محمد الخامري من صنعاء : في الوقت الذي اتخذ فيه اليمن إجراءات صارمة واستنفاراً امنياً على سواحله الممتدة لأكثر من ألفي كلم ومباشرة خطة انتشار بحري طارئ مدعوم بغطاء جوي من طائرات مروحية عقب ظهور نشاط قرصنة بحري كثيف تتولاه وحدات عسكرية تابعة لجمهورية أرض الصومال غير المعترف بها من المجتمع الدولي ، كشفت مصادر يمنية رسمية عن وصول خمسة زوارق عسكرية بريطانية إلى ميناء عدن أمس لمساعدة وتدريب قوات خفر السواحل اليمنية لتوفير الحماية الأمنية للموانئ والمياه الإقليمية اليمنية وتأمين حركة الملاحة في الخطوط الدولية قبالة السواحل اليمنية.

ونقلت الوكالة الرسمية عن مدير العمليات بقيادة مصلحة خفر السواحل قطاع خليج عدن قوله إن زيارة الزوارق البريطانية تأتي في إطار علاقات التعاون الثنائي بين البلدين ، مشيراً إلى أنه سيتم خلال الزيارة تبادل الخبرات وجوانب التأهيل والتدريب لمكافحة القرصنة البحرية وأعمال الإرهاب بأنواعها المختلفة.
وكان مصدر عسكري أميركي أعلن في آذار (مارس) الماضي أن سفينتين تابعتين للبحرية الأميركية قتلتا قرصانا مفترضا وأصابتا خمسة آخرين بجروح عندما ردتا على هجوم استهدفهما في المحيط الهندي قبالة شواطئ الصومال , وقال بيان مشترك للقيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية والأسطول الأميركي الخامس آنذاك quot;ردت السفينتان كيب سانت جورج وهي حاملة صواريخ موجهة والمدمرة جونزاليس المزودة بالصواريخ الموجهة على هجوم شنه قراصنة مفترضون في المحيط الهندي فقتلتا شخصا وجرحتا خمسة آخرين ، مشيراً إلى وقوع الحادث على بعد حوالي 25 ميلاً بحرياً شرق الساحل الوسطي الصومالي في المياه الدولية.

وأضاف البيان أن السفينتين الحربيتين quot;كانتا تقومان بعملية أمنية بحرية عندما رصدتا باخرة مشبوهة تقطر زورقين صغيرين باتجاه الشاطئ.
وكان مصدر امني قال لإيلاف إن جميع الوحدات التابعة لشرطة خفر السواحل اليمنية وآلياتها البحرية باشرت منتصف آذار(مارس) الماضي الانتشار على بعد عدة أميال من الساحل اليمني المقابل للصومال، في الوقت نفسه الذي شوهدت عدة طائرات مروحية تحوم فوق المياه الدولية اليمنية لرصد نشاط الزوارق المجهزة بأسلحة خفيفة ومتوسطة والتابعة لجمهورية أرض الصومال، والتي تستهدف ضرب النشاط الاقتصادي السمكي لليمن من خلال تهديد زوارق الصيد واختطاف الصيادين اليمنيين ، مشيراً إلى أن هذه العملية تأتي في أعقاب ثاني عملية اختطاف تقوم بها قوات البحرية التابعة لجمهورية أرض الصومال، والتي جرت صباح الجمعة باختطاف 8 زوارق صيد يمنية كان على متنها (64) صياداً، فيما سبقتها الشهر الماضي عملية اختطاف (6) زوارق يمنية على متنها (84) صياداً يمنياً.

وكانت وكالات الأنباء الدولية نقلت أمس عن قوات ما تسمى (دولة أرض الصومال) تهديداً معلناً للصيادين اليمنيين بأنها ستحاكم من تعتقله منهم في المياه التي تدعي تبعيتها لها في حين لم يؤكد الجانب الرسمي اليمني حتى اللحظة ما يقوله الصيادون اليمنيون من أنها مياه إقليمية يمنية. من جانبهم اعتبر الصيادون أن التلويح الصومالي الجديد بالمحاكمة إشارة إلى إجراءات جديدة يمكن أن يتخذها القراصنة ضدهم تتجاوز حدود الاحتجاز بالأسابيع ومصادرة الممتلكات إلى ماهو أشد. وكانت مصادر أميركية كشفت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أن الولايات المتحدة حذرت السفن التجارية والعسكرية من المرور قرب السواحل اليمنية الجنوبية والسواحل الصومالية ، وذلك تخوفا من تزايد أعمال القرصنة التي وقعت لعدد من السفن في الآونة الأخيرة ، مشيرة إلى أنه من الضرورة أن تكون السفن المسافرة بالقرب من هذه السواحل ضمن مجموعات وبحماية عالية وأن تبقى الاتصالات الإذاعيةَ جيدةَ في جميع الأوقات.

ونقلت وكالة الأسيشوتيد برس عن السفارة الأميركية إن على البحارة أن يتفادوا الميناء الصومالي وأن يبقوا في أكثر الأميال البحرية الـ200 (230 ميلا أَو 370 كيلومترا) بعدا من دول القرن الأفريقي لتَجنب الهجمات والسرقات بقوة السلاحِ وكذلك حوادث الاختطاف للفدية. وأوردت أن القراصنة هاجموا سفن كانت تبحر قرب سواحل اليمن والصومال من قبل مجموعتين حيث تمت مهاجمة يخت يحمل مسافرين غالبيتهم أميركيين في الخامس من نوفمبر الجاري لكن سفينة اسمها (سبيريت) أسرعتْ قبل أن يصاب المسافرين الذين يصل عددهم إلى 161 بأذى لكن بعضهم أصيب بشظايا أثناء الهجوم الذي وقع على بعد حوالى 100 ميلَ (160 كيلومترا) مِنْ الصومال.