لندن: هل أغرى تنظيم القاعدة واشنطن لغزو العراق؟ ليست هذه فكرة فيلم سينمائي استخباراتي جديد في هوليوود، ولكنها وقائع حقيقية، بحسب صحيفة الجارديان، لعب فيها تنظيم القاعدة دورا استخباراتيا مذهلا في دفع الولايات المتحدة باتجاه غزو العراق لتحقيق أهداف خاصة.

القصة التي كشف تفاصيلها لوسائل الإعلام عميل استخبارات مزدوج هي أن عضوا بارزا في تنظيم القاعدة اعتقل من قبل الاميركيين عام 2001 زرع بشكل متعمد معلومات لتشجيع الولايات المتحدة لغزو العراق.

العميل المزدوج الذي تغلغل في صفوف التنظيم المتشدد ليتجسس لصالح أجهزة الاستخبارات الغربية، بحسب الصحيفة، زعم أن اسمه عمر نصيري وأنه مغربي وقال إنه قضى سبع سنوات في خدمة استخبارات أوروبية.

وقال quot;العميلquot; إن ابن شيخ الليبي، الذي كان يدير معسكرات تدريب للقاعدة في أفغانستان واعتقل في تشرين الثاني / نوفمبر 2001، أبلغ المحققين الاميركيين أن القاعدة قامت بتدريب عراقيين.

وعندما سئل عمر من قبل تلفزيون بي بي سي عما إذا كان الليبي أو الجهاديون الاخرون المعتقلون سيقولون الحقيقة لو أنهم تعرضوا للتعذيب، رد قائلا quot;مطلقاquot;.

ولدى سؤاله عما إذا كان يعتقد أن الليبي تعمد زرع معلومات لدفع الولايات المتحدة لغزو العراق رد بقوله quot;صحيح تماماquot;، بحسب الجارديان.

وقال عمر إن الليبي quot;أراد للصراع أن يكون في العراق لانني سمعته قبل أشهر وهو يبلغنا في أحد المساجد ردا على سؤال عما إذا كان العراق أفضل دولة للجهاد بأنه تم اختيار العراق لانه البلد المسلم quot;الاضعفquot;.

ونقلت الجارديان عن عمر قوله quot;أراد الجهاديون أن يطيحوا بصدام حسين وأن يستخدموا العراق كقاعدة للجهادquot;.

وذكرت الصحيفة بما اعتبرته quot;أمرا معروفاquot; من أن الليبي ضلل بالفعل واشنطن. فقد استخدم الرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزير خارجيته الاسبق كولن باول مزاعم الليبي لتبرير الحرب الاستباقية على العراق.

الجامعات العراقية...أرض معركة
صحيفة التايمز نشرت تحقيقا حول تأثير عملية اختطاف حوالى 150 شخصًا من مبنى وزارة التعليم العراقية قبل يومين على الدراسة في الجامعات.

وقالت الصحيفة إن حادث الاختطاف كان الطلقة الاحدث في حرب طائفية وأدى إلى تحول الجامعات العراقية إلى أرض للمعارك الدائرة.

وبات الطلاب العراقيون يتساءلون إن كانت جامعاتهم ستتمكن من إنهاء العام الدراسي بسلام والنجاة من الحرب الدينية والطائفية التي تجتاح البلاد، بحسب الصحيفة.

حتى أن عددا كبيرا من طالبات المدارس ارتدين الحجاب خوفا من تعرضهن للاختطاف في الطريق.

ربما يبدو أن الجامعات لا تفتقد إلى مظاهر التحضر حيث تجد الاصحاب والزملاء من السنة والشيعة، لكن ذلك لا يعدو كونه مظهرا سطحيا، حيث أصبح الحرم الجامعي مرآة تعكس فوضى شوارع بغداد، بحسب التايمز.

ونقلت الصحيفة عن الطالبة أمل عماد الدين، البالغة من العمر 21 عاما والتي تدرس في السنة الثالثة في كلية العلوم، قولها إنها شهدت انهيار جامعة بغداد، الاكبر في البلاد، حيث قتل في العام الماضي وحده ثلاثة من أساتذة الجامعة الذين يحاضرون أمل، ومن بينهم رئيس قسم الاحياء الذي تتخصص فيه، فيما هجر العراق خمسة أساتذة آخرين.

وأضافت أمل quot;سمعنا عن حالات اضطر فيها المدرسون إلى إنجاح طلاب بعينهم فقط لانهم ينتمون إلى هذا الحزب أو تلك المليشياتquot;.

وأوضحت التايمز أن الوضع بات بالغ السوء حتى أن أسرة أمل تضغط عليها لترك الجامعة، وأن 20 من أصل 25 هم إجمالي عدد زملائها في القسم تركوا الدراسة بالفعل.

وقالت الصحيفة إن محاضرا شيعيا في جامعة المستنصرية في بغداد صرح لها بأن عملية الاختطاف الاخيرة في وزارة التعليم استهدفت على وجه الخصوص الادارة المسؤولة عن تخصيص المنح الدراسية لموظفي الدولة لانها أعطت السنة منحا دراسية أكثر من الشيعة.

الرخاء الاقتصادي في مصر
صحيفة الفايننشال تايمز نشرت تقريرا حول مسار الاصلاحات الاقتصادية والسياسية في مصر تحت عنوان quot;مصر تعتمد على الازدهار الاقتصادي لارباك منتقديهاquot;.

وقالت إن الحكومة المصرية تعمل على تحرير اقتصادها وأن إصلاحات السوق المتسارعة منذ عام 2004 بدأت تؤتي ثمارها.

لكن نشطاء الديمقراطية يرون في ذلك تهديدا ويعتقدون أن الرئيس المصري حسني مبارك يعمل على تعطيل الاصلاحات السياسية في الوقت الذي ينمو فيه الاقتصاد، بحسب الصحيفة.

ويأمل مسؤولو الحكومة، والكلام للصحيفة، في أن يؤدي تحسن الاوضاع المعيشية في مصر في الاسهام في مواجهة التطرف في المجتمع وتوفير نوع من السياج العازل ضد حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط.

وأشارت الصحيفة إلى الخلفية السياسية لهذه الصورة الاقتصادية المضيئة كما رأتها، حيث قالت إن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في البلاد حصل على الاغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بمساعدة الشرطة وبالتزوير المثبت بالوثائق، ورغم ذلك فقد حصلت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة على 60 في المئة من المقاعد التي تنافست عليها بمرشحين مستقلين.

ورأت الفايننشال تايمز أن نتائج تلك الانتخابات كشفت مدى الاستياء والاستقطاب لدى المجتمع المصري. ففي الوقت الذي واصل فيه التكنوقراط منذ وقت الانتخابات جهودهم لتحسين الاوضاع الاقتصادية، انشغل القائمون على الاجهزة الامنية والاستخباراتية المتنفذة بمحاولة استعادة البساط الذي سحب من تحت أقدام الحزب الحاكم من خلال حملة ضد المعارضين.

وفي هذا السياق تم تمديد قوانين الطوارئ، وتأجيل الانتخابات المحلية واعتقال المئات من الاسلاميين، غالبيتهم دون محاكمة، كما لم يزد هامش الحرية الممنوح لقوى المعارضة اليسارية والعلمانية.