نبيل شرف الدين من القاهرة : قال نور الدين المازني الناطق باسم الاتحاد الأفريقي إن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قرر إنهاء تفويض قواته التي تراقب وقف اطلاق النار في اقليم دارفور الواقع غرب السودان يوم الثلاثين من أيلول (سبتمبر) الجاري، وربط المازني بقاء قوات الاتحاد الأفريقي في الإقليم بعد نهاية الشهر الحالي بموافقة السودان الصريحة على نشر قوات دولية في الاقليم .
وأشار المازني إلى أن قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي يأتي في إطار تأكيد الاتحاد على قراراته السابقة المتعلقة بانتقال تفويض مراقبة وقف إطلاق النار في الإقليم إلى الأمم المتحدة .
وأمهلت وزارة الخارجية السودانية الاتحاد الإفريقي أسبوعا للرد على قرارها الداعي إلى استمرار بعثته في دارفور وفقا لاتفاق أبوجا أو الانسحاب بنهاية سبتمبر الجاري، شريطة ألا تكون ضمن قوة تابعة للامم المتحدة، في حين دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الخرطوم الى الامتثال للقرار 1706 عبر القبول بنشر قوات دولية في الاقليم .
وقال دبلوماسي افريقي ان الحكومة خففت موقفها خلال الليل لانها ادركت ان طرد قوات الاتحاد الافريقي سينهي تنفيذ كل بنود اتفاق السلام الذي توسط الاتحاد في إبرامه في أيار/ مايو الماضي، وقال الدبلوماسي ''انا واثق من ان المتحدث باسم وزارة الخارجية وآخرين لم يتحدثوا من تلقاء انفسهم .
يأتي هذا في وقت تواصل فيه المفوضية الأوروبية ضغوطها على السودان لقبول نشر قوات دولية، مؤكدة أن تلك العملية هي الخيار الوحيد لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وقال متحدث باسم المفوضية ''إننا نتوقع أن تعترف السلطات السودانية بأن تلك البعثة مهمة وأنها ستساعد شعبها على البدء في حياة جديدة'' .
وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت من قبل أنها ستتولى بنفسها مسؤولية الأمن في إقليم دارفور، ورفضت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1706 بنشر قوات دولية لحفظ السلام في الإقليم، وقالت quot;إنه صدر عقب توقيع الحكومة على اتفاق أبوجا للسلام في دارفور برعاية دولية، بينما تشهد الأوضاع الأمنية هناك تحسنا نوعياً لا يستثنى منه إلا بعض الانتهاكات من جانب متمردي ''جبهة الخلاص الوطني'' الرافضة للاتفاق المشار إليهquot;، وفق تصريحات حكومية سودانية .
وقتل عشرات الالاف منذ ان حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح متهمين الخرطوم بتهميش تلك المنطقة الجرداء. وتصف واشنطن جرائم الاغتصاب والقتل والنهب بأنها إبادة جماعية وهو اتهام ترفضه الخرطوم بشدة .
واشنطن:الوضعمقلق
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تعتبر الوضع في السودان quot;مقلقاquot; لان الحكومة ترفض ان تحل قوة من الامم المتحدة محل قوة الاتحاد الافريقي في دارفور وتعزز عناصرها.وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك quot;اعتقد ان رفض الخرطوم السماح بنشر قوة من الامم المتحدة والدعوة الى انسحاب قوة الاتحاد الافريقي، لم يبلغا رسميا الى الشركاء الدوليينquot;.واوضح quot;لذلك نأمل في الا يكون ذلك في الواقع موقف الحكومة السودانيةquot;.
ووصف ماكورماك ايضا ب quot;المقلقةquot; المعلومات حول زيادة عناصر الجيش السوداني في دارفور، حيث يتهم بالافساح في المجال لميليشيات الجنجويد بارتكاب اعمال وحشية.واضاف quot;على الحكومة السودانية ان تدرك، وفي رأيي ان تستوعب ما فعلته المجموعة الدوليةquot; لدى تبنيها الاسبوع الماضي قرارا يدعو الى نشر قوة لحفظ السلام في دارفور.
وذكر المتحدث بأن تطبيق هذا القرار يمكن ان يفرض على الرئيس السوداني عمر البشير.وخلص الى القول quot;نأمل كثيرا في ان تعطي الحكومة السودانية موافقتها. لكن كما ينص صراحة القرار، الموافقة مرغوب فيها لكنها ليست ضروريةquot;.
التعليقات