رئاسة اقليم كردستان تنفي تدريب قواتها في اسرائيل
المالكي : لا لبقاء السلاح بيد الاحزاب والمليشيات

أسامة مهدي من لندن : قال رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي لدى تسلمه الملف الامني في محافظة ذي قار الجنوبية اليوم ان حكومته لن تسمح ببقاء السلاح بيد الاحزاب والمليشيات وانما بيد الدولة وحدها مشيرا الى تحديات خطيرة تواجه العراق داخليا وخارجيا .. فيما نفت رئاسة اقليم كردستان تدريب اسرائيليين لقوات البيشمركة الكردية المسلحة .

واضاف المالكي في كلمة خلال رعايته احتفالا كبيرا حضره وزير الدفاع الايطالي باريزي جرى في مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغداد) مركز محافظة ذي قار لمناسبة استلام الملف الامني من القوات الايطالية ان الدولة لن تسمح ببقاء السلاح بيد الاحزاب والمليشيات لانها الوحيدة شرعيا ورسميا المكلفة بحمل السلاح من اجل حماية ارواح المواطنين وامن البلاد . وشدد بالقول انه لن يكون هناك سلاح عدا سلاح الدولة داعيا الجميع الى احترام القانون واعتبار الدولة هي وحدها صاحبة الحق في حفظ الامن وتقديم الخدمات .

واشار الى ان استلام الامن في هذه المحافظة هو خطوة اخرى نحو استلام كامل الملف الامني في انحاء العراق بعد استلامه في محافظة المثنى ومركزها السماوة (220 كم جنوب بغداد) في الثاني من تموز (يوليو) الماضي من اجل بلوغ الهدف الكبير لاستلام سيادة العراق كاملة . واشار الى ان محافظة ذي قار كانت عصية على نظام البعث السابق وذهب الكثيرون من ابنائها شهداء وقوفهم ضده .

واوضح ان استلام الدولة للامن ياتي في اعقاب قيام quot;عصابات البعثquot; بتخريب البلاد والقضاء على بنياتها التحتية موضحا ان العراقيين بمساعدة من يحبهم اقليميا ودوليا استطاعوا استعادة زمام الامور في بلادهم . ونبه الى انه مع ذلك فان العراق مازال بحاجة الى بناء الاسس الصحيحة والقوية التي تكفل بناء دولة وعراق امن ومستقر ومزدهر .

واكد المالكي ان العراق يواجه تحديات خطيرة داخلية سببها عدم الخبرة في الحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم الاستعداد للتاهل والاضطلاع بهذه المسؤولية اضافة الى ان البعض تحكمهم المصالح الحزبية والشخصية . وقال quot;لجميع هؤلاء الذين يريدون تحطيم مسيرتنا السياسية من البعثيين والتكفيريين الساعين لكسر ارادتنا نقول ان ذلك الوقت الذي كنتم فيه تضطهدون شعبنا قد ولى حيث تنسم العراقيون الحريةquot; . واضاف ان استلام الامن من قبل القوات العراقية يتطلب تعاون كل مكونات الشعب من رجال العشائر والدين ومؤسسات المجتمع الوطني والقوى السياسية الى التعاون معها .

وشدد على ان حكومته عازمة على العمل من اجل حماية الوحدة الوطنية لتكون اساس بناء دولة العهدالة والمساواة داعيا الى الاسراع في عمليات بناء اجهزة امنية عراقية قادرة على حفظ الامن وحماية الوطن . واكد ان الارهاب يشكل التحدي الخطير للعراقيين ومصالحهم داعيا الى تظافر الجهود لكسر شوكته quot;ليكون العراق مقبرة للارهابيين quot; . ووجه نداء لجميع القوى العراقية بتفعيل نهج المصالحة والحوار الوطني لتحويل الخلاف الى توحد للمواقف quot;لاننا ندرك انه لن يربح احد شيئا اذا غرق الوطن .. ولا مصلحة لاحد اذا حاول تهميش الاخر لان مصلحة الوطن يجب ان تبقى فوق مصالح الجميعquot; .

واوضح ان العراق يستعد لاعلان ميزانية انفجارية لعام 2007 من اجل اعادة بناء جميع قطاعات الدولة والقضاء على البطالة .. لكنه اشار الى ان الفساد الاداري والمالي هو التحدي الذي يواجه هذه الجهود مؤكدا العمل بكل الوسائل للقضاء عليه . وقال في الختام ان حكومته قررت افتتاح كلية عسكرية في محافظة ذي قار .

