أولمرت في شرم الشيخ يوم الرابع من يناير المقبل
مبارك يلتقي عباس ويوفد وزير خارجيته لإسرائيل
نبيل شرف الدين من القاهرة : مرة أخرى تنشط الدبلوماسية المصرية على صعيد ملف قضية الشرق الأوسط، فبعد الترتيبات التي أدارتها القاهرة في الكواليس، لعقد اللقاء الأخير بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، تشهد القاهرة ثلاثة أحداث مهمة ذات صلة بالمساعي المصرية لاستئناف عملية السلام مجدداً بين الفلسطينيين وإسرائيل، هي لقاء الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، واللقاء الآخر المرتقب بين مبارك وإيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، والزيارة التي قام بها اليوم الأربعاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى إسرائيل .
وفي سياق متصل أوضحت مصادر دبلوماسية في القاهرة أنها ستطرح على الفلسطينيين ورقة عمل حول مختلف القضايا، يتصدرها التأكيد على حرمة الدم الفلسطيني، وتوحيد وسائل الكفاح لتأسيس الدولة الفلسطينية بدلاً من استخدامه في إراقة الدماء الفلسطينية، وكذلك رؤية مصرية حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها، والتوصل إلى صفقة لإطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية .
ثلاثة أحداث
أما الحدث الأول فهو اللقاء الذي جرى صباح اليوم الأربعاء بين مبارك ومحمود عباس، الذي وصل إلى القاهرة قادما من العاصمة الأردنية، في زيارة إلى مصر تستغرق يومين، أطلع خلالها عباس الرئيس المصري على آخر التطورات الفلسطينية وخاصة على ضوء اللقاء الذي عقده مساء السبت الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وما تم الاتفاق عليه خلاله من إجراءات لتخفيف القيود المفروضة على الشعب الفلسطيني والإفراج عن جزء من الأموال الفلسطينية المستحقة لدى الجانب الاسرائيلي .
يرافق عباس خلال زيارته إلى مصر كل من : محمد دحلان وزير الأمن الداخلي السابق وعضو المجلس التشريعي، ونبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية .
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أطلع الرئيس المصري خلال اتصال هاتفي بينهما على نتائج مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الذي سبق تلك المباحثات .
وفي القاهرة أعلن مصدر سياسي أن مبارك سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في الرابع من كانون الثاني (يناير) المقبل في شرم الشيخ لبحث اخر تطورات القضية الفلسطينية، وأشار المصدر نفسه إلى أن وزير الخارجية المصري الذي توجه صباح الأربعاء إلى إسرائيل، يذهب حاملا معه دعوة من الرئيس مبارك إلى إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة مصر .
ومضى المصدر ذاته قائلاً إن المحادثات بين مبارك واولمرت ستتناول التطورات في الاراضي الفلسطينية والافراج المتوقع عن الأسرى الفلسطينيين في ضوء الاجتماع الاخير مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .
صواريخ غزة
وأشار المصدر المصري إلى أن محادثات مبارك وأولمرت، سوف تتناول أيضا إعلان إسرائيل تخفيف قيودها على تحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية، في ظل ما تردد حول اقتراح منسوب إلى الإدارة الأميركية بإطلاق خطة سياسية جديدة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، تستند إلى إقامة دولة فلسطينية خلال عامين، قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش .
وفي بيان صحافي أصدره وزير الخارجية المصري قبل مغادرته القاهرة متوجهاً إلى إسرائيل، أشار أحمد أبو الغيط إلى quot;أن استمرار إطلاق الصواريخ من قبل بعض العناصر الفلسطينية غير الملتزمة يتعارض مع المصلحة الفلسطينية العليا ويعطي ذريعة للجانب الاسرائيلي للعودة الى منطق القوة، بما سيؤدي في النهاية إلى انهيار وقف اطلاق النار والعودة إلى دائرة العنف المفرغةquot;.
ولفت الوزير المصري إلى اهمية الحفاظ على الأجواء الايجابية التي بدأت تتبلور بين الجانبين، عقب اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .
ودعا أبو الغيط في بيانه إلى ضرورة مواصلة الحوار بين الجانبين واتخاذ خطوات ملموسة من شأنها تحسين الظروف المعيشية والأمنية للفلسطينيين، بما يؤدي الى توسيع وقف إطلاق النار ليشمل كافة الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية .
تجدر الإشارة إلى أن لقاء عباس أولمرت الأخير، أسفر عن قيام إسرائيل بتحويل 100 مليون دولار من أموال الضرائب والجمارك التي تحتجزها والتي كانت مستحقة للسلطة الفلسطينية .
التعليقات