بهاء حمزة من دبي: يبدوأن الصراع بين اسرائيل وحزب الله لم يقتصر على ميادين الحرب الفعلية وانما امتد الى الواقع الافتراضي ايضا حيث اطلق الإعلام الحربي في قسم الإنترنت المركزي التابع لحزب الله لعبة إلكترونية ثلاثية الأبعاد على غرار الألعاب الغربية تحاكي لغة العصر المعلوماتية وتبث روح المقاومة في أجيال الأمة وتنويع ساحات المواجهة والرد على الهجمة الإعلامية الغربية الرامية إلى تشويه صورة المسلمين والعرب. لكن العدو فيها هذه المرة هو الاسرائيلي في تجربة تعيد إستحضار تجربة المقاومة وتحرير الجنوب اللبناني من خلال العالم الإفتراضي. واللعبة مقدمة بأسلوب ممتع تحت شعار quot;كن شريكاً في النصرquot; في اللعبة الخاصة الجديدة التي تحمل اسم quot;القوة الخاصةquot;.
وعلى غلاف لعبة القوة الخاصة تظهر صورة لمقاوم يحمل بندقية أمريكية من طراز quot;أم 61quot; مصوبة باتجاه دبابة اسرائيلية. وعلى الجهة الأخرى للغلاف تظهر عبارة quot;كن شريكاً في النصر حارب قاوم دمر عدوك معنا في لعبة القوة والنصرquot;.
وتبدأ معظم ألعاب الكومبيوتر بمقدمة استعراضية تبرز قوة اللعبة ورسالة عن مضمونها وتكون في أغلب الأحيان مقطع فيديو ثلاثي الابعاد وبالنسبة إلى مقدمة لعبة القوة الخاصة كانت الأفكار كثيرة حول إعداد مقطع فيديو قصير يختصر موضوع اللعبة وكان اختيار التركيز على تحطيم الدبابة الأسطورية الميركافا رمز التفوق الاسرائيلي المزعوم وأحد تجليات هذا التفوق التي كان يقنصها ويدمرها مجاهدي المقاومة الاسلامية. و إن الاسلحة المستخدمة في لعبة القوة الخاصة هي أسلحة حقيقية وليست خيالية بل هي الأسلحة نفسها التي كان يستخدمها رجال المقاومة الإسلامية أثناء اقتحامهم لمواقع العدو الاسرائيلي. وقد تم تصميمها بشكل دقيق ومقارب للواقع حتى لجهة حركات إطلاق النار وتغيير الذخيرة والتنقل بين الأسلحة المختلفة. وبقدر ما تحمل هذه اللعبة من جو جهادي فإنها في الوقت نفسه تتميز بحِرفيتها ومهنيتها وهذا ما يبرز بشكل جلي عند الإطلاع على ما تقدمه اللعبة من إمكانيات لا تقل أبداً عن تلك الموجودة في مثيلاتها من الألعاب الأجنبية. وتتميز هذه اللعبة بتعدد مستوياتها بحيث يمكن اللعب فيها على ثلاثة مستويات هي مبتدئ متوسط ومحترف ويجب تحقيق نتائج كبيرة من أجل التمكن من الاستمرار في اللعب. وتتضمن اللعبة في نسختها الأولى ثلاث مراحل هي مركز التدريب واقتحام موقع طلوسة والعمليات الخاصة.
