واشنطن:توجه ثلاثة جنرالات متقاعدين في الجيش الاميركي اليوم الى الكونغرس للمطالبة باستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفلد واصفين اياه بالمتعجرف وعديم الكفاءة الذي يصر على خوض الحرب على العراق بالتقسيط.وقال جون باتيست القائد السابق لفرقة المشاة الاولى في العراق والذي تقاعد منذ 10 اشهر quot;دونالد رامسفلد ليس قائدا كفوءا في الحروب فهو يعرف كل شيء سوى كيفية الفوزquot;.واضاف quot;القرارات الاستراتيجية المذهلة التي كان يتخذها رامسفلد ادت الى موت جنود اميركيين وحلفاء وعراقيين طيبين من دون فائدةquot; متهما رامسفلد بانه quot;لا يعي البعد الانساني للحربquot;، والنتيجة quot;ما كان يفترض ان يكون فوزا كاسحا انقلب الى تحد غير مضمون النتائجquot;.

وفي جلسة استماع خصصتها الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ بدا الجنرال بول ايتون الذي كان حتى كانون الثاني/يناير الماضي مسؤولا عن تدريب القوات العراقية اكثر حدة.فبعدما روى كيف كانت مهمته quot;على اسفل لائحة الاولويات الاميركيةquot; ندد ايتون برامسفلد ووصفه بانه quot;غير كفوء استراتيجيا وعملانيا وتكتيكيا ويتسم بوقاحة غير مسبوقة ويرفض الاعتراف بوقائع ما بعد الحرب الباردةquot; خصوصا quot;اننا نحارب تمردا ونخوض حربا واسعة غير عالية التقنية الا انها ايديولوجية بامتياز، وتفترض وجود عدد اكبر من القوات على الارضquot;.وقال ايتون quot;انها يحاول ويواصل شن هذه الحرب بالتقسيطquot;.

كما ندد الكولونيل توماس هامز من المارينز بquot;رفض البنتاغون التصرف على اساس اننا في حربquot; داعيا الى استقالة رامسفلد.وقال بول ايتون ايضا quot;لا بد من وزير دفاع يفهم كيفية بناء تحالفات في الولايات المتحدة وفي الخارج، يفهم المناخ الحالي للعملياتquot;.وسبق ان انتقد ايتون وباتيست على صفحات الجرائد سياسة رامسفلد في العراق.ولا يزال الرئيس الاميركي جورج بوش يتمسك بشدة برامسفلد ويرفض الاستغناء عنه.

وكان رامسفلد استبعد اليوم اي امكانية للاستقالة.وقال رامسفلد ردا على صحافي سأله ما اذا كان ينوي الاستقالة quot;كلا، لا انوي القيام بذلكquot;.

وهذه ليست المرة الاولى التي تتعالى فيها اصوات لدعوة رامسفلد الى الاستقالة. وفي نيسان/ابريل، واجه تمردا من عدة جنرالات متقاعدين اتهموه بانه المسؤول عن الاخطاء التي ارتكبت في العراق ودعوا الى استقالته. لكن الرئيس جورج بوش جدد له دعمه.ومنذ سنتين، وفي خضم فضيحة ابو غريب عام 2004، اقترح رامسفلد على بوش ان يقدم له استقالته، لكن الرئيس الاميركي طلب من وزير دفاعه البقاء في منصبه.

على صعيد أخر، سيبدأ وزير الدفاع الاميركي الثلاثاء جولة تشمل مونتينيغرو والبانيا ثم سلوفينيا حيث سيحضر اجتماعا بين وزراء دفاع الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي لبحث الوضع في افغانستان، حسب ما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).وسيزور رامسفلد الثلاثاء مونتينيغرو ثم البانيا يوم الاربعاء حيث سيحضر اجتماعا في تيرانا بين وزراء الدفاع في الحلف الاطلسي ونظرائهم في دول البلقان الغربية (البانيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا ومقدونيا ومونتينيغرو وصربيا) لمناقشة التعاون الاقليمي.

ويتوجه رامسفلد الخميس الى بورتوروز (سلوفينيا) لحضور اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف الاطلسي الذي سيتمحور حول افغانستان والقوات الاضافية التي تتراوح بين 2000 و2500 جندي والتي يطالب بها قائد قوات التحالف في اوروبا الجنرال الاميركي جيمس جونز.

وتواجه القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن التابعة لحلف شمال الاطلسي (ايساف) والتي يبلغ عديدها 21 الف جندي، منذ اشهر عدة في جنوب افغانستان الهجمات الاكثر عنفا منذ الاطاحة بنظام طالبان عام 2001، بالاضافة الى صعوبات للحصول من الدول الاعضاء على التعزيزات الضرورية.