اندريه مهاوج من باريس: شكل مثول رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان امام قاضيي التحقيق جان ماري دهوي وهنري بونس والذي دام 17 ساعة اختبارا فريدا من نوعه في تاريخ القضاء الفرنسي وفي الوقت نفسه مفترقا اساسيا من الناحية النفسية في حياة رجل يعتبر انه كان ضحية كذبة ملفقة ومؤامرة تركت في نفسه جرحا عميقا.

وعشية انصرافه لتمضية عطلية عيدي الميلاد ونهاية السنة برفقة عائلته عبر دو فيلبان عن امله في ان يكون هذا الاختبار صفحة من الماضي في وقت يرى فيه عدد من المراقبين ان اقحام رئيس الوزراء في قضية كليرستريم المتلعقة بتسريب لائحة تبين انها مزورة عن اسماء شخصيات تقاضت عمولات سرية قد يؤثر بشكل جدي على حظوظه في خوض معركة رئاسة الجمهورية في الربيع المقبل.

ومع ان دو فيلبان مثل امام القضاء كشاهد لا كمتهم فان هذه القضية قد تكون بداية لاخراجه من الحياة السياسية من الباب الضيق امام صعود نجم منافسه الرئيسي في حزب الغالبية الحاكمة نيكولا ساركوزي المرشح الوحيد حتى الان الى الانتخابات الرئاسية عن الحزب المذكور. وقد اعترف دوفيلبان ضمنا بانقلاب قضية كليرستريم لمصلحة ساركوزي عندما اشاد بميزات الاخير كرجل دولة قائلا انه سيلتزم بكل ما سيقرره حزبه من دون ان يعلن صراحة عن تخليه عن احتمال خوض معركة الرئاسة.

ولكن ومع اقتراب تاريخ 14 يناير كانون الثاني الذي سيختار فيه الحزب الحاكم مرشحه الرسمي كثف ساركوزي تحركه الداخلي بين مختلف تيارات الحزب لكي يضمن لنفسه تاييدا واسعا على حساب دو فيلبان ووزيرة الدفاع ماري ميشال اليوت التي ستعلن قرارها بشان ترشحها بعد عطلة الاعياد. وقد حصل ساركوزي اخيرا على تاييد عملاقيين من الحزب وهما وزير الخارجية فيليب دوستي بلازي ورئيس الحكومة السابق جان بيار رافاران. فيما اظهر رئيس الحكومة الاسبق الن جوبيه ميلا دعما واضحا لترشيح ساركوزي بقوله امام منتدى للحزب قبل ايام ان القطيعة مع الماضي قد تبدو ضرورية. وشعار القطيعة مع الماضي اطلقه للتذكير نيكولا ساركوزي بالذات.

وازاء محاصرته قضائيا وسياسيا اراد دو فيلبان ان يعطي صورة ايجابية عن مسيرته السياسية مؤكدا ان لكل رجل مكان في الحياة السياسية ولكل واحد دوره فرئيس الحكومة اضاف دو فيلبان يجب ان يضع نفسه في خدمة المصلحة العامة وان يكون فوق كل الصراعات والمعارك الحزبية والفئوية كانه يريد بذلك ان يبعد عن نفسه الكاس المرة على الاقل الحفاظ على الامل ما دام الحزب لم يختر نهائيا مرشحه.