لندن: قالت صحيفة الفاينانشل تايمز ان quot;حزب الله اعاد رسم خريطة الشرق الاوسطquot;، وعززت الموضوع بكاريكاتورا لمجموعتين من الاشخاص، شيعة وسنة، وبينهما شرخ تسده صورة كبيرة لحسن نصر الله. وتقول الصحيفة ان quot;ما يعتبر انتصارا لحزب الله في الحرب ضد اسرائيل قد يكون قصير الامد، لكنه يسلط الاضواء على تطورات جديدة ومهمة. فللمرة الاولى، لم يستطع الجيش الاسرائيلي الانتصار في حرب من الحروب، وذلك في وجه حركة مسلحة شيعية، علما ان كل من واجه اسرائيل من قبل كانوا سنة.
وتتابع ،في الواقع ان جهود اسرائيل للقضاء على حزب الله لم تكن شبيهة بالحروب العربية الاسرائيلية السابقة، بل اظهرت توجهات جديدة مختلفة ومعقدة في الشرق الاوسط، أولها عودة الجبهة الاسلامية الراديكالية التي ترفض السلام مع اسرائيل الى الواجهة.

ثانيا، هناك شرخ متزايد بين السنة والشيعة في منطقة الخليج. وثالثا وأخيرا، تغير الدينامية السياسية بعد دخول الحركات الاسلامية الراديكالية مؤخرا الى الساحة السياسية، كما الشأن بالنسبة لحماس وحزب الله.

وتعمل سوريا وايران بتشكيلهما جبهة راديكالية ضد السلام مع اسرائيل ضد المصالح الاميركية ولصالح الشعارات القومية العربية اكثر من أي ايديولوجية اسلامية. فـquot;الشارع العربي السنيquot; اعتنق حسن نصر الله على انه بطل عربي جديد، لكن جاذبية الامين العام لحزب الله تضعف رسالة أسامة بن لادن في الشرق الاوسط.

وكون هذه الجبهة الراديكالية يسيرها شيعة او شيعة علمانيون، كما الحال في سوريا، أمر هام أيضا، فمنذ الغزو الامريكي للعراق في 2003، كانت معظم مخاوف الانظمة الخليجية والاردن مركزة لا حول الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني، بل حول quot;الهلال الشيعيquot; المتنامي، الذي يجعل حقول النفط شمالي الخليج تحت سيطرة ايرانية.

وتتابع الصيفةquot;كان مشايخ سعوديون قد اصدروا فتوى تدين الشيعة على انهم كفار، لكنهم اضطروا لتغيير رأيهم بعد quot;انتصارquot; حزب الله، وكذلك الامر بالنسبة لرجال الدين السنة. فنفس الفقهاء الذين انتقدوا الشيعة اصدروا فتاوى تدعم حزب الله ضد اسرائيل. وعلى المستوى الحكومي، اصبح الصمت الواضح لكل من الاردن ومصر والعربية السعودية بعد الهدنة اللبنانية علامة على الحرج . quot;

وتضيف الفاينانشل تايمز ان سوريا وايران اسرعا باعلان انتصارهما ايضا، فسوريا تريد استعادة دورها في لبنان وهي فرحة بتدمير اسرئيل البنية التحتية واضعافها للحكومة، مادامت اسرائيل لا تضر سوريا. لكن ما يثير الاستغراب ان سوريا يحميها ضعفها: فسقوط النظام السوري سيفتح المجال امام الاخوان المسلمين على رأسها. ورغم كون الاخوان المسلمين في سوريا اكثر اعتدالا منهم في مصر او الاردن، الا ان اسرائيل والغرب لا يريدون اعطاء احزاب اسلامية فرصا أخرى.