الرياض ndash; مركز الترجمة: القرار الذي اتخذته الإمارات العربية المتحدة الخميس الذي يقضي أن تنهي هيئة موانئ دبي سيطرتها على موانئ الولايات المتحدة يبين وصول العلاقة بين الرئيس جورج بوش وأعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى أدنى درجاتها.وكان الرئيس بوش قد حذّر مراراً من أن إلغاء هذه الصفقة يمكنه أن يحمل رسالة مميزة إلى العالم, كما كرّر تهديده بأن ينقض أي تشريعٍ يُقرّه الكونغرس.
ولكن مع نسبة التأييد العامة التي سجّلت مستويات منخفضة قياسياً وتخلي حزبه الجمهوري عنه, توصّل واحدٌ من أقرب الحلفاء للولايات المتحدة في العالم العربي إلى أن بوش لم تعد له تلك السيطرة في واشنطن.
وعلى الأرجح أن يكون الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ndash; حاكم دبي ndash; قد اتخذ هذا القرار ليتفادى ردة الفعل السياسية التي أصابت واشنطن الشهر الماضي, وليتجنب أي ضرر قد يصيب العلاقات الدبلوماسية والأمنية بين البلدين, لكنه أكّد على أن بوش ndash; الذي بقيت ثلاث سنوات على ولايته الثانية ndash; بات ضعيفاً لدرجةٍ خطيرة.
وأشار دينيس هاسترت ndash; المتحدث الجمهوري باسم البيت الأبيض وأحد المساندين والمؤيدين لبوش في الكونغرس ndash; إلى أنه لا يمكنه أن يتراجع عن معارضة تلك الصفقة, وقال: quot;نحن نريد حماية الشعب الأميركي وسنستمر في ذلك.quot;
quot;هناك مبادرة جمهورية حالياً تقول {أَبعَدْنا الجحيم عن هذا المكان}quot;, كما يقول فرانك لوتينبرغ ndash; العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ من ميناء ولاية نيو جيرسي.
أصبح تَملُّك شركة عربية لخمس محطات طرفية أميركية هدفاً لسيل من الخوف والغضب الأميركي. وبينما أكد المسؤولين في الإدارة وخبراء أمن الميناء على أنه لا توجد مخاوف أمنية يمكنها أن تتزايد في حال نقل منشآت الميناء من شركة بريطانية إلى شركة دبي, ذكر أعضاء من الكونغرس أنهم تلقوا رسائل ومكالمات هائلة من أميركيين غاضبين بسبب الصفقة.
وكان وعد الحكومة بإعادة فتح تحقيق أمني وطني بشأن الصفقة إضافةً إلى الجهد الذي بذلته هيئة موانئ دبي في تنسيق العلاقات العامة, بدا وكأنه يشعل نار الغضب.
بعد أكثر من أربع سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر توحّدت مجموعة من المخاوف على مكانة أميركا في العالم؛ إذ تكاتف أنصار الحماية التقليديون القلقون بشأن التملك الأجنبي لأصول أميركية مع الصقور الذين حذّروا من إمكانية تسرب الإرهاب حتى عن طريق حليف عربي مقرّب كدولة الإمارات العربية المتحدة.
خاص بإيلاف
Financial Times
Edward Alden and Holly Yeager
التعليقات