، يجلس اللوردات، حيث يشملون الأعيان واساقفة الكنائس ( 26 منهم) وكبار القضاة ( وبالمناسبة مجلس قضاة اللوردات هو اعلى محكمة في بريطانيا )، وممثلي الاديان المختلفة. كما تتم دعوة السلك الدبلوماسي، وتجري الاحتفالات في قاعة قصر وستمنستر الكبرى.وتصل ايضا سرية من الحرس الملكي الخاص بملابسهم التقليدية، التي لم تتغير على مدى أجيال، والخوذات النحاسية المتدلي منها الشعر من ذيل الحصان، حيث يترجلون عن الجياد ويصطفون على جانبي السلالم الحجرية المؤدية إلى القاعة لاستقبال الملكة.

وقد غادرت الملكة والأمير فيليب، وولي العهد الامير تشارلز ، الذي احتفل بعيد ميلاده امس، وبقية العائلة قصر باكنغهام في عربات تجرها الجياد في تمام الساعة الحادية عشرة صباح اليوم، حيث اصطفت الجماهير على جانبي الطريق في المسافة التي تبلغ ثلث ميل بين القصر والبرلمان، وتعالت الهتافات، ما يدل على استمرار شعبية الملكة اليزابث كأكثر شخصية بريطانية شعبية على الاطلاق، وعزف الحرس السلام الملكي القومي ( كلماته تبدأ ب: حفظ الله ملكتنا العظيمة... حفظ الله ملكتنا النبيلة)لحظة وصولها قصر وستمنستر.

وسارت الحاشية وراء الملكة من اللوردات بملابسهم الرسمية وباروكات الشعر المستعار، ويتقدمهم اللورد تشانصلور ( اللورد فولكنر)، ثم زعماء المجلسين من الحكومة والمعارضة.
وتبدأ المراسم بتقاليد تقدم حارس العصا السوداء Black Rod الى مجلس العموم، حيث يغلق النواب الباب في وجهه رمزيا، كرمز فصل النواب المنتخبين من عموم الشعب عن الملكة واللوردات، او فصل الحكومة عن الدولة، لكن في النهاية يفلح العصا السوداء في اقتحام الباب ويأمر النواب بالحضور والمثول امام الملكة، فيحمل رئيس المجلس صولجان البرلمانMace ويتقدم صفا النواب ( حكومة على اليمين ومعارضة على اليسار)ويبدأون في التحرك بين المجلسين عبر دهليز موصل.وبعد انتهاء الخطاب، تبدأ المناقشات البرلمانية حول محتواه، ويبدأ النزال بين الحكومة والمعارضة.