الياس توما من براغ : ارتفعت شعبية الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس إلى 74% بعد أن كانت في شهر كانون الثاني يناير الماضي بحدود 69% .وأكد استطلاع حديث للرأي نشر هنا اليوم أن الرئيس كلاوس يحظى بالثقة الأكبر بين المواطنين يليه وزير الثقافة التشيكي فييتزلاف يانداك ثم وزيرة التعليم بيترا بوزكوفا أما رئيس لحكومة ييرجي باروبيك فقد حل رابعا في قائمة السياسيين الأكثر شعبية .
ويؤكد الاستطلاع أيضا أن مجلسي النواب والشيوخ في تشيكيا لا يحظيان كثيرا بثقة الناس إذ لا يثق بمجلس النواب سوى 29% من الناس في حين تتراجع النسبة إلى 26% بالنسبة لمجلس الشيوخ .
وبالتوازي مع هذا الاستطلاع حول شعبية السياسيين عكست استطلاعات أخرى للرأي بان الحزب المدني اليميني المعارض الذي ساهم في تأسيسه الرئيس كلاوس ويترأسه فخريا إلى اليوم يتجه للفوز بالانتخابات النيابية التي ستجري في البلاد في حزيران القادم غير انه لن يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده بل سيحتاج إلى تشكيل حكومة ائتلافية ولذلك فان مسالة نجاحه بالوصول إلى الحكم ستتوقف على النتائج التي ستحققها الأحزاب الأخرى .

ووفق الاستطلاعات الحديثة فان الحزب المدني يمكن له أن يحصل على مابين 5و28%ــــ 30% من أصوات الناخبين يليه الحزب الاجتماعي الديموقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يمكن له أن يحصل على 23% من الأصوات أما أقوى حزب ثالث في البرلمان الجديد فسيكون الحزب الشيوعي التشيكي المعارض الذي يتوقع أن يحصل على نحو 18% ثم حزب الشعب أو الاتحاد المسيحي الديموقراطي .
كما سيتمكن لأول مرة حزب الخضر من الوصول إلى المقاعد النيابية وفق هذه الاستطلاعات لأنه سيتمكن وعلى خلاف المرات السابقة من تجاوز نسبة الخمسة بالمئة اللازمة للوصول إلى المقاعد النيابية .
ويقول محللون في براغ إن الحزب الشيوعي والخضر والشعب ستلعب الدور الحاسم في مسالة بقاء الحزب الاجتماعي في الحكم لدورة قادمة أو إيصال الحزب المدني لأنه من دون هذه الأحزاب أو بعضها لن يتمكن أيا منهما من تشكيل حكومة بمفرده.

ويتواجد الحزب الاجتماعي في موقف اكثر صعوبة من منافسه القوي الحزب المدني لأنه لا يستطيع الدخول في ائتلاف صريح مع الحزب الشيوعي من جهة ولان حزب الشعب وحزب الخضر أعلنا بشكل واضح أنهما لن يدخلا حكومة تعتمد على دعم الشيوعيين من جهة أخرى مما يعني ميلهما إلى الحزب المدني الذي إذا ما تمكن من تشكيل حكومة بعد الانتخابات القادمة فانه سيضع حدا لحكم الاجتماعيين الديموقراطيين استمر ثمانية أعوام نجح خلالها في إيصال بلاده إلى حلف الناتو والاتحاد الأوربي وفي تحقيق نسبة نمو اقتصادي مرتفع بلغ 6% واخرج البلاد من الأزمات الحادة التي كانت تتواجد فيها زمن حكومة الحزب المدني قبل عام 1998 غير أن الفضائح العديدة التي رافقت حكمه جعلت شعبيته تتراجع بشكل ملموس
وقد نجح رئيس الحكومة الحالي ييرجي باروبيك في رفع شعبية حزبه خلال اقل من عام غير أنها لم تصل بعد إلى مستوى شعبية الحزب المدني المعارض .