شرب آخر فنجان قهوته الى دم واغتيال وقضى
رفيق الحريري .. قوة انكار تصنع العجائب

بلقيس دارغوث من صيدا: على هذه الطاولة تناول رفيق الحريري آخر شفة من فنجان قهوته وتوجه بخطى لا تمتاز عن غيرها الى سيارته عائدا الى بيته فيما كان المجهول يتربص به على بعد مئات الأمتار، أول ما يتبادر الى الذهن هو quot;ماذا لوquot; يعرف الانسان ماذا سيصيبه ما الذي quot;كان من الممكن ان يفعلهquot;، الجواب quot;قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لناquot;، ولكن الفرق في quot;قصةquot; رفيق الحريري انه كان يعرف نهايته لكن قوة الانكار quot;تعمل العجايبquot;. كان مدركا تماما للتهديدات وكان يعلم انه سيتم اغتياله لكنه لم يصدق ان الجرأة او الوقاحة او الجهل قد يدفع بأصحاب التهديد إلى تنفيذ اغتياله فعليا وفي منتصف النهار وفي قلب بيروت.

لم يتحدوا رفيق الحريري واسم رفيق وثقله لبنانيا وعربيا ودوليا، تحدوا مسار بلد وشعب ومنطقة وإقليم، يودون تغيير مجرى التاريخ فلنر التاريخ الذي سيخطوه. في مؤتمره الصحافي، تكلم سعد الحريري وقال آن الأوان لنراجع أنفسنا ماذا حدث في السنة الفائتة ماذا حققنا وماذا خسرنا، خسرنا الكثير والكثيرين، وماذا حققنا؟ لا شيء... صفر.

سنة الآن مرت على يوم اغتيال رئيس الوزراء، الراحل وليس السابق، رفيق الحريري .. والبلد مكانك راوح، يمر من أزمة الى أخرى ومن منعطف إلى آخر وزعماء الأحزاب والطوائف يمسكون لجام quot;القواعد الشعبيةquot; المحتقنة طائفيا ومذهبيا سنيا وشيعيا ومسيحيا ودرزيا فيما البعض الآخر لا يكف عن التحريض.

الطائفة السنية ما زالت مكلومة ومصدومة وتشعر بأنها مستهدفة منذ الأزل، والطائفة المسيحية وجدت في اغتيال الحريري النقطة التي فاض بها الكيل بعد سلسلة الاغتيالات السياسية التي تعرض لها لبنان منذ الأزل، والطائفة الدرزية كذلك الأمر، فيما الطائفة الشيعية وجدت نفسها في خندق مع أقليات هنا وهناك مدعومة quot;بالإمتداد السوري الايرانيquot; المجهول المصير حاليا في ظل الضغوطات الدولية .

إيلاف جالت في صيدا الليلة، مسقط رأس الشهيد حيث شهدت حركة نشطة نسبيا في المدينة وسيارات تدور في شوارع الاحياء والمناطق داعية اهالي المدينة للتجمع في عدة مراكز للانطلاق غدا عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (7 تغ) للمشاركة في يوم الوفاء للشهيد، وعلمت quot;إيلافquot; من مصادر مقربة من أل الحريري ان هناك توجيها عاما للمحافظة على سلمية التجمع غدا وأن هناك جهازا أمنيا متكاملا للسيطرة والحفاظ على هدوء التجمع وليس التظاهرة كما صرحت مصادر مطلعة لإيلاف، الليلة حيث تنعقد اجتماعات في مراكز تيار المستقبل في المدينة لتسهيل أمور الراغبين في المشاركة في التجمع غدا.

ومن المقرر ان يتجمع المشاركون عند ضريح الشهيد في ساحة الشهداء او الحرية كما أطلق عليها لاحقا للوقوف دقيقة صمت عند الساعة 12:55 بتوقيت بيروت اي ساعة اغتيال الراحل، ومن ثم ستلقى بعض الكلمات بمناسبة التجمع رفضت المصادر الافصاح عن هوية من سيتلوها من آل الحريري تحسبا.

وأضافت المصادر ان التجمع لن يتخطى ساحة الشهداء وانه تم التنسيق مع قوى الأمن لمنع اي اشكالات فردية بعد ان quot;تعلمت درسا مما حصل في الأشرفيةquot; على حد تعبيره.