اكثر من مليون عربي مدمن
البحرين تطلق حربها على المخدرات

مهند سليمان من المنامة: اكد د.فيصل حجازي من مكتب مكافحة الجرائم و المخدرات في الامم المتحدة ان نسبة المدمنين في الوطن العربي في تزايد مستمر حيث ذكرت آخر الاحصائيات التي اجراها المكتب ان نسبة المدمنين في المنطقة الخليجية تجاوزت المليون مدمن مما يستدعي تعاون كافة الجهات من اجل حماية الشباب من هذه الافة مشيرا الى ان الاحصائيات كذلك اكدت ان في العالم ما يقارب 158 مليون مدمن يسهمون بطريقة او بأخرى في نشر امراض كالايدز و الكبد الوبائي من خلال استخدام المدمنين للحقن اكثر من مرة.

وأوضح حجازي خلال ندوة استضافتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة ضمن فعاليات الحملة الوطنية الشبابية الثانية للتوعية من المخدرات quot; قرارك بيدك quot; والتي تنظمها ادارة الشباب بالمؤسسة خلال الفترة من 10-19 مايو 2006م بمشاركة واسعة من قبل الشباب وبالتعاون مع ادارة الاعلام الأمني بوزارة الداخلية لمجموعة من الضباط الذين يعملون في مجال ضبط ومكافحة المخدرات، ان الدراسات تؤكد بأن دول الخليج العربي ليست بعيدة عن الخطر، فهناك مواد يتم استخلاصها من الحشيش نفسه وتأثيرها أقوى من مادة الهيروين.

وقال د. حجازي أن ترويج المخدرات اتخذ صبغة سياسية، وأن نوع المخدرات الأكثر رواجا هي الحشيش. ولفت الى أن مناطق مثل أفغانستان وباكستان تحتوي على نبات الخشخاش والحشيش، وأضاف ان من المبادرات التي قامت بها الدول العربية لمكافحة المخدرات مانظمته لبنان من مشروع كبير تحت عنوان quot;لاتزرع حشيشا.. ازرع ياسميناquot; الا أن المشروع لم يحظ بالنجاح المطلوب).
وبالنسبة للوضع في دول الخليج العربي، قال د.حجازي أنه لايجب أن نتساهل في موضوع تعاطي مادة الحشيش المخدرة ونكتفي بأن الوضع لم يصل الى مرحلة الادمان،وقال حجازي ان العمل على مكافحة المخدرات ينقسم الى قسمين مكافحة العرض من خلال الشرطة و الجمارك و خفر السواحل و المعامل الجنائية و سن القوانين الرادعة فهذه الجهات تملك الحق في القبض على التجار و المتسللين ممن يتاجرون في المخدرات ، اما القسم الثاني فيتمثل في مكافحة الطلب و يتمثل بدور مؤسسات المجتمع المدني من مدارس و جامعات و وسائل اعلام فهي الوحيدة القادرة على علاج و تأهيل المدمنين و توعية النشء الى مخاطر تعاطي المخدرات و انواعها المختلفة و التوعية تشمل الاسر الذين سيساعدون ابنائهم في الكشف المبكر لحالات التعاطي .

و قدم حجازي بعض المقترحات التي تساهم في الوقاية من المخدرات كإنشاء مراكز تأهيل و علاج كما هو الحال في بعض الدول كالامارات و الاردن وليبيا ، واقامة محاضرات على مدى العام في المدارس و الجامعات ، والاستعانة بالضباط المتقاعدين في عمل حملات التوعية ، و استخدام خبراء لوضع منهج توعوي يتناسب مع الشباب و اشراكهم في صياغة هذا المنهج ، وتعاون جميع المؤسسات مع وزارة الصحة في ادارة مراكز العلاج الخاصة بالمدمنين وتكثيف الحملات الاعلامية لتثقيف الشباب.

وانطلقت في البحرين امس الحملة الوطنية الشبابية الثانية للوقاية من المخدرات التي تنظمها ادارة شئون الشباب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة ، واكد الشيخ فواز بن محمد رئيس المؤسسة ان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد في ندائه الثالث والموجه للشباب أنه من الواجب علينا عدم تجاهل المشاكل التي يعاني منها الشباب وأبرزها المخدرات وغيرها من المشاكل التي بدأت تظهر على الساحة وأصبحت واضحة أمام الجميع بل وأكد لنا أنه يجب اعتماد نهج المكاشفة والمصارحة والمقاربة العملية في تشخيصها ووضع الحلول اللازمة لعالجها ونحن من هذا المنطلق نمد أيدينا إلى الجميع للتعاون والتكامل وبذل كل ما هو ممكن من أجل الخروج بنتائج ووسائل تحد من انتشار مثل هذه السم القاتل وتنأى بشبابنا من الوقوع في مثل هذا المنعطف الخطيرالذي سيقضي عليهم وعلى مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم وأوطانهم.

