بيروت : قام الجيش اللبناني بتوقيف عناصر مسلحة من القوات اللبنانية التابعة لسمير جعجع كانت تقوم بأعمال التدريب في إحدى قرى كسروان. وقالت مصادر عسكرية إنه تم توقيفهم في بلدة شحتولا الكسروانية حيث كانوا يقومون بأعمال الرماية في المنطقة وقالت المصادر إنه بعد توافر معلومات موثوقة للجيش اللبناني، حول quot;قيام مجموعات عسكرية بإجراء تدريبات عسكرية في وضح النهار في منطقة شحتولا في فتوح كسروانquot;، توجهت قوة عسكرية من quot;فوج المغاويرquot; واستخبارات الجيش اللبناني الى المكان وتبين لها وجود مجموعة من تسعة اشخاص يقومون بأعمال رماية وبحوزتهم أسلحة فردية. وعلى الفور تمّ توقيف عناصر المجموعة وضبطت معهم بنادق quot;ام تي 5quot; وquot;ام 16quot; وquot;ايه كي افquot; ومجموعة مسدسات حديثة من طراز quot;غلوكquot;، بالاضافة الى اجهزة لاسلكية متطورة للغاية.

وأقرّ الموقوفون التسعة بانتمائهم الى جهاز الحمايات في quot;القوات اللبنانيةquot; وتمت مصادرة سيارات الجيب الثلاث التي كانوا يستقلونها وتحمل رقماً واحداً وتمّ دهنها بالبني والاسود. وتم نقل الموقوفين والسيارات الى ثكنة الجيش اللبناني في صربا، وتبين وجود خريطة لمنطقة الرابية في إحدى السيارات، بالاضافة الى صورة شمسية لشخصية سياسية لبنانية بارزة، وquot;مانيكانquot; كانت مسندة على أحد مقاعد احدى السيارات. واعترف ستة من الموقوفين بأنهم كانوا ينتمون قبل حل quot;القواتquot; في العام 1994 الى قوة الصدم التي كانت تضم وقتذاك أكثر من أربعين مقاتلاً، استعادت القوات حوالى الثلاثين منهم، منذ سنة تقريباً، معظمهم كانوا في الخارج وأحدهم مسؤول الامن الشخصي لسمير جعجع في الارز حالياً.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر لصحيفة الاخبار quot;إن مرافقيه يجرون تدريبات دورية كل اثنين من كل أسبوعquot;. وعن وجود خريطة بين أيدي العناصر لمنطقة الرابية حيث منزل النائب ميشال عون قال الضاهر إن الخريطة التي بحوزتهم موجودة على بطاقة دعوة موجهة من جاك صراف لتكريم الإعلامية مي شدياق وفيها دليل الى منزله في منطقة الرابية.لكن الضاهر لم يقدم اجوبة حول التأخر في اكتشاف غياب المجموعة وعدم الحصول على تراخيص بالسلاح والتدريبات والمكان وكذلك حول سبب وجود بعض الوثائق في السيارات، وأيضاً موضوع الارقام الموحّدة للسيارات المصادرة الخ...

وفي وقت لاحق، وبعد ان نفت القوات الخبر الذي بثته امس المنار عادت المستشارة الإعلامية لجعجع انطوانيت جعجع اكدت أن الموقوفين هم ضمن قوة حماية الضاهر، فيما أصدرت الدائرة الاعلامية في القوات بياناً أوضحت فيه أن القوات حزب سياسي يخضع للقوانين ومؤمن بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية دون غيرها. يُذكر أنه راجت شائعات في الايام الاخيرة حول عودة القيادي السابق في القوات غسان توما الى لبنان وتنقله في بعض المناطق الشمالية، لكن مصادر عسكرية لبنانية متابعة نفت هذا الامر، وقالت إنه عار عن الصحة جملة وتفصيلاً.

