بشار دراغمه من رام الله: اكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في بيان تلقته (إيلاف) على أن الأسرى المعزولين في السجون الإسرائيلية يستعدون للإضراب المفتوح عن الطعام بمجرد انتهاء شهر رمضان. وذلك احتجاجا على ظروف اعتقالهم. ونقلت محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن 11 أسيرا فلسطينيا معزولا عن العالم الخارجي، قرروا البدء في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على تصاعد ممارسات إدارة السجون ضدهم.

ودعا الأسير جمال أبو الهيجاء وهو أحد الأسرى المعزولين الى أهمية تعزيز التغطية الإعلامية لقضية الأسرى المعزولين في سجون الاحتلال. وذكر أبو الهيجاء أنهم موزعين على 3 سجون مركزية ( ايشل , اوهلي كيدار ndash; في بئر السع , و عسقلان ). والأسرى المعزولون هم: جمال ابو الهيجا , مازن ملصة , معتز حجازي , صالح موسى , احمد المغربي , محمود عيسى , حسن سلامة , عبد الله البرغوثي , اضافة إلى 3 أسرى إداريين هم: صالح العاروري , رياض عياد , حسان عياد وهم محتجزون في سجن كفار يونه.

وتبعا للأسير أبو الهيجاء فإن الإعلان عن الإضراب يأتي قبل شهر تقريبا من الشروع به في خطوة لفتح المجال للحركة الأسيرة لدعمهم و مساندتهم في قراراهم الإضراب المفتوح عن الطعام مباشرة بعد عيد الفطر للاحتجاج على ظروف عزلهم، مؤكدا أن مصلحة السجون تريد من خلال احتجازهم تحت هذه الظروف إلى التأثير على قدرتهم العقلية و صحتهم النفسية.

يعتبر الأسرى أن هذه السياسة الممارسة ضدهم ما هي إلا سياسة الموت البطيء من خلال هذا التعذيب النفسي غير المقبول، مشيرين إلى أن الإضراب يهدف إلى المطالبة بإخراجهم من العزل لحين الإفراج عنهم، علما أنهم معزولين منذ سنوات مضت.

وأوضحت محامية وزارة شؤون الأسرى أن ظروف احتجاز المعزولين سيئة للغاية، فعلى مستوى الطعام تمنع إدارة سجن عسقلان الأسرى المعزولين من إرسال أي طعام أو كانتينة لبعضهم البعض و خاصة للمرضى منهم الذين لا يستطيعون الاهتمام بحاجتهم الأساسية وهم بحاجة ماسة إلى من يعتني بهم، ويعاني معظمهم حاليا من وضع صحي سيء للغاية ولا يتوفر لهم ما يؤكل أو يشرب.

ويحرم الأسرى المعزولين من الخضار حتى مع الوجبة المقدمة من ادارة السجن فلا يكفي انها سيئة من حيث الكم و النوع بل لا يتم توفير الخضار. ومؤخرا قامت إدارة السجن بمعاقبة الأسير عبد الله الشرباتي بمنعه من زيارة الأهل مدة شهرين و كذلك منعه من شراء الكانتينه مدة شهرين إضافة إلى غرامة قدرها 200 شيكل لأنه أعطى احد السجناء الجنائيين سيجارة ليسكته بعد أن قام الأخير بالصراخ طوال الليل و التلفظ بألفاظ مسيئة للإسلام و المسلمين، و عندما طلب منه الأسرى السكوت رفض ذلك إلا إذا أعطوه سيجارة وما كان من الأسير الشرباتي إلا أن لبى طلبه منعا للمساس بالإسلام والذات الالهية.

وأما بخصوص غرف الأسرى المعزولين، فتقول العيساوي إن غرفة العزل معدة لأسير واحد إلا أن إدارة السجن تتعمد وضع أسيرين معا نظرا لعدد المعزولين الكبير وعدم وجود أو تجهيز أقسام خاصة بهم, علما أن مساحة الغرفة صغيرة جدا ولا يستطيع الأسرى الحركة مما أدى إلى إصابتهم بأمراض الروماتيزم و مشاكل صحية و آلام في الجزء السفلي من الجسم.

ومما يزيد من المعاناة هو أن مدة الفورة المسموح بها للأسرى المعزولين هي ساعة واحدة وتكون بحسب مزاجية إدارة السجن فأحيانا تكون الساعة 6 صباحا أو في وقت الظهيرة بغض النظر عن حالة الطقس فإذا كانت الفورة الساعة 6 صباحا وصادف ذلك اليوم طقسا ممطرا فلا يتم تغيير موعد الفورة بل يتم تخيير الأسرى بين الخروج أو التنازل عنها وهذا ما حدث في كثير من الأحيان.

أما الغرفة التي يتواجد فيها الاسرى المعزولين فهي مغلقة بشكل تام باستثناء نافذة مساحتها 10 سم X 10 سم و يتم إغلاقها معظم الوقت من قبل إدارة السجن إضافة إلى إغلاق الباب بشكل دائم و بالتالي فان الرطوبة تملا الغرفة مما يؤدي أيضا إلى التسبب بأمراض شتى للأسرى منها ضيق التنفس و الأمراض الجلدية بسبب عدم التعرض لأشعة الشمس .

وتمنع إدارة السجن زيارات الأسرى بين الغرف, ولا يسمح لهم باللقاء ابدا. ولا يوجد ممثل باسمهم, كما يخرجون للفورة مكبلي الأيدي و الأرجل ضمن إجراءات أمنية مشددة جدا. ويعاني الأسرى من صعوبة في النوم بسبب وجود الأسرى الجنائيين في نفس القسم ومنهم من يعاني من أمراض نفسية و يستمرون بتوجيه الشتائم و الصراخ طوال الليل .

كما يمنع الأسرى المعزولين من زيارة أهلهم ومنهم من لم ير أهله لسنوات طوال أي منذ تاريخ اعتقاله وهي وسيلة أخرى من الوسائل التي تتبعها إدارة السجون لمعاقبة الأسرى و أهلهم. وكذلك يمنع الاسرى المعزولين من الصلاة جماعة يوم الجمعة او في الاعياد بحجة انهم يشكلون خطرا ويمنع اختلاطهم ببعضهم البعض.

ويتعرض المعزولون أيضا لإغلاق أرقام حساباتهم بصورة منافية للقانون و منع الأسرى من الأقسام الأخرى من تحويل أية مواد من الكانتينه لهم في محاولة لكسر إرادتهم و عزيمتهم . وقد تم نقل الأسيرين معتز حجازي و صالح موسى من عزل سجن عسقلان الى سجن آخر لم تطلع إدارة السجن الأسير أبو الهيجا الذي نقل هذه الأخبار، إلى أين تم نقلهما بالتحديد ndash; و يتوقع أن يكونا في عزل سجن اوهلي كيدار .

كما تم نقل الأسرى جهاد يغمور و عبد الله الشرباتي ومحمد الشيخ إلى عزل سجن عسقلان بقرار من إدارة السجن ضمن سياسة العقوبات غير المنطقية و المجحفة بحق الأسرى.