الياس توما من براغ: اتهم وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض يارومير زاؤراليك الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس النواب التشيكي مساء اليوم حكومة ميريك توبولانيك التي تسير الأمور الآن في البلاد فقط كونها أخفقت في الحصول على ثقة البرلمان بالتفاوض مع الطرف الأمريكي حول إمكانية إقامة قاعد اعتراض صاروخية أميريكية في تشيكيا من دون أن تعلم البرلمان بهذا الشأن. وأكد زاؤراليك أن اللجنة الخارجية في مجلس النواب لم تطلع إلى اليوم على نتائج المحادثات التي جرت على مستوى الخبراء التشيك والأميريكيين في واشنطن في أيلول سبتمبر الماضي حول هذه القاعدة على الرغم من طلب اللجنة تقريرا بشان مضمون هذه المحادثات ولذلك فان النواب حتى هذه اللحظة لا يستطيعون المشاركة في النقاشات الجارية حول هذه القاعدة بشكل كامل بالنظر لعدم امتلاكهم المعلومات الكافية لان الحكومة لا تطلعهم على ذلك.

وقد رد رئيس الحكومة على هذا الاتهام بالقول إن الحكومة تواصل فقط تنفيذ الاستراتيجية الأمنية التي أقرت عام 2003 والتي تعهدت الحكومة آنذاك فيها بالعمل quot; على خلق الشروط اللازمة للانضمام إلى المشاريع أو الأنظمة التي تجعل البلاد قادرة عن الدفاع عن نفسها quot; مذكرا زاؤراليك بان من تفاوض مع الأمريكيين بهذا الشأن هو وزير الدفاع آنذاك ياروسلاف تفرديك الذي ينتمي إلى الحزب الاجتماعي الديمقراطي . وأكد توبولانيك بان النظام الذي يتم الحديث عنه له طابع دفاعي بحت وان الولايات المتحدة لم تطلب رسميا حتى الآن من الحكومة التشيكية إقامة أي قاعدة اعتراض صاروخية او أي طلب آخر له علاقة بهذه المسالة معتبرا الأمر بأنه محاولة لخلق مشكلة غير موجودة حتى الآن.

من جهة أخرى أكدت قيادة الحزب الاجتماعي وهو اكبر حزب معارض في البرلمان أنها ستعمل على أن يتم تنظيم استفتاء في تشيكيا بشان القاعدة الأميريكية. وقد جاء هذا القرار بعد يوم واحد من إعادة مجلس النواب مشروع قانون تقدم به نواب الحزب الشيوعي بشان تنظيم الاستفتاء لإعادة صياغته، وقد تسبب في عدم إقرار مشروع القانون هذا في البرلمان تغيب عدة نواب في الحزب الاجتماعي وتصويت نواب حزب الخضر إلى جانب نواب الحزب المدني وحزب الشعب في رفض قبول هذا الاقتراح.

يذكر أن الولايات المتحدة حسب المصادر العسكرية الأميريكية دخلت الآن مرحلة الاختيار بين بولندا وتشيكيا لإقامة هذه القاعدة في وسط أوروبا وان اختيار المكان سيتم خلال الشتاء القادم رغم أن الرأي العام في لبلدين يعارض إقامة مثل هذه القاعدة استنادا إلى حساسيته الشديدة في البلدين من مسالة القواعد العسكرية الأجنبية بعد التجربة السلبية من العهد الشيوعي.