بوتين وسيط في قضية الصحراء
روسيا تسعى إلى استعادة هبتها في شمال إفريقيا


أحمد نجيم من الدار البيضاء : لم تأت زيارة فلاديمير الرئيس الروسي إلى المغرب لعقد اتفاقيات تعاون مغربية روسية تهم قطاعات العدل، والصيد البحري، والسياحة، والثقافة، والاتصال، والزراعة، والتربية البدنية، والصحة، والقطاع البنكي، بل شملت قطاعات أخرى أهمها بناء محطة نووية وصفقة لبيع الأسلحة. وتحدثت أخبار عن مساعي روسية لحل مشكل الصحراء المغربية، وقالت إن بوتين قام بزيارة إلى جنوب إفريقيا، وتباحث مع الرئيس ثابو مبيكي قبل أن يصل إلى المغرب. وكانت العلاقات المغربية الجنوب إفريقية شهدت توترا كبيرا بعد اعتراف حكومة بريتوريا بالجمهورية الصحراوية المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية، وكانت هذه الحكومة اقترحت مشروعا لحل قضية الصحراء أيام الرئيس مانديلا، وتتمتع روسيا بعلاقات قوية مع الحكومة الجزائرية، أحد أهم الأطراف في موضوع النزاع. وتسعى روسيا، حسب هذه الأخبار، إلى استرجاع مكانتها كقوة عظمى دوليا ونفوذها بمنطقة شمال إفريقيا عامة والجزائر على وجه الخصوص، والتصدي للولايات المتحدة الأميركية التي استطاعت أن تحول الجزائر والمغرب إلى حلفائها.

التوغل الروسي في المنطقة ظهر خلال هذه الزيارة بإعلان روسيا عرضها للمغرب بإنشاء محطة نووية في المغرب، وكانت أخبار قالت إن شركة أميركية تتكفل ببناء المحطة، قبل أن تعلن شركة quot;اتومستروي اكسبورتquot;، من خلال وكالة الأنباء الروسية عرضهابناء اول الذي يريد امتلاك الطاقة النووية بحلول 2017. وكانت مباحثات بين الجانين دشنت نهاية شهر آب (أغسطس) الأخير، قبل زيارة الرئيس الروسي إلى المغرب، وقالت الصحف الروسية إن بوتين أثار هذا الموضوع مع العاهل المغربي محمد السادس. وأهم ما جاءت به زيارة الرئيس الروسي إلى المغرب هو اتفاقية تعاون في مجال الصيد البحري، ستمتد الاتفاقية على مدى ثلاث سنوات، وسينطلق تطبيقها بشكل مؤقت ابتداء من 15 أكتوبر تشرين الأول 2006 ، تاريخ انتهاء مفعول الاتفاق الحالي بين الجانبين، تقضي الاتفاقية بالترخيص لـ 12 باخرة روسية بصيد فصيلات محددة من الأسماك في المياه المغربية، وحددت الكميات المرخص باصطيادها في 12 ألف طن من الأسماك السطحية الصغيرة في السنة الأولى، قبل أن تراجع الاتفاقية بعد ذلك.

وتحدثت صحف مغربية عن مساعي مغربية لشراء أسلحة من روسيا بعد صفقة جزائرية لشراء أسلحة روسية، تضمنت مقاتلات سوخوي وميغ وطائرات تدريب وقدرت الصفقة بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، وتحدثت الصحف عن دعم خليجي للمغرب للفوز بصفقة الأسلحة هذه، خاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وكان الرئيس الروسي بوتين أعلن قبل مغادرته المغرب أمس الخميس عن رغبة بلاده في quot;توسيع تعاونه (مع المغرب) في ميدان الطاقة، إذ توجد عدة آفاق واعدة، خاصة في مجال الطاقة الذرية والكهربائية، والاستخراج المشترك للنفط وكذا في ميدان الفلاحة.
[email protected]