الشارع يتظاهر
من جانب آخر، نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية في عددها الصادر اليوم خبرا مفاده أن المعارضة بدأت استعدادتها لإطلاق شرارة تحركها نحو الشارع اعتبارا من غد الاربعاء او بعد غد الخميس في ظل فشل الاتصالات لانهاء الازمة الحكومية. لكنها احتفظت لنفسها بتحديد ساعة الصفر لهذا التحرك وكيفية تنفيذه على الارض، ووزعت امس في عدد من مناطق العاصمة والضواحي قصاصات ورق تعلن أن المعارضة حددت ''ساعة الصفر'' لإسقاط الحكومة يوم غد الاربعاء.

واعلن ''حزب الله'' على لسان مسؤول منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق ''اصرار المعارضة على اكمال درب التغيير والتصحيح لانها معنية بانقاذ لبنان من الوصايات الاجنبية وهي بدأت بخطوات عملية وبتهيئة المقدمات للتغيير''. واعتبر قاووق أن رموز 14 مارس استغلوا جريمة اغتيال الوزير الجميل بأبشع انواع الاستغلال السياسي من اجل تصفية حساباتهم مع المعارضة.

الاتحاد الاماراتية:
تطورات جريمة اغتيال الجميل

الى ذلك، وفي عدد اليوم من صحيفة الاتحاد الإماراتية ايضا، أكدت مصادر قضائية متابعة للتحقيق في جريمة اغتيال الجميل أن لا شيء جديداً امكن تحقيقه حتى يوم امس، وقالت: إن التركيز يتمحور حول السيارة التي استخدمها الجناة.

وأوضحت المصادر أنه تبين أن لوحة الأرقام التي تحملها السيارة مزورة وعائدة لمواطن من شمال لبنان، فيما اظهر إحصاء أجرته الدوائر الرسمية أن هناك حوالي الف وخمسمائة سيارة من نفس النوع واللون في لبنان، ولفتت المصادر الى ان التحقيق يركز على مسألة الاحتراف العالي المستوى من قبل المنفذين السافري الوجوه الذين نفذوا الجريمة بدم بارد، وقد اخذت بصمات الجاني الاساسي الذي فتح باب سيارة الجميل بيده وأطلق النار مباشرة من داخلها على رأس وزير الصناعة الراحل وسائقه، ولكن الفوضى التي حصلت بعد الجريمة أدت الى وجود بصمات كثيرة على فتحة الباب، وهذه مسألة تحتاج الى وقت.

وكشفت مصادر امنية مواكبة لسير التحقيق أن الشهود العيان لم يقدموا إفادات نوعية تساعد التحقيق، حتى أن عنصر أمن الدولة الذي غادر سيارة الجميل بعد أن اصيب بهستيريا من الخوف نتيجة ما جرى لم يقدم أي معلومة تفيد التحقيقbull;واكتفت مصادر التحقيق اللبنانية ولجنة التحقيق الدولية بالقول: ''إننا ما زلنا في البدايات الاولية، ولا مؤشرات جديدة يمكن البناء الصلب عليها حتى الآن، ولا خيط سوى السيارة التي استقلها المجرمون تدل على الجناة بعدما التقت احدى الكاميرات الموجودة في إحدى المؤسسات القريبة حين وصولها كما يجري التركيز على صور تقريبية للجناة وفق افادات الشهود.

يذكر أن رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتس اجرى كشفاً حسياً امس على مسرح جريمة اغتيال الجميل على رأس وفد فني من اللجنة، حيث عاين المكان وشوهد يلتقط بعض الاشياء عن الارض حملها معه، واحيطت مهمته بسرية تامةbull;
وتمت تغطية سيارة الجميل بغطاء ابيض تحت خيمة اقيمت في المكان، وقد احيطت بكتل الاسمنت وباسلاك شائكة، كما احيطت الخيمة بشريط أصفر يمنع الصحافيين من الاقتراب اكثر من 150 مترا من مكان الجريمة.