كلية عباس موسوي
ومن أجل مهاجمة مواقع العدو الاسرائيلي التي كانت موجودة في جنوب لبنان يتعين على اللاعب الخضوع إلى تدريب في quot;كلية عباس الموسوي الحربيةquot; الأمين العام السابق لحزب الله الذي اغتيل عام 1992ولتأهيل اللاعب للعمليات الخاصة يتضمن التدريب مجموعة اختبارات أولها الرماية حيث يكون رأس رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون وغيره من القادة العسكريين الصهاينة هم أهداف التصويب ثم يتعلم اللاعب بعض الخبرات القتالية مثل القفز وإطلاق النار وإلقاء القنابل والسباحة. وعندما يجمع اللاعب النقاط الكافية ينال تنويهاً ووساماً من الأمين العام للحزب الشيخ حسن نصر الله ليصبح بعدها عضواً في القوة الخاصة وتكون أولى مهامه المشاركة في اقتحام موقع عسكري هو الموقع الاسرائيلي على طرف بلدة طلوسة الجنوبية. فيتلقى بعض التعليمات من غرفة عمليات المقاومة الإسلامية ويطلب منه في المرحلة الثانية تطهير الوادي الفاصل بين نقطة الانطلاق والموقع المستهدف من الألغام والأسلحة الآلية. وبعدها يصل اللاعب إلى مشارف الدشم الرئيسية حيث يتعرض لقصف بمدفعية الهاون من الموقع ويشتبك مع حاميته حتى يستطيع دخوله. وعندها يجب التصدي للجنود المختبئين داخل الموقع وعليه تدمير الدبابات والأسلحة الرشاشة حتى يستطيع النزول إلى الملجأ والغرف الداخلية للموقع.
وتعمد مصممو اللعبة إظهار الموقع الذي اقتحمه الحزب فعلاً خلال الاحتلال الاسرائيلي للجنوب بأدق تفاصيله. أما المرحلة الثالثة فهي عملية خاصة إذ يتلقى اللاعب تعليمات بأن هناك وحدة من الكوماندوز الاسرائيلي اقتحمت بلدة ميدون وهي قرية بقاعية شهدت مواجهة عنيفة بين الصهاينة وحزب الله. وتكون مهمة اللاعب الدخول إلى تلك القرية وطرد العدو الذي غزا الأرض وتتميز تلك المرحلة بصعوبتها ودقة استعمال الأسلحة وسرعة التحرك. وتشتمل اللعبة أيضاً على حرب مياه حيث ينزل اللاعب تحت الأرض لقطع مياه نهر الوزاني عن المستوطنات الاسرائيلية وتحويلها إلى القرى الجنوبية العطشى. وتتمثل الجائزة الكبرى للاعب المنتصر في دخوله إلى مقابر الشهداء والعيش معهم المجد الذي حققوه في هذا العالم.
تحت الرماد
ويجري الآن تطوير لعبة جديدة باسم quot;لعبة المقاومةquot; بقسم الكمبيوتر التابع لحزب الله وستكون اللعبة مصممة بتقنية عالية تقوم على المروحيات والعمليات العسكرية الجديدة المتنوعة.وفي عام 2001 أطلقت شركة quot;أفكار ميدياquot; للبرامج الإلكترونية في دمشق لعبة كمبيوتر مكرسة لخدمة القضية الفلسطينية بعنوان quot;تحت الرمادquot; في أول تجربة على الإطلاق لإنتاج ألعاب إلكترونية عربية ثلاثية الأبعاد. وأثارت لعبة quot;تحت الرمادquot; موجة من ردود الفعل العالمية ليس فقط لأنها عربية الصنع وذات مواصفات تقنية عالية بل لكونها ترتبط بالقضية الفلسطينية والصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولتجريب هذه اللعبة فقد تم افتتاح موقع على شبكة الإنترنت لتخديمها ولوضع مراحل مجانية فيه حيث يستطيع زائر الموقع الذي لاقى نجاحاً كبيراً نسخ اللعبة إلى جهازه والاستمتاع بها بالإضافة إلى التعرف على الهدف من المشروع وشخصيات القصة. ولكن استطاعت مجموعة من المخربين اختراق موقع اللعبة ومحو البيانات الموجودة فيه كافة وتوقيفه عن العمل لمدة ساعة كاملة ريثما تم اكتشاف الخلل من قبل طاقم الدار الفني ومعالجة الموضوع. غير أن المعركة لم تنته عند هذا الحد ففي موجة الهجوم الثانية على الموقع بعد مرور 48 ساعة على الهجوم الأول