سمية درويش من غزة: أربكت مهلة المقاومة الفلسطينية التي تأسر الجندي quot;جلعاد شاليطquot; ، صناع القرار في الدولة العبرية، حيث باتت حكومة اولمرت أمام مفترق طرق ، إما الرضوخ لمطالب المجموعات المقاتلة ، أو ترك جنديها للذبح كسابقه.وبحسب متخصصين بالشأن السياسي الإسرائيلي ، فان تل أبيب ستقدم عروضًا من تحت الطاولة للمجموعات المقاتلة ، والاستجابة لمطالبهم ولو بشكل جزئي .

وكانت منظمة جيش الإسلام أحد الفصائل

إقرأ أيضا

الجندي الاسرائيلي محتجز بمخبأ في غزة

هنية يدعو الى المحافظة على حياة الجندي المخطوف

فتح تتجنب الوقوع في الفخ الإسرائيلي

سقوط صاروخ فلسطيني في وسط عسقلان

أولمرت: صاروخ عسقلان تصعيد خطر لا سابق له

المروحيات الإسرائيلية تعلن حربها المفتوحة

أولمرت: صاروخ عسقلان تصعيد خطر لا سابق له

موسى يلتقي شعث لبحث نقل المزيد من الأموال

اولمرت يغلق ملف الداخلية الفلسطينية

العسكرية الفلسطينية التي تأسر الجندي الإسرائيلي في غزة ، قالت إن ملف الجندي قد أغلق تماما ولا مفاوضات عليه عقب انتهاء المهلة التي حددتها الفصائل الثلاث أمس لاستجابة إسرائيل لمطالبها .وقال أبو مثنى المتحدث باسم جيش الإسلام في تصريحات صحافية ، quot;الملف قد أغلق تماما ولا مفاوضات ولا محادثات وكل الخيارات أمامنا مفتوحة عدا خيار القتل ، لأننا مسلمون ومن واجبنا الشرعي أن نحترم ونكرم أسرانا وليس كما يفعل الأميركيون والصهاينةquot;.

هذا وتتعرض حكومة اولمرت لضغوط من أسرة الجندي الأسير ، والرأي العام الإسرائيلي للحفاظ على حياة الجندي ، مذكرين حكومتهم بـquot;فاكسمانquot; الذي اختطفته quot;حماسquot; بمنتصف التسعينات وتم قتله بعدما حاصر الجيش الإسرائيلي مكان احتجازه.

محاكمة جلعاد

وقال المحلل السياسي ناصر اللحام ، لـquot;إيلافquot; ان المقاومة الفلسطينية تستطيع محاكمة الجندي الإسرائيلي الأسير ، أو نقل ملفه إلى أي عاصمة عربية للتفاوض ، مؤكدا ان المقاومة تستطيع أيضا قطع الاتصالات مع الوفود والوساطات إلى حين وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .

ودعا اللحام الذي يرأس تحرير وكالة معا الفلسطينية ، المقاومة التي تحتجز الجندي الإسرائيلي إلى بث شريط للأسير وهو يناشد الجمهور الإسرائيلي ، حيث قال ، quot; لو كنت مكان المقاومة لاخترت الاحتمال الأخير وجعلت الجندي يعلن أن المقاومة عاملته بكل احترامquot;.

وأوضح اللحام ، ان بيان المقاومة الأخير الذي هدد بطي صفحة الجندي الإسرائيلي بيان ذكي جدا ، وهو يدل على أن جهة محترفة إعلاميا وبسيكولوجيا تتولى أمر مقارعة إسرائيل.

ولفت إلى أن البيان لا يخلو من المخاتلة والذكاء الفطري ، وهو يفتح عيون الرأي العام الإسرائيلي ، ويعيد القصة كاملة لرأي الناخب ، منوها بأن إسرائيل كدولة رعناء على القانون الدولي لا تهتم بقرارات الأمم المتحدة ، ولكنها لا تجرؤ على تحدي الناخبين الإسرائيليين .

