خلف خلف من رام الله: صرح أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني المنتهية ولايته اليوم أنه بالرغم من فوز حماس في الانتخابات والوصول للسلطه، إلا أن إسرائيل لا زال لديها شريك للمفاوضات لو رغبت في التوصل لعملية سلام حقيقية. وأوضح قريع أن التحركات الأحادية الجانب من شأنها أن تفاقم العداء بين الطرفين، وبحسب رئيس الوزراء الفلسطيني المغادر، فإن الفلسطينيين إذا رأوا نوايا إسرائيلية صادقه لدفع عملية السلام، فحتى حماس لن تملك الخيار وستكون طرفا في العملية وستدعمها.
وفيما يتعلق بالشأن الإسرائيلي وتشكيل حكومة ائتلافيه إسرائيلية قال قريع: الائتلاف شأن إسرائيلي، لكن أتمنى أن تتمكن الحكومة المشكلة من تحقيق السلام. حين أقول سلام فأنا أعني اتفاقية سلام متبادلة وليس تحركات أحادية الجانب.
وتابع قائلاً: الحلول الأحادية هي أحادية أكثر من كونها حلول. فهكذا حلول تعني أن الطرف الآخر غير راضي. وحين يكون الطرف الآخر غير راضي فلم يتم تحقيق شئ، حتى لو هذه الحلول خلقت نوع من الواقع استمر لخمس أو عشر أو 15 سنه، وقال قريع: السؤال هو ماذا سيحدث بعد ذلك. الأحادية لم تكن أبداً الحل المثالي.
وفي تقدير قريع فأن الفلسطينيين والإسرائيليين يدركون أن الخطوات المتخذة استناداً إلى القوه ومبدأ الأحادية لا تساهم في وقف العنف، بل على العكس، فقط تزيد من حدة العداء وانعدام الثقة بين الطرفين. وقال قريع: الناس بحاجة لشيء مختلف، لسياسة مختلفة، لمواقف مختلفة. أتمنى أن تتوصل إسرائيل لإئتلاف قائم على مبدأ السلام، والسلام الحقيقي الوحيد هو ما يتحقق من خلال الاتفاق المتبادل، حتى يتنسى لمناصري السلام في الطرفين إيجاد ما يناضلون لأجله ويحرسونه.
quot;نحن مستعدون للدخول مباشرة إلى مفاوضات حقيقية ولسنا بحاجة للبدء من الصفر. ففي محادثات طابا ، على سبيل المثال، تم تسجيل تقدم مهم في مسائل كثيرة لذا نستطيع الاستناد على ما تم تحقيقه في طاباquot;. قال قريع.
وفي رده على سؤال لصحيفة يديعوت الإسرائيلية إن كانت غالبية الإسرائيليين أصبحت بعد الانتخابات الفلسطينية، ميالية أكثر للشك والاشتباه: وان كان الفلسطينيين مستعدين لمفاوضات جادة مع وجود حماس في السلطة؟ قال قريع: لا اتفق مع ذلك. فلأجل أن تجذب اهتمام الرأي العام وجميع الأطراف إلى عملية السلام لتحصل على الدعم المطلوب لها، يجب أن نظهر أن هناك شيء ما في المقابل، أي أن هناك نية إسرائيلية حقيقة للمضي قدما باتجاه السلام. وأسهب قريع قائلا: من جهتنا، حين يرى الناس ، بما فيهم حماس، أن هناك تقدم ، أي أن هناك نوايا جادة عند الطرف الإسرائيلي، فكل احد سيدعم هذا التحرك. ولكن ان لم يكن هناك أمل، مع استمرار سياسية العقاب الجماعي،و البناء في المستوطنات، وبناء الجدار الفاصل، فبالتأكيد سيشعر الناس أن لا مجامل للمفاوضات.
وأكد قريع أن لدى الطرف الفلسطيني استعداد ورغبة كاملين للدخول في محادثات دبلوماسية جادة. قائلا: رئيس السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية على استعداد تام وفوري للدخول في هكذا مفاوضات. والفرضية القائله بغياب الشريك هي خاطئة. الشريك موجود ومستعد وقادر، لكن السؤال المطروح هو حول إمكانية وجود حل حقيقي وعلى إي شئ ستركز هذه المحادثات. هل هناك نوايا حقيقية للتوصل لحل؟.
وفي رده على سؤال حول كيف يرى مستقبل الشعب الفلسطيني في الفترة المقبلة، مع توجه العالم نحو مقاطعة حكومة حماس ووقف المساعدات للفلسطينيين بسبب حماس؟ فلا يعرف موظفي السلطة الفلسطينية كيف سيحصلون على رواتبهم في نهاية الشهر.
قال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتهية ولايته: مما لا شك فيه لو أن العالم اختار المقاطعة ووقف المساعدات، فهذا سيؤدي لنتائج سلبية على الشعب الفلسطيني وسيحول المهمة التي تقوم بها قيادتنا إلى مهمة صعبة للغاية، نحن مرتبطون باتصالات مع عناصر متعددة في العالم لأجل التوصل لقاعدة تفاهم وتخفيف حدة المواقف، في محاولة لضمان استمرارية المعونات والدعم الأجنبي.
وأختتم قريع حديثه قائلاًً: لكن بخصوص الرواتب، حتى في فترة وجودنا نحن في السلطة، كنا نواجه صعوبات كل شهر في دفعها. هذا الوضع ، للأسف، متوقع أن يستمر. وفي نفس الوقت، تستمر القيادة الفلسطينية بجهودها واتصالاتها مع العالم كافة للتوصل لحلول للمشاكل الاقتصادية، وضمان استمرار الدعم العالمي.