كييف : أرجأ البرلمان الاوكراني الى الجمعة التصويت للمصادقة على تعيين فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا رئيسا للوزراء، في منصب سيلزمه تقاسم السلطة مع خصمه القديم الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو الموالي للغرب.وافاد الناطق باسم رئيس الوزراء الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش ان البرلمان الاوكراني اجل الى الجمعة التصويت للمصادقة على تعيين يانوكوفيتش رئيسا للوزراء لاسباب quot;اجرائية محضةquot;، دون اعطاء توضيحات اضافية.
ولن يواجه تثبيت هذا التعيين مشكلة رئيسة لان التحالف الموالي للروس بزعامة يانوكوفيتش يملك الغالبية داخل البرلمان، علما ان الرئيس يوتشنكو، الوحيد القادر على عرقلة التعيين، اعطى الضوء الاخضر لذلك بعد ان كان هدد بحل المجلس في وقت سابق.
كما وقع الرئيس يوتشنكو الخميس وثيقة وحدة وطنية مع الفريق الموالي لروسيا، بطريقة تضمن على ما يبدو التوجه الموالي للغرب لاوكرانيا، رغم الحل الوسط الدقيق الذي تم التوصل اليه حول انضمام اوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي. واتفق الطرفان على ان انضمام البلد الى الحلف الذي يؤيده يوتشنكو بقوة ويعارضه مؤيدو روسيا، سيكون خاضعا للتصويت في استفتاء الشعبي.
بيد ان الاوكرانيين لا يزالون في غالبيتهم معارضين لهذه الفكرة، ما يبعد امكانية انضمام سريع لاوكرانيا الى الحلف. بالمقابل، وافق الموالون لروسيا، اقله على الورق، على احتمال انضمام اوكرانيا الى الحلف الذي يثير غضب مناصريهم وموسكو.
وثبتت الوثيقة موقع اللغة الاوكرانية كلغة البلاد الرسمية، بيد انها ضمنت quot;الاستعمال الحر للغة الروسيةquot;، التي تنتشر على نطاق واسع في الشرق وفي جنوب البلاد، وصولا الى العاصمة كييف.
واثارت هذه المواضيع جدلا كبيرا في الحملة التشريعية في الربيع والتي رفع فيها الموالون لروسيا شعار رفض الانضمام الى حلف شمالي الاطلسي ووعدوا بجعل الروسية اللغة الرسمية الثانية. وانتقدت الحليفة السابقة للرئيس الاوكراني في الثورة البرتقالية نهاية العام 2004 ايوليا تيموشنكو التنازلات التي قدمها ووصفتها بانها quot;استسلامquot;، رافضة التوقيع على الوثيقة قبل ان تعلن الانتقال الى صفوف المعارضة.
ووقع حزبا quot;اوكرانيا لناquot; وquot;حزب المناطقquot; التابع ليانوكوفيتش على مذكرة تفاهم بهدف تشكيل ائتلاف سيسمح لحزب الرئيس البقاء في الحكومة وللرئيس بالاحتفاظ بالسيطرة على سياسة الفريق الحاكم الذي سيشكل مستقبلا.
بيد ان موقع الرئاسة بات اضعف بعد دخول التعديلات الدستورية التي اقرت في كانون الثاني/يناير 2004 موضع التنفيذ، علما انها عززت بالمقابل صلاحيات رئيس الوزراء والبرلمان.وقال حزب المناطق ان تشكيل الحكومة يمكن ان يستمر قبل نهاية الاسبوع.
واضطر فيكتور يوتشنكو الى القبول بتعيين خصمه في الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية العام 2004 بعد اربعة اشهر على الازمة السياسية التي انطلقت بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 آذار/مارس.ولم يحصل اي فريق على الغالبية المطلوبة للتمكن من الحكم، بعد ان عجز الحلفاء الذين اجتمعوا في الثورة البرتقالية عن توحيد صفوفهم، ليتمكن الفريق الموالي لروسيا من تشكيل غالبية وفرض يانوكوفيتش كرئيس للوزراء.
وتعتبر عودة يانوكوفيتش الى المنصب الذي كان احتله من العام 2002 الى العام 2004 تحديا شخصيا ليوتشنكو، وهي خطوة لن يتقبلها مؤيدوه بسهولة.
ويعتبر المحللون ان تعيين يانوكوفيتش يضع حدا للفوضى السياسية في اوكرانيا، ومن المتوقع ان يلقى ارتياحا في الاوساط الاقتصادية. ويلتقي الرئيس الاوكراني ورئيس وزرائه على انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي.واكد الرئيس الاوكراني ان السياسة الخارجية لبلاده ولا سيما التوجه للاندماج في المجال quot;الاوروبي-الاطلسيquot; لن تتغير.
التعليقات