واشار الشيخ فواز بن محمد لقد أثبتت الدراسات أن أسباب تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب عديدة كان أهمها التفكك الأسري والصحبة السيئة والفراغ وضعف الوازع الديني وغيرها الكثير والكثير ومن هنا نرى أن المسئولية تقع على عاتق الجميع آباء ومسئولين مدارس ومدرسين وزارات ومؤسسات حكومية وخاصة وأندية ومراكز وجمعيات شبابية وأهلية فالجميع مسئول والجميع مطالب أن يكون له الدور البارز والفعال في مجال وقاية شبابنا من هذه الآفة الخطيرة.

واكد الشيخ فواز بن محمد ونحن إذ نقدم مثل هذه البرامج التوعوية والوقائية لنتمنى أن نكون قد ساهمنا ولو بالقدر البسيط في مجال الوقاية من المخدرات بل ونؤكد للجميع أننا سنسعى إلى بذل المزيد والمزيد من الجهد والعطاء سواء من خلال حملات توعوية أو برامج وورش عمل تدريبية أو محاضرات وندوات تثقيفية أو من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة في دول العالم ونقلها إلى مملكتنا الغالية لنطمئن من جهة ونضمن من جهة أخرى مستقبل شباب هذا الوطن مشرقاً بإذن الله تعالى.

من جانبه اكد صاحب السمو الملكي الامير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس مؤسسة منتور العالمية ان منطقتنا العربية لم تسلم من شروره المخدرات ومخاطرها، واضاف الى انه لابد من ذكر حقيقتين هامتين تؤكدان ضرورة تحفيز الارادات وشحذ الهمم لمحاربة هذه المشكلة وضرورة ان تتضافر الجهود المبذولة من الحكومات والمؤسسات الاهلية وغير الحكومية في هذا الاطار، الحقيقة الاولى، وعلى الرغم من النقص الكبير في الدراسات الدقيقة حول حجم ظاهرة المخدرات واسبابها، في دول العالم الثالث على وجه العموم والدول العربية على وجه الخصوص، ندرك مما هو متوافر من معلومات مدى صعوبة التحقق من الارقام، ويشير الى ان مشكله المخدرات مشكلة عالمية، حيث وتشير إحصائيات الامم المتحدة الى ان مواطني 134 دولة مدمنون على المخدرات، وانه يتم تهريبه بين 170 دولة.
كما بلغ عدد المدمنيين في العالم العربي اكثر من 400 الف شخص مدمن للمخدرات، وازداد استعمال الهيروين والافيون في عدد من الدول العربية. كما وصل انتشار مرض نقص المناعية المكتسبة الايدز الى نسبته 59.4 % بين الذي يستعملون حقن المخدرات في الشرق الاوسط وافريقيا حسب احصائيات مكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة للعام .2005

واشار صاحب السمو الملكي الامير تركي بن طلال من هنا فقد كان لزما علينا ان ننهض بمسؤولياتنا تجاه الشباب والاطفال من خلال وضع منهجية ترتكز في جوانبها على نشر الوعي بين المدرسين والاباء والامهات وتطبيق المشاريع الواعدة وخاصة تلك التي ستمكننا من الحد من تعاطي الشباب والاطفال للمخدرات وقد كانت مؤسسة منتور العالمية في طليعة الحملة الدولية الهادفة إلى حماية الشباب من الوقوع في براثن المخدرات وبعد ان حققت نجاحا ملموسا على مستوى العالم واظهرت الحقائق وان المنطقة العربية ليست بمناى عن خطر المخدرات الداهم كان لابد ان يمتد نشاطها الى منطقتنا.
واكد صاحب السمو الملكي الامير تركي بن طلال لقد قررنا ترجمة هذه المنهجية من النظرية الى الواقع تتويجا لجهود سمو الامير الوالد الذي سعى من خلال وجوده في مجلس امناء منتور العالمية الى انشاء فرع للمؤسسة في الوطن العربي من خلال اطلاق منتور العربية في دبي في الخامس من الشهر الماضي فنحن نسعى في منتور العربية الى عالم عربي تتاح فيه الفرص والامكانيات للاطفال والشباب لينمو بشكل صحيح خال من الاذى والامراض التي يسببها تعاطي المخدرات اما رسالتنا فتتركز في السعي للحصول على المعرفة والمعلومات وتوفير ماهو ناقص منها ونشر وتبادل الخبرات والتجارب التي ستمكننا بعون الله تعالى من حماية الشباب والاطفال من المخدرات. واضاف اما الحقيقة الثانية فهي ان انتشار هذه الافة في وطننا العربي لايقتصر على فئة معينة من الناس بل انه يكاد يشمل جميع الفئات الاغنياء الفقراء الشباب ذكورا واناثاً ومن هنا لابد من معالجة هذه المشكلة من خلال الاقرار بوجودها في المقام الاول.