خلف خلف من رام الله: يعيش وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيرتس هذه الأيام صراع بقاء في حزبه العمل، إذ أن مركز الحزب يحاول حسم موعد إجراء الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب وهو ما يرفضه بيرتس محاولاً تأجيل الموضوع قدر المستطاع خوفاً من فقدانه بوصلة الحزب فهو يتعرض لمنافسة شديدة على الزعامة من قبل عامي أيلون وأوفير فينيس، وحسب الإذاعة الإسرائيلية الثانية يمارس بيرتس بكل قوة اتصالاته من أجل إرجاء انعقاد مركز الحزب، كما يؤكد على أنه لا يوجد هناك من يجرؤ على إجراء انتخاباتٍ في شهر أيار العام المقبل، لأن هناك بنداً في دستور الحزب ينص على أن الانتخابات قد تُجرى في غضون 35 شهراً بعد إجراء الانتخابات العامة وليس بعد أربعة أشهر، ودعا بيرتس أعضاء مركز حزب العمل إلى إرجاء الحسم في هذه المسألة بواحد وعشرين يوماً، على أن تبت مؤسسات الحزب فيها، واتخاذ قرار حيال البند الجديد.

ويشار أن زعيم حزب العمل بيرتس قد تمكن من تجنيد دعمٍ واسعٍ له في أوساط حزب العمل، بدءاً بسكرتير الحزب إيتان كابل، وبنيامين بن إليعيزر، ومتان فلنئي، ويولي تمير، ويورام مارتسيانو، وانتهاءً بأفرايم سينه وسكرتير الحركة الكيبوتسية. وفي هذا السياق أعرب سكرتير حزب العمل إيتان كابل عن أمله في أن يتغلب التفكير السليم والمنطق على كافة النزاعات، وأن يتمكن مركز حزب العمل من التوصّل إلى إجماعٍ حول موعد إجراء الانتخابات التمهيدية.

وفي المقابل يقود خصما بيرتس عامي إيلون وأوفير فينيس حملةً لتجديد الدعم لهما، حيث يخططان للتقدّم بطرحٍ يقضي بإجراء الانتخابات التمهيدية لحزب العمل في الثامن والعشرين من أيار القادم، وإغلاق عملية الانتساب للحزب في كانون ثاني القادم، كما أن هناك اقتراحاً آخر تقدم به الوزير شلوم سمحون يقضي بإجراء الانتخابات في شهر آذار القادم، والانتهاء من عملية الانتساب للحزب في الأسبوع القادم. هذا وأكّد المرشح أوفير فينيس على أن أي موعدٍ يتجاوز شهر أيار القادم يُعدّ بمثابة القضاء على حزب العمل الذي سيتحول إلى حلبة للنزاعات غير المتناهية، مما سينتج هشيماً يأكل الأخضر واليابس معاً.

كما تمكّن المنافسان أيلون وفينس من إعداد قائمةٍ تحمل توقيع المئات من أعضاء الحزب للمطالبة بإجراء تصويتٍ سري، وقد حصلا على موافقة سكرتير الحزب على ذلك، ويسود الاعتقاد في أوساط حزب العمل بأنه في حال إجراء الانتخابات في موعدها وعدم تأجيلها، فإن احتمال تحقيق بيرتس النصر ضئيل جداً؛ لأن شعبيته تشهد تراجعاً متواصلاً غير أنه لا يمكن المراهنة على ذلك، حيث احتمال المفاجئات المتواصلة في حزب العمل واردٌ دائماً.