فالح الحمراني، اندريه مهاوج: تباينت التقيمات الروسية بصدد نتائج الاجتماع السداسي في موسكو بشان البرنامج النووي الايراني. البعض من المراقبين رصد فيه بانه كان محفلا للاتفاق على شن الحرب على ايران، وان الجميع مقتنع بحتميتها، والاخر بانه فاتحة للتسوية السياسية. ويذكر ان كافة المصادر اشارت الى ان الاجتماع الذي شارك فيه نواب وزراء خارجية روسيا واميركا والصين والثلاثي الاوربي، الذي يضم فرنسا وبريطانيا والمانيا، لم يسفر عن اتفاق بشان التعاطي الجماعي مع القضية الايرانية، علما بان الاجتماع ياتي عشية اجتماع مجلس الامن الدولي للعودة لمناقشة البرنامج النووي

  • لاريجاني في موسكو لبحث الملف النووي

    بلير لتوجيه رسالة واضحة وموحدة إلى إيران

  • ماركل تسعى لمفاوضات مع طهران
  • الايراني. ووفقا لمصادر قريبة من المباحثات فان الخلاف الرئيسي خلال الاجتماع كان بين موسكو وواشنطن.

    وعلى الصعيد الرسمي فان موسكو توحي بوجود امكانية للتسوية السياسية للملف النووي الايراني، وحتى ثمة تسريبات من الجانب الروسي، تؤكد ان ايران ستعلن في اجتماع مجلس الامن عن قرارها بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل السماح لها بمزوالته في دولته اجنبية، وحتى ان هناك اشارة الى ان الدولة المعنية ستكون كازاخستان.وقال رئيس الدراسات السياسية في روسيا فلاديمير ارلوف ان الحديث دار في الاجتماع السداسي عن ايران ستعلن في 28 الشهر الحالي بانها مستعدة لوقف عمليات تخصيب اليوراتيوم طوعيا من 5 الى 10 سنوات مقابل حصولها على حق النخصيب خارج حدودها. وكان سفير ايران لدى روسيا غولام رضا انصاري قد اشار عشية الاجتماع السداسي قد اعلن ان بلاده مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية منوها بان المباحثات بين موسكو وطهران بشان اقامة مؤسسة مختلطة لتخصيب اليورانيوم لصالح ايران في روسيا هي مباحثات ودية وان الاقتراح الروسي من وجهة نظر طهران يوفر فرصة جيدة لحل المشكلة النووية الايرانية.

    من ناحيتها اعتبرت صحيفة كوميرسانت الصادرة اليوم في موسكو ان العالم باسرة مستعد للحرب على ايران. وحسب تقديرها فان الجميع معنيين اليوم بالحرب، وان امريكا مرغمة عليها تخوفا من فرض ايران هيمنتها على العراق وافغانستان وافساد خطة واشنطن باعادة ترتيب الخارطة السياسية في الشرق الاوسط. وتقول الصحيفة ان الرئيس بوش يرى ان الاطاحة بالنظام الايراني مهتمه التاريخية، قبل الرحيل عن منصبه.وحتى ايران براي الصحيفة، تريد هذه الحرب. فطهران على قناعة بعجز الولايات المتحدة الاميركية عن اطاحة النظام الاسلامي اضافة الى ان الحرب ستصب في مصلحة النظام القائم. والامة الايرانية تلوح الان اكثر تلاحما مما كانت علية قبل عامين، وخفت صوت المعارضة امام التهديد الاجنبي.والصين بدورها لن تعارض الحرب ضد ايران، لانها ستستغل انشغال اميركا هناك لاستعادة تايوان.

    وقالت الصحيفة ان المشكلة الوحيدة ان كافة الاطراف لاتريد البدء في الحرب على ايران الان، لان على الصين البحث عن موارد ثابتة للنفط، واميركا لكسب الراي العام. واللافت ان الصحيفة لم تشر الى مدى اهتمام روسيا والاتحاد الاوربي ودول اللخليج العربية بهذه الحرب. فهذه الاطراف اعربت عن هواجسها من تداعيات حرب جديدة في المنطقة، ومن المستبعد ان لاتاخذ ذلك بنظر الاعتبار.

    فرنسا متمسكة بوحدة الموقف

    من ناحيتهالم تشأ السلطات الفرنسية ان تشارك مباشرة في الجدل الدولي الدائر حول سبل التعامل مع الرفض الايراني للالتزام بالاعلان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن والذي طالب طهران بوقف كل نشاطاتها النووية وتحفظت على اعلان موقف واضح من الاجراءات التي يمكن اتخاذها بحق طهران والتي لا تحظى بعد باتفاق اركان الاسرة الدولية في الوقت الذي ظهر فيه التباين واضحا بين المقاربتين الاميركية الداعية الى فرض عقوبات والروسية الرافضة لهذه العقوبات، وقد ظهر التحفظ الفرنسي في كلام الناطق باسم الخارجية الفرنسية الذي اكتفى بالقول ان اجتماع موسكو لممثلي الدول الاعضاء الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا لم يكن يهدف الى اتخاذ موقف نهائي من الملف الايراني وتحديدا من العقوبات مؤكدا ان المشاورات سمحت بتقويم البرنامج النووي الايراني وبمناقشة الخيارات المطروحة امام مجلس الامن .

    واضاف الناطق الفرنسي ان المرحلة الان هي مرحلة انتظار انتهاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من اعداد تقريره ورفعه الى مجلس الامن وان اتخاذ موقف واختيار سبل التعامل مع طهران سيتم في ضؤ ما سيتضمنه هذا التقرير . وعما اذا كانت فرنسا تدعم فرض عقوبات قال الناطق باسم الخارجية ان البحث عن طبيعة الاجراءات المسماة ايجابية وتلك المسماة سلبية سيستمر في الوقت الراهن مع الاخذ قي الاعتبار ضرورة الحفاظ على وحدة المجتمع الدولي .

    ويبدو من ذلك ان فرنسا لم تحسم بعد موقفها في دعم أي عاصمة من عواصم الدول الخمس المختلفة على طبيعة الاجراءات التي يمكن اتخاذها بحق ايران وتتمنى ان يبقى باب الحوار مفتوحا مع ايران من اجل حل المشكلة بالوسائل الدبلوماسية اذا كان ذلك لا يزال متاحا علما ان باريس تعتبر ان المسؤولين الايرانيين لم يتركوا فرصة كبيرة للحل التوافقي وان تصريحاتهم الاخيرة عن المرحلة التي بلغها برنامجهم النووي تعتبر تحديا لكل المطالب الدولية السابقة .

    هذا وتقوم باريس عبر الاقنية الدبلوماسية المعتادة وعبر سفيرها في مجلس الامن بمساعي حثيثة من اجل الحفاظ على وحدة الموقف الدولي الرافض لامتلاك ايران برنامجا نوويا لاغراض غير سلمية ومن دون مراقبة دولية مشددة ومن اجل ردم الهوة بين الاميركيين من جهة والروس والصينيين من جهة اخرى لناحية العاطي مع ايران في حال اصرت على تحد الارادة الدولية .