للحد من التدهور الامني في العاصمة العراقية
خندق مائي حول بغداد لحمايتها من المتسللين

منظمات المجتمع المدني تلتقي في بغداد للمصالحة
عبد الرحمن الماجدي من امستردام: عادت فكرة حفر خندق مائي حول العاصمة العراقية بغداد للتداول من جديد لغرض حمايتها من المتسللين المسلحين وسياراتهم المفخخة. وكانت الفكرة طرحت العام الماضي اثناء تطبيق خطة البرق الامنية لكنها لم تنفذ حينئذ لاسباب لم تذكرها وزراة الداخلية العراقية. وتعكس العودة لفكرة الطوق المائي حول بغداد مدى الفشل الحكومي في الحد من العمليات المسلحة التي تستهدف المدنين والقوات العراقية عادة اضافة الى القوات الاجنبية في بعض الاحيان داخل العاصمة بغداد من قبل مسلحين يعارضون العملية السياسية في العراق. ويتشكلون وفقا لتقارير حكومية عراقية واميركية من اتباع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وبقايا من اتباع النظام العراقي السابق يجتمعون ويتفرقون ضمن مسميات عدة كمجلس شورى المجاهدين او المقاومة العراقية. ويسعون لاعاقة تنفيذ اي خطة امنية وافشال اي مشروع سياسي. وينشطون في مابات يعرف داخل العراق بالمناطق الساخنة التي تحيط بالعاصمة بغداد.

خبير امني عراقي صرح اليوم لوكالة انباء اصوات العراق المستقلة هذا اليوم عن ضرورة حفر خندق مائي حول بغداد كاحد الحلول المطروحة للنقاش امام وزراة الداخلية وقدم تفاصيل قليلة عن الخندق المائي حول بغداد quot;الخطة حددت طول الخندق بـ 97 كيلوا مترا مربعا لكنها لم تحدد عرضه، كما حددت 28 منفذا لدخول السيارات لفحصها لكنها لم تعلن عن هذه المنافذ لذلك فالصورة غير واضحة حتى الآن.quot; مشيرا الى quot;الخطة ستنجح اذا طبقت بشكلها الصحيح وهي تكثيف الدوريات المشتركة حول هذا الخندق ليلا ونهارا لتكون السيطرة كاملة عليهquot; ، موضحا أن quot;عددا من الدول الاوروبية وغيرها اعتمدت هذه الخطة في القرون الوسطى بحفر خنادق مائية حول القلاع التي انشأوها ، وقد اثبتت نجاحها في السيطرة على حركة من يحاولون التسلل الى تلك القلاع .quot;
وسيحاط الخندق وفقا للخبير الأمني العراقي بكتل خرسانية كحواجز لمنع المسلحين والسيارات المشبوهة من دخول العاصمة، متوقعا ان يبدأ بتنفيذ الخطة في حال اقرارها في شهر اكتوبر القادم.

مصدر عراقي قريب من الحكومة العراقية قال لايلاف ان خطة الحاجز المائي حول بغداد مطروحة امام الحكومة العراقية كحل اخير لتطبيقها حيث سيتطلب تنفيذا وقتا يمتد لشهور عدة وربما يتم استهداف ورش البناء من قبل المسلحين او نسف الحفارات التي ستحفر الخندق. لذلك يجب توفير حماية مستمرة حول الخندق قبل اكماله وهو مايتطلب جهدا ومالا ومئات العناصر الامنية. وبرر المصدر العراقي الذي امتنع عن ذكر اسمه خلال حديثه الهاتفي لايلاف خطة الحاجز بتسرب عشرات المسلحين من مدن الانبار وصلاح الدين وديالى الى العاصمة بغداد ويتم احتضانهم في مساكن عديدة في المناطق الساخنة في العاصمة بغدادز واضاف ان منطقة الاعظمية في رصافة بغداد تشهد تسللا واضحا من خارج بغداد اليها ويتم تسجيل اسماء المتسللين كافراد من عائلة المنزل المقيمين فيه. وقلل المصدر العراقي من خطة (الى الامام) التي وصلت الى مرحلتها الثالثة قائلا quot;انها خطة تستهدف التقليل من العمليات المسلحة وتحديدا لحماية المسؤلين العراقيين بعد ان ثبتت استحالة ايقاف العنف.. لذلك سيكون حفر الخندق حلا نموذجياquot;.

ومن المتوقع ان يعترض سكان مناطق اطراف بغداد الذين سيعزلهم الخندق عنها اذ سيجدون انفسهم خارج امتدادهم الاجمتاعي. ومن المتوقع ان يتم تشبيه خندق بغداد بالجدار الامني الذي بنته اسرائيل حول اراضيها والمستوطنات.

خندق بغداد المقترح لم يكن وليد اليوم بل كانت المدينة بعد بنائها عام 145 هجرية بسنوات محاطة بخندق مائي كان يطوقها استغرق بناؤه 23 سنة طوله يبلغ قرابة 9688 متراً وعرضه 5.50 أمتار، وفقا للباحثة خلود الدايني، أما عمق الخندق المحيط به فهو 5.50 أمتار وكان للسور 117 برجاً، وبسبب متانته فقد ظل قائماً حتى أواخر القرن الثالث عشر للهجرة أي مايقرب من 800 عام وقام والي بغداد العثماني مدحت باشا بهدمه سنة 1870م لكي يستعمل آجره لبناء القشلة (مركز الحكومة) وكذلك بناء مدرسة الصنائع قرب القصر العباسي. وترى الباحثة العراقية.

كما كانت بغداد محاطة باربعة أبواب هي باب السلطان وباب الظفرية أوالباب الوسطاني وباب الطلسم والباب الشرقي او باب كلواذا. وتم هدم هذه الابواب ولم يتبق منها سوى الباب الوسطاني قرب ضريح عمر السهرودي وكان اضخم هذه الابواب.