تم محو المعلومات الموجودة فيه للمرة الثانية وتعطيل مواقع الدار الأخرى. ويستطيع اللاعب من خلال هذه اللعبة الرائعة المشاركة بيوميات الانتفاضة والمقاومة بحرية بشكل افتراضي. وتحكي اللعبة قصة شاب فلسطيني يعيش حياة مسالمة في مدينة القدس وعندما يذهب أحمد إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى يواجه قوات الاحتلال وهي تمنعه من دخول المسجد ويتعرض للحواجز وإطلاق النار فيما يكون الحجر هو سلاحه الوحيد. ويزداد تعمق اللعبة في الواقع الفلسطيني عندما يقتحم جنود الاحتلال المسجد الأقصى ويطلقون الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين الذين يصاب بعضهم مما يدفع أحمد إلى الاشتباك مع أحد الصهاينة ويجرده من سلاحه ويقتله فيصبح معه سلاح يخوض به المواجهات. وفي مراحل اللعبة التالية يقوم أحمد بمساعدة الأهالي الذين تعرضوا لاعتداءات الجنود والمستوطنين الصهاينة ويقتحم مخزنا للأسلحة ويشترك في عمليات فدائية قبل أن يلقى القبض عليه ويسجن في سجن الرملة. ولكنه يفر من المعتقل ويتعاون مع المقاومة اللبنانية في تنفيذ عملية في جنوب لبنان حين كان محتلا. وفي لعبة quot;تحت الرمادquot; توجد أيضا قصة المرأة التي قامت بالعملية الاستشهادية في تأكيد على الاستعداد للتضحية بالحياة من أجل الآخرين. هذه المرأة الشابة كانت قد أودعت أطفالها عند أقاربها قبل أن تفجر قنبلة في وسط الجنود الصهاينة الذين كانوا قبيل ذلك قد قتلوا زوجها رميا بالرصاص دون أي رحمة.
ممنوع قتل المدنيين
كما أنتجت دار الفكر أيضا لعبة إلكترونية ثانية بعنوان quot;تحت الرماد 2quot; أو quot;تحت الحصارquot; لتكون مكملة لسابقتها وأكثر تطورا في تصميمها وميزاتها وأفكارها وفي ملاءمتها لشريحة أكبر من المستخدمين. وتعتمد لعبة quot;تحت الحصارquot; على مسلمات واقعية كما كان الأمر أيضا في لعبة المستوى الأول quot;تحت الرمادquot; وتدور المشاهد الافتتاحية حول العملية الانتحارية التي قام بها الإرهابي الاسرائيلي الأميركي الأصل باروخ جولدشتاين. وكان هذا اليهودي المتطرف قد قتل سبعا وعشرين وجرح ما يزيد عن مائة فلسطيني أثناء الصلاة في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل عام .1994 وأبطال لعبة quot;تحت الحصارquot; لديهم الفرصة لمحو هذه الحادثة وكأنها لم تكن حيث يستطيعون قتل باروخ جولدشتاين رميا بالرصاص بمنتهى السرعة والدقة. وعن قريب سوف تظهر لعبة quot;تحت الحصارquot; باللغة الإنجليزية حيث قام بترجمتها متطوعون من أوروبا وأسيا وأمريكا الجنوبية.المهم في الأمر أن هذه الألعاب الإلكترونية العربية تناقش قضية الصراع العربي/الاسرائيلي من خلال مجموعة من الشخصيات التي تمثل أبطال الألعاب في تأكيد على دور الاتحاد والجماعة وبث روح الفريق والتفكير الاستراتيجي بعيدا عن أسلوب الألعاب الأميركية الذي يعتمد على البطل الفردي. وعلى عكس الألعاب الأمريكية فإن الألعاب العربية ليست لمجرد القتل ولكنها تروي قصصا واقعية تدور حول الشباب الذين يرمون الدبابات بالحجارة ويردون القنابل المسيلة للدموع وتدور أيضا حول الرجال الذين يحملون الأسلحة الآلية ويقاتلون بها جيش الاحتلال الاسرائيلي. والطريف ان الألعاب العربية تعاقب على قتل للمدنيين. ففي لعبتي quot;تحت الرماد وتحت الحصارquot; هناك خصم للنقاط أو ما يسمى quot;اللعبة انتهتquot; إذا قتل اللاعب أحد المدنيين وفي لعبة quot;القوات الخاصةquot; التي طورها حزب الله لا يوجد مدنيون إطلاقا يمكن أن يمسوا بسوء.
التعليقات