الخرطوم: أعلن وزير الخارجية السوداني لام أكول اليوم في الخرطوم أن الحكومة السودانية لا تزال تحتاج لبعض الوقت قبل اعلان موقفها من تولي قوة تابعة للامم المتحدة مهام قوة الاتحاد الافريقي في دارفور غرب السودان. وقال اكول للصحافيين في ختام لقاء بين الرئيس السوداني عمر البشير وبعض المسؤولين السودانيين ووفد من مجلس الامن الدولي quot;قررنا ان نعالج هذه القضية خطوة خطوةquot;.
واضاف لام اكول ان لقاء سيعقد الاسبوع المقبل في الخرطوم بين مسؤولين سودانيين ومن الاتحاد الافريقي وبعثة الامم المتحدة التي يرأسها السفير البريطاني لدى مجلس الامن امير جونز باري والتي سمح لها بالتوجه الى دارفور لتقويم احتياجات القوة الدولية المقبلة.
وبعد انتهاء مهمتها، ستبلغ البعثة الخرطوم التي ستتخذ حينها قرارا، حسب ما اعلن اكول. وقال quot;اننا نسير في الاتجاه الصحيحquot;، مؤكدا ان حكومته لا تتعامل مع الامم المتحدة على اساس quot;موقف مسبقquot;.
ووصل وفد مجلس الامن الدولي الاثنين الى الخرطوم في مهمة من تسعة ايام تشمل اربع دول افريقية تتمحور حول الازمة في دارفور حيث ادت الحرب الاهلية الدائرة منذ شباط(فبراير) 2003 الى مقتل ما بين 180 و300 الف شخص وتشريد نحو 4،2 مليون شخص. ويأمل الوفد في اقناع الحكومة السودانية بالموافقة على احلال قوة دولية محل قوة الاتحاد الافريقي التي تفتقر الى المعدات والتمويل، بهدف تطبيق اتفاق السلام الموقع في 5 ايار(مايو) في ابوجا بنيجيريا بين الحكومة وقسم من المتمردين.
وتتردد الخرطوم في الموافقة على هذا الانتقال. ويقول مصدر مقرب من الملف ان بعض المسؤولين السودانيين يعارضون ذلك تماما حتى انهم يرون في نشر قوة دولية مسعى غربيا لاعادة استعمار البلاد. وشنت بعض الصحف السودانية خلال الايام التي سبقت وصول الوفد هجوما على مجلس الامن الدولي بالحديث خصوصا عن quot;الاستعمار الجديدquot;. وجهد الوفد لتبديد هذه المخاوف. وقال سفير بريطانيا جونز باري quot;قلنا بوضوح ان نشر قوة من الامم المتحدة لا يمكن ان يتم بدون موافقة الحكومة السودانيةquot;.
ومنذ توقيع اتفاق ابوجا، تعمل الاسرة الدولية على اقناع الفصائل المتمردة التي لم توقع على اتفاق السلام بالانضمام اليه، وستحاول البعثة ذلك مجددا خلال جولتها. ولم يوقع من حركات التمرد في دارفور سوى حركة تحرير السودان بزعامة ميني ميناوي. وقال ممثل الامم المتحدة في السودان يان برونك للصحافيين ان الوضع في دارفور يشهد هدوءا منذ اسبوع. وقال برونك quot;منذ 5 ايار(مايو)، لم تحدث مواجهات بين الاطراف المختلفة بما فيها تلك التي لم توقع على اتفاق السلامquot;. وقال ان اعمال العنف الوحيدة التي ارتكبت منذ ذلك الحين كانت من فعل ميليشيا الجنجويد العربية الموالية للحكومة والمتهمة بارتكاب فظائع في دارفور. واضاف برونك انه حتى الهجمات التي تشنها هذه الميلشيات quot;توقفت الاسبوع الماضي. لا اعرف كم من الوقت سيستمر ذلك، لكنها بادرة جيدةquot;.
واعرب برونك عن تفاؤل معتدل في ان ينضم عبد الواحد محمد نور، زعيم الفصيل المنشق عن حركة تحرير السودان، الى الاتفاق، مؤكدا على اهمية قيامه بذلك quot;كونه يتمتع بتمثيل قوي بين سكان دارفورquot;. وقال ان نور يمثل 80% من اللاجئين في المخيمات والذين ينتمون الى قبائل الفور. وسيتوقف وفد الامم المتحدة الاربعاء في اديس ابابا، مقر الاتحاد الافريقي الذي يعمل معه مجلس الامن الدولي عن كثب لحل ازمة دارفور.
التعليقات