الدار البيضاء: حل خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم السبت بالدار البيضاء في بداية زيارة رسمية للمملكة تستمر ثلاثة أيام بدعوة من الملك محمد السادس. وكان في استقبال الرئيس الإماراتي بمطار محمد الخامس العاهل المغربي محمد السادس مرفوقا بالأمير مولاي رشيد.

ويضم الوفد المرافق لخليفة بن زايد آل نهيان على الخصوص سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية و منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة و عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية و سلطان بن حمدان آل نهيان المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة و لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الاقتصاد و عبد الرحمان محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع .

و هذه تكتسي الزيارةأهمية خاصة في الدفع بالعلاقات العريقة التي تجمع البلدين. كما تشكل هذه الزيارة, تأكيدا قويا لحرص البلدين على ترسيخ العلاقات المغربية الإماراتية و تعكس الروابط المتينة والمتأصلة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات. وعلى امتداد السنوات الماضية حافظت هذه العلاقات على مكانتها المتطورة, كما أنها مرشحة لمزيد من الازدهار بالنظر لكونها تتأسس على مبادىء الواقعية والتضامن في مواجهة الازمات والمحن .

كما تأتي زيارة الرئيس الاماراتي الى المغرب, في ظل ظرفية عربية دقيقة وعصيبة, تشهدها منطقة الشرق الاوسط جراء العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية ولبنان, وهو الامر الذي يستلزم مزيدا من تنسيق الجهود, للعمل على وضع حد لمأساة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

وتشهد العلاقات المغربية الاماراتية طفرة جديدة تشمل كافة مجالات التعاون القائم على أسس الشراكة القوية والتفاهم الكامل بين قيادتي البلدين.

فعلى المستوى الاقتصادي, تشهد العلاقات المغربية الاماراتية تطورا يعكسه مدى الاقبال الاماراتي على إنجاز عدد من المشاريع في المغرب, إذ اعتبرت وزيرة الاقتصاد والتخطيط أن quot; المغرب يمثل واحة بالنسبة للاماراتيين للاستثمارquot;.

وباعتبار الموقع الجغرافي الاستراتيجي والاستقرار السياسي والاقتصادي للمغرب , جعل منه فضاء متميزا لاستقطاب استثمارات عدد من المجموعات الاستثمارية الاماراتية وخاصة في مجال السياحة والعقار ( إعمار ودبي القابضة).

كما ساهمت اللجنة المشتركة الاماراتية المغربية التي تنعقد بشكل دوري, بشكل فعالفي تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي والاستثماري, فضلا عن تذليل العراقيل التي تعترض سبيل تنمية التبادل التجاري.

ولعل دخول اتفاق اقامة منطقة للتبادل الحر بين المغرب والامارات حيز التنفيذ سنة2003 , ليعد دليلا مهما على مدى نجاعة العمل الذي تقوم به هذه اللجنة في تعبيد السبيل امام الرقي بالعلاقات الاقتصادية التي تشكل عماد التنمية.

ولا يقتصر الحضور الاماراتي في المغرب فقط على الجانب الاقتصادي, بل تخطى ذلك الى الاعمال الاجتماعية والانسانية مرورا بالدور الفعال في تنشيط الحركة الاقتصادية وتكريس التفاهم بين البلدين في القضايا ذات الإهتمام المشترك .

كما يتفق البلدان على نهج سياسة تتسم بالواقعية والاعتدال والتعبير عن التضامن. فقد ساندت الامارات العربية المتحدة على الدوام مطالب المغرب المشروعة في ما يتعلق باسترجاع الجيوب المستعمرة, واستكمال وحدته الترابية. وهو التضامن نفسه الذي ما فتئ يعبر عنه المغرب في مواجهة الاطماع الايرانية التي تحتل ثلاث جزر اماراتية وهي أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى, مما ساعد بشكل كبير على تنسيق المواقف بين البلدين.

ويعكس تعزيز العلاقات المغربية الاماراتية في العديد من المجالات, تطلع البلدين الى الرفع من وتيرة التعاون الثنائي مع العمل في الوقت نفسه على استكشاف آفاق مستقبلية جديدة مما يجعل التعاون بين البلدين الشقيقين نموذجا يحتذى به في العالم العربي.