مزارع شبعا وسلاح المخيمات والعلاقة بدمشق
جنبلاط ينفي مناقشة ملف الرئاسة مع مبارك


نبيل شرف الدين من القاهرة : عقب لقائه اليوم الأحد مع الرئيس المصري حسني مبارك ، نفى وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي وعضو مجلس النواب اللبناني وعضو تجمع اللقاء الديمقراطي اللبناني أن يكون قد ناقش مع مبارك خلال اللقاء مسألة الرئاسة اللبنانية مشيرا الى أن هذا الموضوع شأن لبناني داخلي ، غير أنه استدرك قائلاً إنه أطلع الرئيس المصري على تطورات الوضع في لبنان، خاصة الحوار الوطني اللبناني الذي وافق بالإجماع على عدة بنود رئيسيه، منها ألا يكون هناك أي سلاح فلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية في لبنان، وملف مزارع شبعا حتى تنتقل مرجعيته من القرار 242 إلى القرار 425، وتصبح تحت وصايه لبنان مع الأمم المتحدة . ويرى مراقبون في القاهرة أن لقاءات مبارك مع عدد من الشخصيات اللبنانية تثير تكهنات بإمكانية عودة الاتصالات المصرية مع الأحزاب والقوى الفاعلة على الساحة اللبنانية، لكنهم استدركوا مؤكدين أن الحسابات السورية على أجندة الدبلوماسية المصرية هي التي ستحدد إلى أي مدى يمكن أن يذهب حضور مصر في الساحة اللبنانية الداخلية .

إشكالية العلاقات

ومضى جنبلاط الذي كان يرافقه في تلك المقابلة غازي العريضي النائب بمجلس النواب اللبناني قائلاً إن عودة هذه العلاقات بين سورية ولبنان أمر يتوقف على السوريين أيضاً وليس على اللبنانيين فحسب، مشيراً إلى أن الرئيس مبارك أعرب عن أمله أن تكون العلاقات السورية ـ اللبنانية طبيعية، للخروج من هذا المناخ المتأزم الذي يخيم على علاقات البلدين .

وذهب جنبلاط إلى القول إن سورية حتى الان لم تبد سوى استعداداً نظرياً لإعادة ترسيم الحدود في مزارع شبعا وأننا لم نر شيئا على أرض الواقع ونحن ننتظر أن توافق سورية على استقبال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة من أجل أن يتم ترجمة نقاط الحوار عملياً . وأوضح جنبلاط من بين ما وافق علية الحوار الوطني اللبناني أيضاً التحقيق الدولي الذى يتعين ان يأخذ مجراه، مشيراً إلى وجود ما أسماه quot;إشكالية كبيرةquot; تتعلق بموضوع التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، فضلاً عن الحملات الإعلامية السورية على لبنان، قائلاً quot;لقد أصبحنا نحن في موقع الدفاع عن أنفسنا إزاء تلك الحملات الضاريةquot; . وحول مطالب حزب الله بضرورة بقاء سلاح المقاومة حتى يتم التسوية الشاملة لقضية الشرق الاوسط ووقف الانتهاكات الاسرائيلية للبنان قال وليد جنبلاط أن ذلك غير معقول وتساءل جنبلاط مستنكراً : لماذا يبقى لبنان وحده ساحة صراع عربي ـ إسرائيلي ؟.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المصري كان قد التقى قبل شهور كريم بقرادوني، رئيس حزب الكتائب اللبناني، في أول لقاء من نوعه منذ خمسة وثلاين عاماً، وتحديداً منذ العام 1969 بين رئيس مصري وزعيم للحزب اللبناني البارز على الساحة، وذلك منذ لقاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مع رئيس الحزب الأسبق بيار الجميل في القاهرة بمناسبة توقيع quot;اتفاق القاهرةquot; حينئذ .