ومن جهته اكد وزير الدفاع الايطالي ان الانسحاب من ذي قار لايعني ترك المحافظة لان الايطاليين سيعودون لمساعدة اهلها على تنفيذ الكثير من المشاريع الاقتصادية والخدمية .
وقد اتخذت السلطات في محافظة ذي قار إجراءات أمنية مشددة قبل بداية الاحتفال حيث تم اغلاق جميع مداخل ومخارج المحافظة لغرض تأمين عملية الإحتفال ،ووضعت قوات الجيش والشرطة في حالة التأهب القصوى لهذا الغرض.

وبذلك تكون محافظة ذي قار الثانية في العراق التي تتسلم الملف الامني من القوات المتعددة الجنسيات بعد محافظة المثنى ومركزها السماوة (220 كم جنوب بغداد) التي تسلمت الملف في الثامن من تموز (يوليو) الماضي .

وكان ماسيمو داليما نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الايطالى قال خلال زيارته لبغداد في السابع من تموز الماضي ان الحكومة الايطالية ستقلل بصورة تدريجية اعداد جنود قواتها المرابطة في العراق والبالغة 3200 عسكريا وتخطط لسحب جميع قواتها بحلول نهاية العام الحالى. وقد تعرضت هذه القوات منذ دخولها الى العراق مع بقية قوات 28 دولة ضمن القوات المتعددة الجنسيات ربيع عام 2003 الى عمليات مسلحة عديدة ادت الى مقتل
38 من افرادها .

وكان المالكي قال في اوقات سابقة إن القوات العراقية ستتسلم الملف الأمني في تسع محافظات قبل نهاية هذا العام. ويؤكد مراقبون وسياسيون أن المسألة برمتها تتوقف على تاهيل قوات عراقية لادارة الملف الامني . وقد وصل عدد افراد القوات المسلحة العراقية الى 300 الف فرد يشكلون وحدات الجيش والشرطة. وقال ضابط كبير في وزارة الدفاع في عرض قدمه إلى المالكي اثناء زيارته مقر القيادة العامة لقوات العراقية مؤخرا إن الجيش العراقي سيتنامى الى 26 لواء و100 فوج خلال العام الحالي .

رئاسة اقليم كردستان تنفي تدريب قواتها في اسرائيل

نفت رئاسة اقليم كردستان اليوم تقارير تحدثت عن قيام ضباط من الجيش الاسرائيلي بتدريب عناصر قوات البيشمركة الكردية التابعة لسلطة الاقليم .

وقال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم في تصريح له ان الانباء التي زعمت قيام ضباط الجيش الاسرائيلي بتدريب بيشمركة كوردستان غير صحيحة مشيراًً الى ان بمقدور طفل كردي ان يستخدم السلاح.

واشار حسين في تصريح نقلته وسائل اعلام كردية الى quot;ان هذا النبأ عارِ عن الصحة تماماًquot;. وقال quot; إذا كان بيشمركة كردستان بحاجة الى تدريب عسكري من جانب أكاديميات في الخارج، فبوسع هؤلاء ان يتلقوا تلك التدريبات على يد الجيش الاميريكي علانية ولا حاجة الى فعل ذلك بصورة سريةquot;.
وكان تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قال امس الاول الثلاثاء ان جنودا اسرائيليين سابقين دربوا جنودا اكرادا في شمال العراق في 2004 و2005 وبث افلام فيديو لمعسكرات التدريب.

واكدت المحطة التلفزيونية ان الجنود الاسرائيليين غادروا المنطقة في 2005 بعد ان ابلغهم الاكراد عن كشف وجودهم في المنطقة. واوضحت ان اسرائيل قدمت عن طريق شركات امنية، هؤلاء المدربين ومعدات الاتصالات والامن تبلغ قيمتها 150 مليون دولار.

وشملت التدريبات امن المطار واستخدام المسدسات الرشاشة وعمليات اطلاق النار من وراء الابواب وعلي الحواجز وكيفية التعرف علي الارهابيين في الازدحام. وقال احد الجنود الذين شاركوا في التدريبات للمحطة طالبا عدم كشف هويته كان الامر صعبا جدا ويزداد صعوبة يوما بعد يوم لانك تعرف اين انت ومن انت وهناك دائما احتمال ان يكشف امرك . وأكد الجندي ان القوات والقيادة الكردية كانت تعرف انهم اسرائيليون. وعمل الاسرائيليون كذلك علي اعداد المطار في اربيل عاصمة اقليم كردستان وان الاسرائيليين قد يستخدمونه في المستقبل في حال شنت هجوما علي ايران.

واضاف تقرير الـ بي بي سي انه تم ارسال حوالي 150 مليون دولار لاسرائيل مقابل خدماتها بواسطة طائرة خاصة نقلت المبلغ من العراق لمطار عمان الدولي في الاردن وتم نقل المبلغ من مطار عمان الي اسرائيل بواسطة طائرة اسرائيلية خاصة على حد زعمه .