سمية درويش من غزة: أربكت مهلة المقاومة الفلسطينية التي تأسر الجندي quot;جلعاد شاليطquot; ، صناع القرار في الدولة العبرية، حيث باتت حكومة اولمرت أمام مفترق طرق ، إما الرضوخ لمطالب المجموعات المقاتلة ، أو ترك جنديها للذبح كسابقه.وبحسب متخصصين بالشأن السياسي الإسرائيلي ، فان تل أبيب ستقدم عروضًا من تحت الطاولة للمجموعات المقاتلة ، والاستجابة لمطالبهم ولو بشكل جزئي .
وكانت منظمة جيش الإسلام أحد الفصائل
هذا وتتعرض حكومة اولمرت لضغوط من أسرة الجندي الأسير ، والرأي العام الإسرائيلي للحفاظ على حياة الجندي ، مذكرين حكومتهم بـquot;فاكسمانquot; الذي اختطفته quot;حماسquot; بمنتصف التسعينات وتم قتله بعدما حاصر الجيش الإسرائيلي مكان احتجازه.
محاكمة جلعاد
وقال المحلل السياسي ناصر اللحام ، لـquot;إيلافquot; ان المقاومة الفلسطينية تستطيع محاكمة الجندي الإسرائيلي الأسير ، أو نقل ملفه إلى أي عاصمة عربية للتفاوض ، مؤكدا ان المقاومة تستطيع أيضا قطع الاتصالات مع الوفود والوساطات إلى حين وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .
ودعا اللحام الذي يرأس تحرير وكالة معا الفلسطينية ، المقاومة التي تحتجز الجندي الإسرائيلي إلى بث شريط للأسير وهو يناشد الجمهور الإسرائيلي ، حيث قال ، quot; لو كنت مكان المقاومة لاخترت الاحتمال الأخير وجعلت الجندي يعلن أن المقاومة عاملته بكل احترامquot;.
وأوضح اللحام ، ان بيان المقاومة الأخير الذي هدد بطي صفحة الجندي الإسرائيلي بيان ذكي جدا ، وهو يدل على أن جهة محترفة إعلاميا وبسيكولوجيا تتولى أمر مقارعة إسرائيل.
ولفت إلى أن البيان لا يخلو من المخاتلة والذكاء الفطري ، وهو يفتح عيون الرأي العام الإسرائيلي ، ويعيد القصة كاملة لرأي الناخب ، منوها بأن إسرائيل كدولة رعناء على القانون الدولي لا تهتم بقرارات الأمم المتحدة ، ولكنها لا تجرؤ على تحدي الناخبين الإسرائيليين .
المقاومة أخطأت
واعترف المحلل السياسي ، بان المقاومة في الضفة الغربية سبق وأخطأت في العام 2001 ، حين أعدمت جنديين إسرائيليين في مخفر رام الله ، وألقت بجثتهما من النافذة ، ما قلب الرأي العام الإسرائيلي والعالمي ضد الفلسطينيين ، ولم يعرف حينها الشبان بأنهم وحين سحلوا جثة الجنديين في رام الله إنما أعطوا جيش الاحتلال ليذبح جنودنا في بيت ريما وبتونيا وجنين وبيت لحم ونابلس .
وقال اللحام ، إذا ما واصلت مقاومة غزة احترام الرأي العام فإنها ستنتصر لا محالة ، وان اولمرت سيوافق على التبادل رغم انفه ، أما إذا قتلت المقاومة الأسير فان إسرائيل ستغتال الحكومة وتقوم بانقلاب عسكري على الطريقة الاميركية ضد غزة.
شريط بصوت شاليط
وفي معرض رده على سؤال ، إن كانت هناك خيارات أمام المقاومة في حال رفضت إسرائيل طلباتها ، أوضح المحلل السياسي ، ان المقاومة تملك كل الخيارات فهي تستطيع نقل الملف ، وليس شرطا نقل الجندي إلى أي عاصمة عربية للتفاوض أو تستطيع أن تحاكمه أو تستطيع ان تعلن بأنها ستقطع الاتصالات مع الوفود والوساطات إلى حين وقف العدوان .
وتابع قائلا ، كما أنها تستطيع أن تبث شريطا له بصوته وهو يناشد الجمهور الإسرائيلي التدخل ، مضيفا ، quot; انا لو كنت مكان المقاومة لاخترت الاحتمال الأخير وجعلت الجندي يعلن أن المقاومة عاملته بكل احترامquot; ، حسب رأيه.
نفق مظلم
بدوره قال المحلل السياسي محمود سعيد ، ان ملف quot;شاليطquot; دخل الآن في طي المجهول حيث النفق المظلم ، مبينا بان كل الاحتمالات تبقى قائمة عند المجموعات المقاتلة.
وأوضح سعيد لـquot;إيلافquot; ، ان هذا الموضوع سيقود إسرائيل الى أحد اتجاهين ، إما باتجاه الإسراع في التعاطي بجدية مع المطالب الفلسطينية ، أو القيام بعملية عسكرية في محالة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي إذا توفر لدى تل أبيب معلومات حول مكان جنديها .
وأكد ان الوقت ليس في صالح المجموعات الفلسطينية ، متوقعا في نهاية الأمر أن تضطر إسرائيل إلى التعامل مع موضوع إطلاق سراح الأسرى ، ولكن بصيغة حل وسط وليس كما يريد الفلسطينيون ، بحسب تعبيره.
شاليط يوحد فتح وحماس
وفي ما يتعلق بنواب حركة فتح ومدى مساندتهم لحكومة حماس التي عارضوها سابقا ، أوضح اللحام ، ان حركة فتح وهي حركة تحرير وطنية لا تنقصها الأخلاق الرياضية لتوقف التنافس إلى حين وقف العدوان .
وشكر رئيس تحرير وكالة معا ، الجندي الأسير الذي وحد الصفوف الفلسطينية ، وأوقف موجة الاقتتال الداخلية التي اندلعت بين حركتي حماس وفتح مؤخرًا ، حيث قال ، quot; على كل حال شكرا للجندي الإسرائيلي الأسير الذي أوقف الاقتتال الداخلي ، وأوقف التنافس غير الشريف على السلطة ، وجعل القادة ينتبهون إلى أننا شعب واحد ومصير واحد ودم واحدquot;.
وأكد المحلل السياسي ، ان حركة فتح أمامها احتمال واحد للفوز ثانية بقلب الناخب ، وهو التعفف عن الكراسي والعودة إلى قاعدتها الجماهيرية التي تستحق قيادة أفضل بكثير من القيادة الحالية ، بحسب اللحام.
كما أوضح اللحام ، ان قاعدة فتح مظلومة مرتين ، مظلومة بقيادتها ومظلومة باحتسابها على المستفيدين من السلام ، رغم أن معظم كادرها في قبور الشهداء أو في زنازين الاحتلال وفقط فئة صغيرة هي المستفيدة من الترهل السياسي الحالي ، على حد تعبيره.
التعليقات