التحالف مع النظام السوري وإيران يحدد مواقفه
تقرير دبلوماسي أوروبي: هذه سياسة quot;حزب اللهquot;
quot;إيلافquot; من بيروت : حدد تقرير دبلوماسي أوروبي تسرب إلى بيروت المسار السياسي الذي ينتهجه quot;حزب اللهquot; ودوره وأهدافه، ليخلص إلى أن هذا الحزب رهين تحالفاته مع إيران والنظام السوري خصوصاً.وورد في التقرير أن الحزب الشيعي وافق أساسا على المشاركة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة quot;بالتفاهم التام مع دمشق وطهرانquot; ، في محاولة لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي: السعي إلى تجميد تطبيق القرار الدولي رقم ١٥٥٩ فعليا وخصوصا في ما يتعلق بتجريده من أسلحته، تأمين حماية داخلية لبنانية للنظام السوري في وجه الضغوط الدولية المختلفة التي يتعرض لها وبذل كل الجهود لمنع أحالة ملف جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على محكمة دولية، وتأمين حماية رسمية ووطنية للحزب في مواجهة الضغوط الدولية عليه، والسعي الى التأثير في مختلف القرارات الداخلية والخارجية التي تتخذها هذه الحكومة.
وكشف التقرير ان مشاركة quot;حزب الله quot; في الحكومة اللبنانية تصبح غير مجدية وغير ملائمة للحزب إذا حدثت التطورات الرئيسية الآتية:
أولا- اذا ما تزايدت الضغوط الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد نتيجة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري وواجه ذاك النظام تهديدات جدية. فعند ذلك يمكن ان يفجر الحزب أزمة حكومية لبنانية لأن قيادته، وفقا للتقرير، تتصرف فعليا وإن في صورة غير معلنة على أساس ان quot;حزب اللهquot; هوquot;سلاح احتياطيquot; لسورية ، لا بل أنه لا يزال جزءا من الاستراتيجية السورية في المنطقة رغم الانسحاب العسكري السوري من لبنان. لذلك يريد هذا الحزب الاحتفاظ بحرية الحركة والمناورة، وان يظل لاعبا له خصوصيته داخل حكومة السنيورة، وكذلك الاحتفاظ بكل قدراته وعدم السماح للسلطات اللبنانية بتجريده من أسلحته، كي يكون قادرا على الوقوف بجانب سورية اذا ما شعر نظامها بأنه في خطر او يواجه مأزقا كبيرا.
ثانياً- ان quot;حزب اللهquot; حريص على علاقاته المتعددة الجانب مع ايران، الا ان الروابط الاستراتيجية بينه وبين طهران تدعمت أكثر من اي وقت مضى، بعد الانسحاب السوري من لبنان وفوز محمود احمدي نجاد بالرئاسة الايراني، خصوصا ان نجاد يريد تنشيط quot;الدور الثوريquot; لإيران في المنطقة ، ويساعد في ذلك ان وزير الدفاع الايراني الجديد مصطفى محمد نجار أشرَفَ على علاقات ايران مع quot;حزب اللهquot; حين كان مسؤولا في quot;الحرس الثوريquot;، وعلى هذا الأساس يريد الحزب الاحتفاظ بأسلحته وقدراته الحربية
كاملة لاستخدامها في حال تعرضت المنشآت النووية الايرانية لهجمات اميركية او اسرائيلية. وسينسحب الحزب من الحكومة اذا كان وجوده فيها يعرقل مثل هذا التوجه.
ثالثاً- اذا ما تبنت الدول الكبرى رسميا وفعليا وجهة نظرموفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود- لارسن المكلف تنفيذ القرار1559 والقائل ان المقاومة المسلحة فقدت شرعيتها نتيجة الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية عام 2000 ، واذا ما اتفقت الدول الكبرى، لأسباب مرتبطة بمسار علاقاتها مع ايران او مع سوريا، على ضرورة وضع آلية محددة او برنامج زمني واضح وملزم لتجريد الحزب من أسلحته، فإن الحزب سيرفض بالطبع هذا القرار وينسحب من الحكومة.
وذكرت مصادر دبلوماسية غربية ان بعض مسؤولي الحزب يرددون في مجالسهم ان لبنان سيدفع ثمن اي مواجهة بين الحزب والسلطات وستغرق البلاد في الفوضى، وان الجيش اللبناني يمكن ان يتعرض للانقسام اذا ما جرت مساعٍ لنزع سلاح المقاومة بالقوة.
ويرى التقرير ان العوامل الخارجية ومتطلبات التحالف مع دمشق وطهران هي التي توجه فعليا مسار quot;حزب اللهquot; أكثر من العوامل اللبنانية الداخلية.
التعليقات