أحمد عبدالعزيز من موسكو: في كلمته أمام محفل البيزنس الروسي-الألماني اليوم وبحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عزم بلاده تسديد كافة الديون إلى نادي باريس خلال العام الحالي. وفي إشارة واضحة بطلب مساعدة ألمانيا في هذا الصدد، أعرب بوتين عن أمله بأن تستغل برلين هذه الفرصة شأنها شأن بقية الدول الأخرى.

وكانت روسيا سددت جميع ديون الاتحاد السوفيتي لنادي باريس باستثناء ألمانيا التي حولت في عام 2004 ديونها المستحقة على روسيا في إطار نادي باريس (حوالي 6 مليار دولار) إلى سندات بفترات تداول تصل إلى 3 و5 و10 سنوات. ومن ثم لن تتمكن روسيا من تسديد هذا المبلغ قبل انتهاء فترة تداول السندات.
من جهة أخرى أكد بوتين بأنه اتفق مع ميركل على تأسيس غرفة روسية-ألمانية للتجارة الخارجية بما وصفه بالآلية الجديدة في نظام العلاقات الثنائية. هذا في الوقت الذي بلغ فيه حجم التبادل التجاري بين روسيا والمانيا إلى 39 مليار دولار.

ووصلت المستشارة الألمانية إلى مدينة تومسك في سيبيريا مساء يوم أمس الأربعاء في ثاني زيارة لها منذ توليها هذا المنصب في ألمانيا، وكانت زيارة العمل التي قامت بها ميركل لموسكو في 16 كانون الثاني (يناير) 2006 هي الزيارة الأولى.

وبحث بوتين وميركل في جولتهما الأولى عددا من القضايا الدولية، بما في ذلك الوضع الراهن حول إيران، والتحضير لقمة مجموعة الثمانية الكبار التي ستعقد في مدينة سانت بطرسبورج في يوليو 2006، وأجندة اللقاءات والاتصالات السياسية. واقتصر اللقاء الأول الذي استمر حوالي الساعة ونصف الساعة على بوتين وميركل، حيث ركز الجانبان على القضايا الاقتصادية، وعلى رأسها التعاون الروسي-الألماني في مجال الطاقة، وخطط شركات الوقود والطاقة الروسية، بما فيها شركة quot;غازبرومquot; في مجال تنفيذ الالتزامات أمام ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي. وأطلع بوتين المستشارة الألمانية على المواقف المبدئية لروسيا، والتي تتمثل في دعم التعاون الاستثماري للمؤسسات الروسية مع دول الاتحاد الأوروبي.

وقال بوتين اليوم أمام محفل البيزنس المشترك أن شركة quot;غاز برومquot; أصبحت ثاني أكبر شركة في العالم بين شركات النفط والغاز بعد شركة quot;إكسون موبيلquot; الأمريكية، والرابعة في العالم من حيث رأسمال الذي بلغ 260 مليار دولار.

وصرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن العلاقات بين روسيا وألمانيا تحمل طابع الشراكة الإستراتيجية. وأكدت على أن الحديث مع الرئيس بوتين كان مكثفا وصريحا، وأن الجانبين ناقشا في الجولة الأولى من المحادثات شؤون التعاون في مجالات الاقتصاد والمالية والطاقة والأبحاث العلمية. وأشارت إلى أن العدد الكبير للمواضيع التي نوقشت يدل على اتساع القاعدة التي يستند إليها التعاون بين البلدين.