الياس توما من براغ: أشار أحدث استطلاع للرأي إلى أن 85% من المواطنين التشيك لا يوافقون على إقامة قاعدة اعتراض صاروخية أميركية في بلادهم على خلاف مواقف بعض القيادات السياسية والحزبية في البلاد. ويرى بعض المحللين هنا أن هذا الموقف للمواطنين التشيك ينبع من حساسية القضية من جهة وللتجربة القاسية التي عاشتها بلادهم في ظل الوجود العسكري السوفيتي الذي امتد لسنوات طويلة من جهة أخرى.

وتؤكد عمدة بلدة بوشتات الينا اوتاهالوفا التي يقال بان الأميركيين قد أعجبتهم المنطقة العسكرية التي فيها لنصب القاعدة الصاروخية الأميركية الاعتراضية بأن اغلب سكان المنطقة يعترضون على إقامة القاعدة.

وتضيف لقد سعدنا بالتخلص من الروس والآن يريدون أن يجلبوا لنا بالأميركيين. إن الأمر يبدو وكأنه انتقال من حائط إلى أخر وتابعت في حديث اليوم لبرافو أن المخاوف كبيرة في المنطقة من جراء نصب قاعدة فيها لان ذلك لن يجلب لها شيئا ايجابيا بل يمكن أن نصبح عرضة لهجوم محتمل الأمر الذي سيكون سيئا.

وبالتوافق مع هذا الرأي قال عمدة بلدة برشاسلافيتس تشستمير روخوفانسكي إن له رأي مماثل وان الأخبار التي تحدثت عن إمكانية اختيار منطقة ليبافا العسكرية لم تشكل بالنسبة له مفاجأةquot; فهم اتفقوا على ذلك قبل عشرة أعوام والآن يقدمون ذلك للرأي العامquot;.

وأضاف لماذا يريدون إقامة القاعدة عندنا ؟ إن هذا الأمر سيجلب المشاكل لمنطقتنا فقط فليترك الأميركيون صواريخهم لديهم وليتحملوا مسؤولية ذلك بأنفسهم وأنا كمواطن في هذه المنطقة لا أريد هذا القاعدة.

من جهتها قالت كاترجينا بوتكوفا من منطقة هلوبوتشيك التي تمتلك أطول حدود مع منطقة ليبافا العسكرية بان المخاطر ستكون كبيرة وان الخوف يسود من إمكانية إقامة هذه القاعدة وان هذا الأمر ليس رأيها وإنما رأي سكان المنطقة أيضا وأن هذا الأمر لا يعجبهم quot; فنحن سعدنا بخروج السوفييت ونستطيع بحرية الخروج إلى الغابات المجاورة أما في حال حضور الأميركيين فان كل شيء سينهار وسنضطر من جديد للعيش في الشوارع وهذا ما نرفضه.

وردا على ما ذكرته قناة بريما التلفزيونية التشيكية أمس الأول بان الخبراء الأميركيين الذين زاروا عدة مناطق عسكرية في تشيكيا مؤخرا قد فضلوا منطقة ليبافا العسكرية لنصب القاعدة الأميركية ولذلك فان الخيار قد يقع عليها قال وزير الدفاع التشيكي كارل كينل أن من المبكر التحدث عن المكان الذي يمكن أن يتم اختياره لان الخبراء قالوا عند مغادرتهم البلاد إن القرار النهائي حول المكان المناسب لنصب القاعدة سيتخذ في وقت أقصاه نهاية هذا الشهر.

وحسب المصادر العسكرية التشيكية فان الأميركيين يختارون بين تشيكيا وبولونيا والمجر غير أن المصادر الحكومية التشيكية تؤكد أن الأميركيين لم يطلبوا بعد رسميا من تشيكيا الموافقة على نصب القاعدة في بلادهم ولذلك فان الموقف التشيكي الرسمي لن يجري التعبير عنه إلا بعد استلام الطلب الأميركي الخاص بذلك.

و لا تسود حالة من الوفاق بين السياسيين بشان هذه القاعدة فرئيس الحكومة يشدد على حساسية القضية ويرى بان البت بشأنها يجب أن يتم باستفتاء فيما يعبر رئيس الحزب المدني ميريك توبولانيك الذي فاز بالانتخابات النيابية الأخيرة لكنه لم ينجح حتى الآن في تشكيل حكومة تستطيع الحصول على ثقة البرلمان بأنه يؤيد إقامة القاعدة وانه يكفي للموافقة عليها الحصول على موافقة البرلمان أما الحزب الشيوعي المعارض فيرفض بقوة إقامة القاعدة وكذلك يميل إلى هذا الموقف حزب الخضر.