بلير يدعو الى الهدوء بعد اسبوع من التناحر

هنية لبلير: قلب المشكلة هو الاحتلال

بلير في تل أبيب ورام الله بحثا عن مصالحة فلسطينية إسرائيلية

تل أبيب، القدس، واشنطن: بدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارة الى اسرائيل اليوم تهدف الى تشجيع الاسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ خطوات أولية نحو العودة الى طاولة المفاوضات. ووصل بلير لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء ايهود أولمرت وغيره من المسؤولين الاسرائيليين مخلفا وراءه النزاع في حزب العمال الحاكم في بريطانيا الذي أرغمه على الاقرار هذا الاسبوع بأنه سيترك منصبه خلال عام.

وتقول مصادر في المنطقة ان من المقرر أن يعقد بلير أيضا محادثات في الايام القليلة القادمة مع مسؤولين فلسطينيين. وقال المتحدث باسم بلير قبل الرحلة quot;انها لن تتعلق ببيانات كبيرة أو اتفاقات كبيرة. ما تتعلق به هو اقناع ... الناس بالتفكير مرة أخرى بشأن كيف نبدأ عملية سياسية.quot; وربما لا يبدو هذا التوقيت ملائما لمحاولة استئناف عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط.

فقد قتل نحو 1200 شخص في لبنان غالبيتهم من المدنيين و157 اسرائيليا غالبيتهم من الجنود في حرب استمرت 34 يوما بين اسرائيل وجماعة حزب الله بسبب خطف الجماعة لجنديين اسرائيليين في 12 يوليو تموز.

وقتلت اسرائيل أكثر من 200 فلسطيني نصفهم تقريبا من المدنيين خلال هجوم في غزة في محاولة لتحرير جندي اخر اسره نشطاء فلسطينيون. ومن المقرر أن يجتمع بلير مع أسر الجنود المخطوفين خلال الزيارة. ورغم حملة أوروبا والجامعة العربية لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط ينظر الى محادثات السلام في اسرائيل على أنها شيء خيالي.

فقد أرغمت الحرب اللبنانية أولمرت على الاقرار هذا الاسبوع بأنه أجل خطته للانسحاب بشكل أحادي من أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في غياب مفاوضات سلام مع الفلسطينيين.

الا أن الحرب اللبنانية عززت اعتقاد بلير بأهمية محاولة استئناف عملية السلام التي انهارت في عام 2000. وقال بلير خلال زيارة الى الولايات المتحدة في يوليو تموز quot;ما حدث في لبنان وغزة سيحدث مجددا ما لم نعالج الاسباب الكامنة للمواجهةquot;.

وخلال الزيارة نفسها قال بلير ان quot;قوس تطرفquot; امتد عبر الشرق الاوسط وان الطريق الوحيد الذي يمكن للغرب أن يهزمه من خلالها هو الفوز بمعركة القيم اضافة الى القوة. واوضح أن جزءا من معركة القيم هذه هو توجيه quot;ارادتنا بالكاملquot; لصنع السلام يبن اسرائيل وفلسطين.

الا ان تأثير بلير ونفوذه تقوضهما حقيقة أنه لن يكون في السلطة بعد عام من الان. ومن المفارقة أن تاييد بلير القوة للخط الامريكي خلال الحرب بين اسرائيل وحزب الله اللبناني غذى المعارضة بين بعض اعضاء حزب العمال الذي ينتمي اليه فيما تحول الى تمرد علني ضد بلير في الاسبوع الماضي.

وهناك علامة استفهام رئيسية بشأن رحلة بلير تتعلق بما اذا كانت مهمته أجازتها الولايات المتحدة وهي الدولة الوحيدة التي يكون لوساطتها تأثير كبير لدى الاسرائيليين.

وقال مسؤول أمريكي بارز هذا الاسبوع ان واشنطن ترغب في استئناف المحادثات الا أنه لم يعط اي اشارة على أن ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش مستعدة للتدخل. وقال متحدث باسم بلير quot;يتحدث رئيس الوزراء والرئيس بوش بشكل منتظم بهذا الشان.quot;

أولمرت مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني قريبا

من جهة ثانية قالت الاذاعة الاسرائيلية العامة أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ابلغ نظيره البريطاني الزائر توني بلير اليوم أنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;قريباquot;. وياتي تقرير الاذاعة في الوقت الذي يجري بلير محادثات مع اولمرت في القدس لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط.

وكانت الاذاعة الاسرائيلية العامة ذكرت في وقت سابق ان اولمرت ابلغ بلير انه سيلتقي عباس quot;قريباquot;. وكان اللقاء الاخير بين اولمرت وعباس جرى بشكل غير رسمي في الاردن في 23 حزيران(يونيو). ودعا بلير الى احياء عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال quot;من المهم للغاية ان نرى ما يمكننا فعله من اجل احياء هذه العمليةquot;. واضاف quot;ان الاتفاق الوحيد الذي يمكن ان يدوم (...) هو الاتفاق الذي يحل فيه الناس خلافاتهم من خلال السياسة وليس من خلال العنفquot;.

واشار quot;لدينا خطة للوصول الى ذلك: خارطة الطريق. وعلينا ان نجد السبل للعودة اليهاquot;. وقد صاغ الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والولايات المتحدة خارطة الطريق التي تحدد خطوات باتجاه اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بحلول عام 2005 تعيش جنبا الى جنب بسلام مع اسرائيل. واطلق المجتمع الدولي خارطة الطريق في عام 2003 الا انها لم تشهد اي تقدم منذ ذلك الوقت.

بوش يشيد بجولة بلير في الشرق الاوسط

بدوره اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن quot;سرورهquot; بشان الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للبنان واسرائيل والاراضي الفلسطينية. وقال بوش في بيان نشره البيت الابيض اثر وصول بلير الى اسرائيل اليوم السبت quot;اني اتمنى له التوفيق في الجهود التي يبذلها لدفع السلام والاستقرار في المنطقةquot;.

واوضح الرئيس الاميركي ان quot;انتشار مزيد من القوات الدولية في اطار يونيفيل (قوة الامم المتحدة العاملة في لبنان) سمح برفع الحصار الجوي والبحري عن لبنان، ما يجعل هذه الزيارة تاتي في الوقت المناسبquot;.

وباشر بلير باجراء مباحثات مع نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت، كما سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين كبار بالاضافة الى عائلات الجنود الاسرائيليين الاسرى في غزة ولبنان. ويتوقع وصول بلير الاثنين الى بيروت حيث سيلتقي نظيره فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب مصادر لبنانية رسمية. وقال بوش ان بلير quot;سيناقش طرق تسهيل التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي، لا سيما في ما يتعلق بمنع تزويد حزب الله بالسلاح القادم من ايران وسورياquot;.