سمية درويش من غزة : فجرت حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; ، التي تتسلم مقاليد الحكم بالسلطة الوطنية ، معركة إعلامية جديدة مع معارضتها الأقوى حركة فتح ، عقب اتهامها أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم بالعمل لحساب أجندة خارجية ، وذلك عقب مطالبة الأخير حماس بإدانة عملية تهريب الأسلحة للأراضي الأردنية. ويأتي هذا الحراب الإعلامي الجديد ضمن المسلسل اليومي المتواصل بين حركتي حماس وفتح ، والتراشق بالاتهامات بين حين وأخر على مختلف القضايا.
وقال اصغر نائب في المجلس التشريعي مشير المصري عن حركة حماس ، بان موقف الطيب عبد الرحيم يهدف إلى إثارة الشعب وإثارة الفتنة من خلال رواية تهدفلتوسيع الفجوة بين الحكومة والرئاسة وإثارة البلبلة. وأضاف أبو انس ، إن أمين عام الرئاسة هو الذي يسعى لوضع حماس في هذه الزاوية ، مضيفا أن الرئيس الفلسطيني تحدث بمنطق آخر. وقال المصري ، quot; أن الأجدر بالطيب أن يقف مع الشعب الفلسطيني بدلا من أن يعمل لحساب دولة أخرى ويتخلى عن شعبة وحكومته quot;، حسب تعبيره ، لافتا إلى أن الحكومة الأردنية تقدم رواية مختلفة في كل مرة وهي روايات غير منطقية.
بدوره اعتبر عبد الحكيم عوض المتحدث الرسمي باسم حركة فتح ، وصف حماس لتصريحات أمين عام الرئاسة، بـquot;الانتهازيةquot; وquot;عمل لصالح أجندة خارجيةquot; ، أنها تدرج في إطار التحريض الإعلامي.
وأكد عوض الذي يتزعم المنظمات الشبابية الفلسطينية في تصريح صحافي ، على أن ذلك يعتبر خرقا للاتفاق الذي يلزم حركتي حماس وفتح بوقف كافة أشكال التصعيد الإعلامي وتحريم التجريم والتخوين والتكفير للأشخاص والهيئات والمؤسسات ، لافتا في السياق ذاته إلى أن التعرض الشخصي لشخص الطيب عبد الرحيم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين عام الرئاسة يندرج في إطار مسلسل المساس الشخصي والتطاول على قيادات حركة فتح وهو أمر مرفوض وغير مقبول . وكانت الحكومة الفلسطينية ، وصفت تصريحات عبد الرحيم بـquot; غير المسؤولة quot; ، ولا تنم عن فهم لطبيعة الأمور ، متهمة تصريحات عبد الرحيم ، بأنها تأتي ضمن حسابات أخرى بعيدة عن الهم الوطني وعن نبض الشارع العربي والفلسطيني.
وكانت العلاقات بين الحكومتين الأردنية والفلسطينية ، شهدت معركة إعلامية ساخنا ، عقب إصرار الأردن على اتهام حركة حماس بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة ، وبثها اعترافات متلفزة لعناصر قالت بأنهم من حماس يثبت تورط الأخيرة بالأسلحة. وقد اتهم د. غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ، الطيب عبد الرحيم ، بممارسة دور في فرض مزيد من الضغوط والحصار على الحكومة ، مؤكدا على خطورة هذه التصريحات كونها تعتمد على معلومات باطلة وتتبنى الرواية الأردنية بكل تفاصيلها. وقال أبو عمر أمس ، quot; للأسف إن عبد الرحيم يعيد نفس الأسطوانة بطريقة تشي بأنه لا يملك سوى ترديد ما يقوله الآخرون دون تمحيص أو تدقيقquot; ، لافتا إلى أن تصريحات عبد الرحيم لا تنطلق من مسؤولية وطنية بل ضمن حسابات أخرى بعيدة عن الهم الوطني وعن نبض الشارع العربي والفلسطيني الذي لم يتقبل ما ورد من اتهامات ضد حماس. ويشار إلى أن د. محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني ، أعرب أمس عن استعداده للسفر للأردن لتفكيك الأزمة ، ولوقف تداعياتها السياسة على الشعبين.
التعليقات