المقاومة أخطأت

واعترف المحلل السياسي ، بان المقاومة في الضفة الغربية سبق وأخطأت في العام 2001 ، حين أعدمت جنديين إسرائيليين في مخفر رام الله ، وألقت بجثتهما من النافذة ، ما قلب الرأي العام الإسرائيلي والعالمي ضد الفلسطينيين ، ولم يعرف حينها الشبان بأنهم وحين سحلوا جثة الجنديين في رام الله إنما أعطوا جيش الاحتلال ليذبح جنودنا في بيت ريما وبتونيا وجنين وبيت لحم ونابلس .

وقال اللحام ، إذا ما واصلت مقاومة غزة احترام الرأي العام فإنها ستنتصر لا محالة ، وان اولمرت سيوافق على التبادل رغم انفه ، أما إذا قتلت المقاومة الأسير فان إسرائيل ستغتال الحكومة وتقوم بانقلاب عسكري على الطريقة الاميركية ضد غزة.

شريط بصوت شاليط

وفي معرض رده على سؤال ، إن كانت هناك خيارات أمام المقاومة في حال رفضت إسرائيل طلباتها ، أوضح المحلل السياسي ، ان المقاومة تملك كل الخيارات فهي تستطيع نقل الملف ، وليس شرطا نقل الجندي إلى أي عاصمة عربية للتفاوض أو تستطيع أن تحاكمه أو تستطيع ان تعلن بأنها ستقطع الاتصالات مع الوفود والوساطات إلى حين وقف العدوان .

وتابع قائلا ، كما أنها تستطيع أن تبث شريطا له بصوته وهو يناشد الجمهور الإسرائيلي التدخل ، مضيفا ، quot; انا لو كنت مكان المقاومة لاخترت الاحتمال الأخير وجعلت الجندي يعلن أن المقاومة عاملته بكل احترامquot; ، حسب رأيه.

نفق مظلم

بدوره قال المحلل السياسي محمود سعيد ، ان ملف quot;شاليطquot; دخل الآن في طي المجهول حيث النفق المظلم ، مبينا بان كل الاحتمالات تبقى قائمة عند المجموعات المقاتلة.

وأوضح سعيد لـquot;إيلافquot; ، ان هذا الموضوع سيقود إسرائيل الى أحد اتجاهين ، إما باتجاه الإسراع في التعاطي بجدية مع المطالب الفلسطينية ، أو القيام بعملية عسكرية في محالة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي إذا توفر لدى تل أبيب معلومات حول مكان جنديها .

وأكد ان الوقت ليس في صالح المجموعات الفلسطينية ، متوقعا في نهاية الأمر أن تضطر إسرائيل إلى التعامل مع موضوع إطلاق سراح الأسرى ، ولكن بصيغة حل وسط وليس كما يريد الفلسطينيون ، بحسب تعبيره.

شاليط يوحد فتح وحماس

وفي ما يتعلق بنواب حركة فتح ومدى مساندتهم لحكومة حماس التي عارضوها سابقا ، أوضح اللحام ، ان حركة فتح وهي حركة تحرير وطنية لا تنقصها الأخلاق الرياضية لتوقف التنافس إلى حين وقف العدوان .

وشكر رئيس تحرير وكالة معا ، الجندي الأسير الذي وحد الصفوف الفلسطينية ، وأوقف موجة الاقتتال الداخلية التي اندلعت بين حركتي حماس وفتح مؤخرًا ، حيث قال ، quot; على كل حال شكرا للجندي الإسرائيلي الأسير الذي أوقف الاقتتال الداخلي ، وأوقف التنافس غير الشريف على السلطة ، وجعل القادة ينتبهون إلى أننا شعب واحد ومصير واحد ودم واحدquot;.

وأكد المحلل السياسي ، ان حركة فتح أمامها احتمال واحد للفوز ثانية بقلب الناخب ، وهو التعفف عن الكراسي والعودة إلى قاعدتها الجماهيرية التي تستحق قيادة أفضل بكثير من القيادة الحالية ، بحسب اللحام.

كما أوضح اللحام ، ان قاعدة فتح مظلومة مرتين ، مظلومة بقيادتها ومظلومة باحتسابها على المستفيدين من السلام ، رغم أن معظم كادرها في قبور الشهداء أو في زنازين الاحتلال وفقط فئة صغيرة هي المستفيدة من الترهل السياسي الحالي ، على حد تعبيره.