محمد الخامري من صنعاء : قالت مصادر مقربة أن التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن مع الخلية الإرهابية التي تم ضبطها في صنعاء والتي قيل انها على علاقة بتنظيم القاعدة عقب محاولات التفجير التي تعرض لها ميناء حضرموت والمنشآت النفطية في مأرب أن أفراد الخلية استخدموا خدمة الأقمار الصناعية التي تقدمها محركات البحث quot;غوغل ايرثquot;على شبكة المعلومات الدولية الانترنت مجاناً والتي تظهر منشآت على الأرض مأخوذة عبر الأقمار الصناعية بوضوح كامل.

وأكد مصدر مطلع أن الإرهابيين الذين هاجموا المنشآت النفطية في مأرب فشلوا بشكل كامل في تحقيق أهدافهم في حين أنهم حققوا نجاحاً جزئياً في حضرموت ، معيداً أسباب نجاحهم الجزئي في حضرموت إلى استخدامهم خدمة الأقمار الصناعية التي تقدمها محركات الجوجل مجاناً.
ونقلت صحيفة الـ Yemen observer عن المهندس سامي الغابري وهو باحث يمني في الإنترنت ان هذه الخدمة تتيح لمستخدمها الوصول إلى معرفة تفاصيل أي مكان على الأرض بما في ذلك الولايات المتحدة ما عدا إسرائيل،مستعرضاً العديد من الصور التي تظهر مناطق حساسة في مناطق مختلفة من العالم عبر هذه الخدمة منها منشئات نفطية وجسور وطرق حيوية وسدود ومناطق مشهورة عالمياً كبرج ايفل في باريس وغيره .
وقال الغابري ان التقنيات المستخدمة في هذه الخدمة تتطلب فقط سرعة عالية في خط الإنترنت وعرفة المواقع التقريبية للمنشئآت المطلوب رؤيتها من اجل الوصول الى تفاصي دقيقة لهذه المنشآت .

واضاف ان وسائل الحماية الامنية التقليدية تقف عاجزة امام التصدي لهذه الخدمة المجانية من جوجل بما في ذلك وسائل الحماية الإلكترونية التي يعتقد انها حديثة . ويضيف ان الطريقة الوحيدة لحماية اي منشأة من اخطار هذه الخدمة هي الإتفاق مع الشركة المقدمة للخدمة لحجب الدولة او مواقع معينة فيها من هذه الخدمة كما فعلت إسرائيل اثناء الحرب مع حزب الله . ويوافقه الرأي المهندس حسام الشرجبي الذي يضيف ان الوسائل المستخدمة في حجب المواقع الإباحية او الغير مرغوب فيها سياسياً لا تجدي مع هذه الخدمة حيث ان هناك طرق التفافية كثيرة لفتح المواقع المحجوبة بهذه الطريقة مما يعني ان الخدمة هذه والخدمات المماثلة لها تمثل انتهاكاً لسيادات الدول وخصائصها وحقها في الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها .

ويذهب الشرجبي ليدق ناقوس الخطر اكثر قائلاً ان المشكلة لا تكمن في quot;غوغل ايرثquot; فقط وان هناك العديد من الشركات تقفدم هذه الخدمة بشكل اوضح وادق وأحدث ، متوقعا ً ان تبدأ شركات عالمية قريباً في دخول هذا الميدان وتقديمه بشكل اكثر سهولة ويسر مما يعني اتاحة الفرصة لإي كان لعمل اي شيئ يريده في اي مكان في العالم .

وقال الى الآن لا توجد طريقة عملية للحد من مخاطر مثل هذه الخدمات الا الاتفاق المباشر مع الشركات المقدمة للخدمة لحجب بلد ما او موقع ما.
مصدر في الإدارة العامة لمكافحة الجريمة قال للصحيفة ذاتها ان انه من الصعب جداً على أجهزة الامن مواجهة مثل هذه الخدمات والحد منها وبالرغم من إعترافه ان وسائل الحماية الأمنية بما فيها الوسائل الحديثة تقف عاجزة بشكل شبه كامل عن التصدي لهذا الغزو الفضائي إلاّ انه قال ان وسائل الحماية الإلكترونية (الفيزيائية) والاحتياطيات الإستخباراتية المبكرة من الممكن ان تحد (فقط) من خطورة مثل هذه الأعمال وهو ما إتخذته السلطات الأمنية اليمنيةن للحد من أضرار هجومي مأرب وحضرموت .