حرب الفقراء في الصومال تنذر ببؤرة إرهاب جديدة
انهيار المحاكم الإسلامية أسرع مما كان متوقعاً
نبيل شرف الدين من القاهرة : في تقرير بثته على موقعها الالكتروني، قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، إن ميليشيات المحاكم الإسلامية في الصومال انهارت بأسرع مما كان يتوقع المراقبون قبيل اندلاع المعارك الحالية منذ أسبوع مع القوات الإثيوبية التي تساند الحكومة الانتقالية، في ما يلوح المزيد من نذر عدم الاستقرار في ظل إمكانية لجوء الميليشيات الإسلامية المهزومة للإرهاب، وتنفيذ العمليات الانتحارية وتكتيكات حرب العصابات على غرار ما يجري في أفغانستان والعراق حالياً .
وبينما أفادت التقارير الإخبارية الواردة من الصومال بسقوط مدينة (جوهر) الرئيسة في أيدي القوات الحكومية الصومالية المدعومة من إثيوبيا، فقد نقل مراسل لوكالة (رويترز) عن شهود عيان قولهم إن السكان المحليين خرجوا من منازلهم، ورحبوا بالقوات الحكومية التي تدعمها الدبابات الإثيوبية، وهي تلاحق ميليشيات الإسلاميين وسط أصوات الرصاص، التي كانت تنطلق من كل مكان في المدينة القريبة من العاصمة الصومالية .
انهيار المحاكم
ونقلت شبكة quot;NBCquot; الأميركية عن سكان محليين في المدينة الواقعة على بعد نحو 75 كم من العاصمة مقديشيو، قولهم quot;إن القوات الحكومية الصومالية والإثيوبية أجبروا مقاتلي ميليشيات المحاكم الإسلامية على التراجع بعدما سقط مطار مدينة جوهر في أيديهم، والذي يبعد نحو 15 كيلومترا عن قلب المدينة المهمةquot; .
وأشارت الشبكة إلى أن هناك اشتباكات طاحنة تدور اليوم الاربعاء في المدينة بين القوات الصومالية والإثيوبية من جهة وقوات المحاكم الإسلامية من جهة أخرى .
واندلعت المعارك بين قوات المحاكم الإسلامية ، والقوات الصومالية والإثيوبية فجر الأربعاء الماضي على مشارف مدينة بيداوى - المقر الموقت للحكومة الانتقالية - بعد انتهاء المهلة التي حددتها المحاكم الإسلامية للقوات الإثيوبية لمغادرة الصومال .
وفي سياق تغطيتها الميدانية لتطورات المشهد الصومالي الملتهب قالت (نيويورك تايمز) إن عناصر ميليشيات المحاكم الاسلامية قد تقهقرت اليوم على عجل لمعقلها في العاصمة الصومالية مقديشو .
وأضافت أن عناصر ميليشيات المحاكم الاسلامية الذين بدوا في مستهل الحرب كمقاتلين محترفين تصعب هزيمتهم عندما استولوا على مقديشو في شهر يونيو الماضي باتوا الآن كأشخاص لاحول لهم ولاقوة وعاجزين عن وقف التقدم السريع لقوات الحكومة الانتقالية الصومالية المدعومة بالقوات الاثيوبية .
حمامات الدم
ومضت الصحيفة الأميركية ترصد تساقط البلدات والمدن التي كانت تسيطر عليها ميليشيات المحاكم الاسلامية منذ نحو اسبوع في ما تندفع الآن قوات الحكومة الانتقالية صوب مقديشو ، داعية عناصر هذه الميليشيات إلى الاستسلام وإلقاء السلاح .
ووفقاً لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، فإن رفض ميليشيات المحاكم الاستسلام، قد فُسر باعتباره نذيرا بتكثيف هؤلاء المقاتلين لأساليب وتكتيكات حرب العصابات والعمليات الانتحارية وهي اساليب وتكتيكات استخدموها بالفعل وإن كان من المتوقع اتساع نطاقها عقب التطورات الاخيرة على ساحة المعارك الطاحنة في الصومال .
ومع التأييد الظاهر للآلاف من سكان العاصمة الصومالية مقديشو لميليشيات المحاكم، فقد نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مراقبين قولهم إن محاولة القوات الاثيوبية الاستيلاء على هذه المدينة المكتظة بالسلاح ستسفر عن مجزرة رهيبة، وحمام دم هائلquot;، حسب الصحيفة الأميركية .
وكان إسماعيل هورة وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية الصومالية أعلن أن القوات الحكومية والإثيوبية مستمرة في عملية زحف واسعة على كافة مناطق مقديشو .
يذكر أن المعارك كانت قد اندلعت يوم الأربعاء الماضي بين قوات المحاكم والقوات الموالية للحكومة المدعومة من إثيوبيا على مشارف بيداوى - المقر الموقت للحكومة الانتقالية - بعد انتهاء المهلة التي حددتها المحاكم الإسلامية للقوات الإثيوبية لمغادرة الصومال .
العفو وإلقاء السلاح
على صعيد متصل بالتطورات المتلاحقة في الصومال، قال عبد الرحيم ديناري المتحدث باسم الحكومة الصومالية الموقتة، إنه دعا المحاكم الإسلامية إلى إلقاء السلاح، وعرض عليها العفو العام في حالة تلبيتها هذه الدعوة وتفضيل الحوار بحثا عن حل سلمي للأمة الصومالية .
وطلب المتحدث ممن أسماهم بالإرهابيين الأجانب الذين يحاربون في صفوف اتحاد المحاكم بمغادرة البلاد ، ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا) عن المتحدث قوله في هذا الصدد : نطلب من الإرهابيين الأجانب مغادرة بلادنا والسماح للصوماليين بالبحث عن سبل لتحقيق السلام والمصالحة بينهم .
وأكد ديناري أن القوات الحكومية ستواصل سيطرتها على المزيد من المناطق، وأنها تقابل بالترحاب من جانب مواطني تلك المناطق الذين أعربوا عن ارتياحهم لمغادرة المقاتلين الأجانب وانسحابهم من بلداتهم .
التعليقات